تم اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون القانوني بين الجزائروقطر، في إطار تعزيز علاقات التعاون بين الطرفين في المجال القانوني من خلال تبادل الخبرات والتجارب بما يهدف إلى الارتقاء بمستوى الأداء القضائي بكلا البلدين. وجرت مراسيم التوقيع على المذكرة من قبل كل من وزير العدل، حافظ الاختام عبد الرشيد طبي، ووزير العدل القطري، مسعود بن محمد العامري. واعتبر الوزير طبي عقب مراسيم التوقيع أن "جودة العمل القضائي تمر حتما على التفتح على التجارب الدولية، وهو ما تجسده هذه الاتفاقية و التي تعتبر بمثابة لبنة هامة تضاف إلى سلسلة الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين الجزائر و قطر". وأضاف الوزير أن "هذه الآلية القانونية المؤسساتية ستسمح لأسرة القضاء في البلدين بالاحتكاك أكثر، و تبادل الممارسات المثلى لتحسين مستوى أداء كل منهما قصد تجسيد قيم العدل و سيادة القانون بما يعود بالنفع على المواطنين ببلدينا". واعتبر أن هذه الوثيقة ستشكل "نقطة انطلاق لإضافة روح جديدة للتعاون بين وزارتي عدل البلدين في المجالات المتعددة التي شملتها، والتي ستستفيد منها مختلف المؤسسات، من ضمنها هيئة المحامين والخبراء القضائيين ومراكز البحوث ومدارس تكوين القضاة". كما نوه ذات المسؤول ''بأهمية آلية تفعيل أحكام المذكرة، والمتمثلة في إعداد برامج سنوية في مختلف المجالات التي تضمنتها، من أجل الدخول الفعلي في مرحلة التجسيد". وعاد السيد طبي في كلمته للتذكير "بعمق العلاقات التاريخية المميزة التي تربط بين الشعب الجزائريوالقطري"، مؤكدا أنها "علاقات متناهية صقلتها عقود من التعاون بين قيادة البلدين الشقيقين". وذكر الوزير طبي "بدعم دولة قطر نضال الشعب الجزائري و ثورته التحريرية المجيدة ولا تزال على عهدها حتى يومنا هذا بما يدل على عمق العلاقة الوطيدة والأخوة العميقة بين الشعبين والثقة المتبادلة التي تجمع الدولتين"، حيث أبرز أن هذه العلاقات "تعززت وازدادت رسوخا عبر سلسلة من الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين، مع العمل على رعاية هذه العلاقات والارتقاء بها في كافة القطاعات". كما أشار إلى "خصوصية العلاقة بين الجزائر و قطر باعتبار أن البلدين من مصدري الغاز الطبيعي في العالم، كما أنهما دولتان محوريتان في الجامعة العربية وفي المحيط الإقليمي العربي، وتجمعهما الكثير من المواقف المشتركة". وأضاف السيد طبي أن هذه الاتفاقية "تأتي تزامنا مع الإصلاحات التي يشهدها قطاع العدالة في الجزائر، والتي تترجم بوضوح متطلبات الشعب الجزائري و انبثقت ذات الاصلاحات عن الدستور الذي بادر به رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون سنة 2020 و حظي بتزكية الجزائريين، والذي تضمن أحكاما غير مسبوقة تكرس استقلالية السلطة القضائية بما يحقق ويسمح باسترجاع ثقة المواطن في عدالة بلاده". من جهته ذكر وزير العدل القطري، مسعود بن محمد العامري، أن دولة قطر "تتقاسم مع الجزائر قيما نبيلة تعني بثوابت القانون وتسعى إلى تحقيق العدالة من خلال ترسيخ مبادئ دولة القانون والمؤسسات". وأضاف أن زيارته للجزائر ولقائه بنظيره الجزائري، السيد طبي، "يأتي تكملة لمسار حافل بالتقارب المشترك والتنسيق الثنائي في المجالات العدلية والقانونية بين البلدين"، وأن التوقيع على مذكرة تفاهم في المجال القانوني بين البلدين يشكل "نقلة نوعية" في التعاون الثنائي و "يفتح آفاقا واعدة للشراكة الاستراتيجية التي وضع أسسها كل من صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر وشقيقه الرئيس الجزائري، السيد عبد المجيد تبون". كما ثمن الوزير القطري النتائج المترتبة عن التوقيع على الاتفاقية المشار إليها، قائلا أنها "ستفتح آفاق رحبة تنسجم مع التطلعات المشتركة والتوجيهات السامية لقيادتي البلدين الشقيقين". تجدر الإشارة إلى أن مذكرة التفاهم القانوني بين الجزائر و قطر تتضمن إلى جانب الديباجة، 20 مادة ترمي إلى تبادل الخبرات والتجارب في المجالات القانونية المختلفة، بما يهدف إلى الارتقاء بمستوى الأداء لا سيما في مجال إعداد و صياغة ودراسة مشروعات الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تندرج أحكامها في إطار اختصاصاتها، والتعاون الدولي وآلياته وأهم الممارسات الفعالة في ذلك، وفي مجال التوثيق، وأعمال المحاماة وقيد الخبراء، والوساطة والتحكيم..