نسعى لتحقيق التوليف الاجتماعي للأمازيغية ليحتضنها الجميع lيجب المرور من المرحلة التجريبية إلى المرحلة الفعلية في التدريس l نطالب بفتح مراكز بحث متخصصة لدراسة الإشكاليات الخاصة باللغة الأمازيغية دعا الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد إلى مضاعفة وتوحيد جهود كل الأطراف الفاعلة، والدوائر الوزارية ذات الصلة من أجل تعميم نشر الثقافة واللغة الأمازيغية عبر كامل ولايات الوطن باعتبارها مكونا أساسيا للهوية الوطنية. حاوره: عبد الحكيم أسابع ودعا في حوار خص به النصر، إلى ضرورة السعي لتعديل بعض النصوص التشريعية، لتتجانس مع الدستور، على غرار القانون التوجيهي المدرسي، وكذا وضع مخطط عمل بما يضمن تعميم تدريس الأمازيغية عبر جميع أنحاء التراب الوطني تماشيا مع مذكرة المحافظة المحالة إلى رئيس الجمهورية بشأن الإطار الاستراتيجي والمنهجي لتدريس وتعليم الأمازيغية ضمن المنظومة الوطنية للتربية والتكوين خلال آفاق 2038 . النصر: ما هي الاستراتيجية الجديدة للمحافظة السامية للأمازيغية لترقية اللغة الأمازيغية؟ عصاد: تتلخص إستراتيجيتنا الجديدة لترقية اللغة الأمازيغية في ثلاثة محاور، وتتعلق بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية في الأطوار الثلاثة للمنظومة التربوية، إلى جانب تطوير استعمالها في قطاع الاتصال، فضلا عن ترقية وتطوير استعمالها في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. كما نسعى إلى تحقيق التوليف الاجتماعي للغة الأمازيغية حتى نحقق تقبلا كبيرا لها للإقبال على دراستها حتى من طرف الكبار، من خلال إعطائهم الفرصة لتعلمها. من جهة أخرى فإننا نسعى لإعادة الاعتبار للبعد الأمازيغي، من خلال المعرفة التاريخية والترويج لكنوز الجزائر، من الحقب التاريخية القديمة إلى القرن ال 21، إذ أن هناك محطات في تاريخ الجزائر لم نولها الأهمية الكبرى، لأن الأمازيغية في بعدها الحضاري التاريخي، وأيضا في الممارسة اليومية، وهو ما يتطلب إمكانيات وعلينا أن نقوم بمجهود على المستوى الداخلي للمحافظة لإعداد وثائق مرجعية فيما يخص الاستراتيجيات التي يمكن أن توظفها الوزارات لأن المسألة تهم كل القطاعات الوزارية، على غرار قطاع الثقافة وقطاع الاتصال، وقطاع العدالة، والحاصل أن الأمر يحتاج إلى بذل مزيد من الجهود لبلوغ المبتغى بل نأمل أن تتضافر جهود كل القطاعات في المساهمة في ترقية اللغة الأمازيغية وتكريس التنسيق مع الدوائر الوزارية حتى يسهل التواصل بها، و كذا تعليمها لكل مستخدمي مختلف القطاعات. مثلا في شق العدالة يجب الاعتراف بأن هناك نقائص يجب أن نتداركها، إذ يجب فسح المجال لاستعمال اللغة الأمازيغية في هذا القطاع، وعلينا في هذا الصدد تنظيم دورات وملتقيات تكوينية لفائدة القضاة، وأمناء الضبط وغيرهم. النصر: كيف تقيمون الأشواط المحققة في تعليم اللغة الأمازيغية، لاسيما في ظل وجود نص قانوني ينص على اختيارية تدريس هذه اللغة، وهل تأملون وتسعون من أجل إدراج تشريع جديد ينص على إجبارية تدريس الأمازيغية؟ عصاد: إن تدريس اللغة الأمازيغية في بلادنا حقق تطورا معتبرا، فقد انتقلنا من تعداد 233 أستاذا في 1995 ، إلى أكثر من 730 مدرسا اليوم، لكن حسب المعاينة الميدانية فنحن في نفس الانطلاقة من حيث صيغة تدريس المادة، والحجم الساعي للمادة ومن حيث تأطير المادة ومحتوى المادة وأظن أن تدريس المادة فيه مجموعة من النقائص وقد حان الوقت للمرور إلى مرحلة ثانية، يجب المرور من المرحلة التجريبية إلى المرحلة الفعلية لتدريس المادة الأمازيغية مثل تدريس المواد الأخرى لا أكثر ولا أقل، وهذا يتطلب إعادة النظر في معامل المادة، لأنها وفقا للدستور مادة من مواد الهوية الوطنية. وعلينا هنا أن نعثر على الصيغة التي تجعل أولياء التلاميذ، يحفزون أولادهم ويدفعونهم لدراستها، في انتظار إعادة النظر في القانون. كما نطالب بإعادة النظر في القانون التوجيهي للمدرسة الصادر في 23 يناير 2008، لأنه من 2008 إلى 2022، الأمور تحسنت من حيث المعطيات السياسية والتزامات الدولة، ونعتقد أنه حان الوقت للمرور إلى مرحلة ثانية. النصر: وبالنسبة لتدريس الأمازيغية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، هل هناك توجه لفتح أقسام أخرى لتدريس اللغة والثقافة الأمازيغية عبر جامعات الوطن؟ عصاد: أظن أن الأمور تحسنت على مستوى الجامعة منذ فتح معاهد للغة الأمازيغية، وهنا بودي أن أشير إلى أن المعطيات الإحصائية المتعلقة بالخريجين الحاصلين على شهادات الليسانس والماستر والماجستير والدكتوراه في الأمازيغية إيجابية، ولكن لمرافقة هذا المجهود ولمرافقة البحث المتخصص والأبحاث المتخصصة في مجالات الأنتربولوجيا والأدب واللسانيات يتطلب المزيد من الإمكانيات والمرافقة، بفتح مراكز بحث متخصصة وتوسيع دائرة الاهتمام بالإشكاليات الخاصة باللغة الأمازيغية، ليس فقط في المعاهد الخمسة للغة والثقافة الأمازيغية وإنما في جامعات أخرى. النصر: وكيف تقيمون استعمال اللغة الأمازيغية في قطاع الاتصال، ما هو محتوى الاتفاقية التي وقعتموها مع التلفزيون العمومي؟ عصاد: بخصوص قطاع الاتصال حري بنا توقيع اتفاقية لتوضيح المنهج الذي بإمكانه أن يقدم الإضافة للغة الأمازيغية لأن هذا القطاع، قطاع رائد في توظيف اللغة الأمازيغية، خاصة الإذاعة، إن تواجد الأمازيغية اليوم في 27 محطة إذاعية يجب أن يتعمم إلى إذاعات أخرى خاصة الإذاعات المتواجدة في الولايات الحدودية، كذلك مع وكالة الأنباء الجزائرية يجب أن توظف اللغة الأمازيغية بمحتوى أمازيغي وهذا ما قمنا به في 2015. ونأمل ونسعى في ذات السياق إلى أن يقوم التلفزيون الجزائري عبر مختلف محطاته، بإعداد برامج ذات جودة باللغة الأمازيغية وكذلك مرافقة التكوين المتواصل للصحفيين لأن الصحفي لابد أن يتأقلم وأن يأخذ بعين الاعتبار المعطيات النظرية الميدانية الأنتربولوجية في العديد من المناطق للتوظيف السليم للغة الأمازيغية. النصر: ما هو الهدف من مشروع المنصة الرقمية التي قررتم إطلاقها خلال الأيام المقبلة؟ عصاد: هذه المنصة هي من إعداد صحفيين الذين كانوا في إطار تربص للمحافظة السامية للغة الأمازيغية، بالتنسيق مع الإذاعة الوطنية وهي وسيلة لتمكين الصحفي من أن يستعين بالمصطلح الجامع في كل اللسانيات المتغيرة للغة الأمازيغية.