* فرض الجواز الصحي لدخول المرافق العمومية كفيل بالحد من العزوف أكد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، البروفيسور كمال صنهاجي، أمس أن التلقيح على نطاق واسع هو « أحسن سد يمكن إقامته للحد من تفشي العدوى بفيروس كورونا وتفادي العودة إلى الحجر الصحي»، مبرزا بأن الوضعية الوبائية الحالية الناجمة عن انتشار متحور دلتا في الجزائر مقلقة لأننا نواجه موجة رابعة في نفس الوقت الذي تم تسجيل دخول متحور أوميكرون». و في تصريح للصحافة على هامش يوم علمي نظمته الجمعية الجزائرية للصيدلة الإكلينيكية وصيدلة الأورام، بالمركز الدولي للمؤتمرات، غربي الجزائر العاصمة، صرح البروفيسور صنهاجي من أن «استمرار ارتفاع منحى الإصابات بكورونا الذي بلغ ال 300 إصابة، و تواصل ضعف وتيرة التلقيح بسبب استمرار عزوف المواطنين سيقودنا إلى الحجر الصحي، إذا استمر هذا العزوف». وشدد صنهاجي على ضرورة توجه المواطنين «بقوة » إلى مراكز التلقيح في أقرب وقت، للتطعيم ضد فيروس « كوفيد-19 »، من تحقيق المناعة الجماعية وحماية الفئات الهشة على وجه الخصوص سيما كبار السن والمرضى المزمنين، و العودة بالتالي إلى الحياة العادية و تفادي العودة إلى الحجر». وأضاف « خلال هذه المرحلة لا يجب علينا إعطاء كل الاهتمام للمتحور أوميكرون، بعدما أثبتت الأبحاث الأولية أن سرعة العدوى الناجمة عن انتشار المتحور الجديد غير قاتلة، بل علينا إيلاء عناية أكبر لمواجهة والحد من انتشار المتحور دلتا الأشد فتكا، سيما لاحتياجاته الكبيرة لاستهلاك الأوكسجين. وفي سياق ذي صلة حذر رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، من أن «استمرار منحى عدد الإصابات بمتحور دلتا في الارتفاع بهذه السرعة، واستمرار حالات التراخي في الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية، والعزوف عن التلقيح يجعل الوضع الوبائي الحالي يتجه أكثر فأكثر نحو الخطورة». وقال « من شأن التزايد المستمر لعدد الإصابات أن يحدث أزمة صحية جديدة لن تتوقف تداعياتها عن تزايد الحاجة للأوكسيجين، إذا ما تشبعت مصالح المستشفيات ومصالح الإنعاش المجندة لاستقبال كل الحالات الاستعجالية». وبعد أن نبه إلى أن المواطنين أمام خيارين لا ثالث لهما، التوجه لأخذ لقاح آمن وفعال أم مواجهة مصير ينذر بالخطر، أكد صنهاجي أن السلاح الوحيد الكفيل لمواجهة هذه الموجة الأشد فتكا موجود ويتمثل في التلقيح، معربا بالمناسبة عن أسفه عن بقاء نسبة عدد الأشخاص الملقحين لا تتجاوز 27 بالمائة، رغم المجهودات الكبيرة التي بذلتها الدولة في توفير اللقاح. ودعا إلى أخذ العبرة من البلدان الأوروبية التي كانت نسبة العزوف فيها 40 بالمائة قبل أن ترتفع اليوم إلى حوالي 90 بالمائة، بسبب تزايد الوعي في أوساط مواطني هذه البلدان بأهمية التلقيح لمواجهة خطورة الوضع الوبائي. وفي رده عن سؤال حول توجه قطاع الصحة لأن يشمل فئة الشباب والأطفال الأقل من 18 سنة بحملة التلقيح، أعرب صنهاجي عن يقينه بأن الأولوية يجب أن تعطى للفئات الأولى المستهدفة، لكنه تحدث في ذات السياق عن أهمية تلقيح الأطفال كعامل مساعد على حمل الفيروس، وأضاف « أنا مقتنع مثلي مثل أعضاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي مقتنعون بأن الأولوية في التلقيح يجب أن نستمر في إعطاء الأولوية في التطعيم لأصحاب الأولوية لأن حياتهم مهددة أكثر في حال إصابتهم بالعدوى – مضيفا - لكن في ظل وجود وفرة في اللقاح ووجود إمكانية لتخصيص جرعات موجهة للأطفال بين 11 و 18 سنة أو أقل، مثل ما يجري في الخارج فلا مانع من أن تشمل حملة التلقيح الأطفال لأهمية ذلك في الحد من عدوى انتشار المتحور دلتا أو أوميكرون أو غيرهما من أي متحور قد يأتي ».