أحدثت مخلفات الجولة الحادية عشرة لبطولة الرابطة الثانية انقلابا على مستوى قمة هرم ترتيب مجموعة وسط شرق، وذلك بتنازل اتحاد عنابة عن مشعل القيادة لصالح شباب برج منايل، بعد أسبوع فقط من انفراد أبناء "بونة" بعرش الصدارة، الأمر الذي يكرس مبدأ "التداول" على الريادة من جولة لأخرى، في سباق أخذت من خلاله دائرة الطامحين في تحقيق الصعود في الاتساع، بالنظر إلى العودة القوية لكل من شباب باتنة وشبيبة سكيكدة، لأن المعادلة أصبحت سداسية الأطراف، في حين مازالت وضعية رباعي المؤخرة معقدة، ولو أن انتفاضة اتحاد الأخضرية تزامنت مع مواصلة أهلي البرج السقوط الحر، مع دخول اتحاد ورقلة وحمراء عنابة منطقة الخطر. انقلاب الصدارة ارتسمت معالمه بملعب حمام عمار بخنشلة، أين انهزم اتحاد عنابة بهدف وحيد وقعه بركاني في الأنفاس الأخيرة من المرحلة الأولى، كان وزنه فوز ثمين لأهل الدار، مع سقوط "الطلبة" لثاني مرة هذا الموسم، بعد سلسلة دون هزيمة على مدار 9 جولات متتالية، وهو التعثر الذي عبّد الطريق أمام شباب برج منايل لاستعادة مشعل القيادة، سيما وأنه واصل التألق، بإحرازه الانتصار الثالث على التوالي خارج القواعد، وكان ذلك ببجاية أمام الشبيبة المحلية، بثلاثية قرزو، حمود وباشا، الأمر الذي مكن أبناء "الكوكليكو" من سرقة الأضواء، على اعتبار أنهم أعطوا السباق ريتما جنونيا، لأنهم لم يهدروا سوى نقطتين في آخر 6 جولات، مع حسن تفاوضهم في السفريات. إلى ذلك، فقد انفرد اتحاد خنشلة بالمركز الثالث، بفضل انتصاره الثمين على اتحاد عنابة، لتبقى تشكيلة "سيسكاوة" تراقب السباق عن كثب، قبل قمة الثلاثاء القادم بالتلاغمة، لأن "أولاد سمايل" عززوا تموقعهم ضمن كوكبة الملاحقة، بفضل النقطة الثمينة التي انتزعوها من "الديربي" بعين مليلة، ليبقى "التلاغمية" أوفياء لتقاليدهم بإحراز التعادل خارج الديار، مع المحافظة على عذرية شباكهم في آخر 4 مباريات. وفي سياق متصل، فإن دائرة الطامحين للصعود اتسعت، بالنظر إلى تسلق شباب باتنة وشبيبة سكيكدة هرم الترتيب بخطوات ثابتة، إذ أن "الكاب" نجح في الاستثمار في أزمة المستضيف أهلي البرج، وعاد بانتصار بهدف وقعه كباري، مكنه من الارتقاء إلى الصف الرابع، بينما واصل "السكيكدية" صحوتهم، بتحقيق الفوز الرابع تواليا، وكان ذلك بورقلة، على حساب الاتحاد المحلي، بهدف أمضاه عثماني، صنع به الانتصار الثاني للشبيبة بعيدا عن قواعدها هذا الموسم، قبل القمة الواعدة التي ستجمعها بالجار اتحاد عنابة في اختبار التأكيد. أما على مستوى المؤخرة، فإن اتحاد الأخضرية نجح في تذوق نشوة الفوز لأول مرة هذا الموسم، وكان ذلك على حساب الضيف اتحاد الشاوية بهدف سجله معيشي في أواخر الشوط الأول من مخالفة مباشرة، جسد تواضع الضيوف، وأعطى جرعة أوكسجين لأبناء "باليسترو"، مع تمسكهم ببصيص من الأمل في القدرة على تحقيق "النجاة"، خاصة وأنهم أبرموا عقد شراكة مع أهلي البرج، الذي تلقى الهزيمة الخامسة تواليا، ليكون بذلك الأهلي قد استسلم مبكرا، بانهياره الكلي، على شاكلة "سيناريو" سقوطه الموسم الفارط من الرابطة المحترفة، بينما أهدرت مولودية قسنطينة فرصة ثمينة لاحراز ثاني فوز خارج القواعد، لأن قمة المؤخرة بالعلمة كانت مثيرة، والهدف الذي أمضاه الدوسن في الوقت بدل الضائع أنقذ "البابية" من هزيمة، وحرم الموك من فوز كان على وشك التجسيد، بعدما تمكنت من قلب الطاولة على أهل الدار في المرحلة الثانية بهدفي طيايبة وعطية، وهو التعادل الذي أبقى الفريقين جنبا إلى جنب، لكن بحسابات ازدادت تعقيدا، لأن حمراء عنابة أصبحت تتواجد على مشارف منطقة الجاذبية، بعدما أجبرت على اقتسام الزاد مع مولودية بجاية، في ظل نجاح شبان "الموب" في الصمود، وانهزامهم مرة واحدة منذ انطلاق الموسم، كما أن اتحاد ورقلة تراجع بشكل ملفت للانتباه، بعجزه عن حصد ولو نقطة في آخر 4 جولات.