سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، في ساعة متأخرة من يوم الخميس إلى الجمعة، أحكاما متفاوتة وصلت إلى السجن المؤبد، في حق أفراد شبكة وطنية مختصة في ترويج المؤثرات العقلية، بين ولايتي تبسة و البليدة مرورا بولايات أم البواقي و قسنطينة، و ضبطت عناصر الأمن التي عالجت القضية قرابة 30 ألف قرص مهلوس. هيئة المحكمة برأت ساحة المتهم (غ.ل.س) من الجرم المنسوب إليه، ونطقت بإدانة المتهمين (ج.ب) و(ش.إ) بعقوبة 5 سنوات سجنا، وأدانت كلا من (ب.م.ش) و(م.ج) بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا، في حين أدين المتهم (د.ع.ق) بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا، وقضت هيئة المحكمة بتوقيع عقوبة السجن المؤبد مع الأمر بالقبض للمتهمين الفارين وهما (س.إ.س) و(ب.س)، وتوبع المتهمون الثمانية بجناية حيازة في الإقليم الجمركي عن طريق التهريب باستعمال وسيلة نقل مع كون الأفعال على درجة من الخطورة تهدد الصحة العمومية وجنحة الممارسة غير الشرعية لمهن الصحة، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق جميع المتهمين. القضية يرجع بتاريخها لمنتصف شهر جويلية من سنة 2020، حيث تم حجز ما يقارب 29 ألف قرص من أدوية مهلوسة وثلاث مركبات سياحة مع توقيف 5 أشخاص في البداية من المتورطين في القضية، وتمت معالجة القضية من طرف عناصر فرقة البحث والتدخل بأمن ولاية أم البواقي بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني الشعبي على مستوى القطاع العسكري بأم البواقي، بعد استغلال معلومات مؤكدة تفيد بقيام أشخاص مجهولين بنقل كميات من المؤثرات العقلية على متن ثلاثة مركبات سياحية، أين مكنت التحريات المعمقة في القضية من الكشف عن تفاصيل هذه العملية الإجرامية، ليتم وضع خطة عمل ميدانية محكمة التنسيق بين مصالح الشرطة بأم البواقي تم من خلالها توقيف المركبات الثلاثة ومستعمليها ويتعلق الأمر ب5 أشخاص في بادئ الأمر. و بحسب ملف القضية، فإن الخطة المسطرة من طرف أجهزة الأمن، مكنت من توقيف المركبة الأولى على مستوى حاجز المراقبة بالمخرج الغربي لمدينة أم البواقي، وتوقيف سائقها البالغ من العمر 31 سنة والمنحدر من مدينة قسنطينة، مع ضبط 15 ألفا و 616 كبسولة «بريغابلين 300 ملغ» كانت مخبأة بإحكام داخل الأبواب الخلفية للمركبة إضافة إلى مبلغ مالي قدره 63 ألف دينار و بالتنسيق المحكم بين مصالح الشرطة والسرعة في التنفيذ، تمكنت مصالح أمن دائرة سيقوس من توقيف المركبتين المتبقيتين و توقيف أربعة أشخاص ينحدرون من ولايتي الجزائروقسنطينة، مع حجز كمية أخرى من المؤثرات العقلية قدرت ب13 ألفا و 319 كبسولة من نفس الدواء مخبأة بإحكام بنفس الكيفية، مع تحويل الأشخاص والمحجوزات إلى مقر الفرقة، لتصل الكمية الإجمالية المحجوزة إلى 28 ألفا و 935 كبسولة «بريغابلين 300 ملغ»، ليتم توقيف مشتبه به آخر، في الوقت الذي لاذ متهمين اثنين بالفرار لوجهة مجهولة. و تضاربت تصريحات المتهمين في جلسة المحاكمة، وحاولوا التهرب من جرم الحيازة والترويج، ونفوا علاقتهم بالمتهم الرئيسي (د.ع.ق)، غير أن كشف المكالمات فند تصريحاتهم، وأثبت من خلال ما طرحته قاضية الجلسة وجود اتصالات مسبقة بين عديد المتهمين، ومنهم من كلف بمراقبة الطريق وتأكيد خلوها من الحواجز الأمنية.