تعتبر رائحة الفم الكريهة، ظاهرة شائعة بين الصائمين خلال شهر رمضان، وهو ما يشعرهم بالإحراج وعدم الارتياح، ورغم أن رائحة الفم الكريهة مرتبطة في 85 بالمئة من الحالات، بسوء صحة الأسنان، أو بحالة مرضية، إلا أنه خلال شهر رمضان، فإن جفاف الفم بشكل أساسي، هو الذي يسبب رائحة الفم الكريهة، حسب المختصين. أوضح أخصائي طب و جراحة الأسنان الدكتور نور الدين بلعالية للنصر، أن رائحة الفم الكريهة لها عدة أسباب، يمكن أن تكون متعلقة بأمراض الفم واللثة أو التهاب اللوزتين أو تسوس الأسنان أو فطريات الفم و اللسان، وما إلى ذلك، كما يمكن أن تكون ناجمة عن بقايا الطعام العالقة بين الأسنان أو الترسبات الجيرية وغيرها، موضحا أنه في نهار رمضان، فإن البكتيريا التي تعيش في الفم تتكاثر بسبب الصيام، و تفرز غازات مسؤولة عن الرائحة الكريهة للفم، لذلك يجب الحفاظ على نظافة الفم و الأسنان دائما. و أضاف الدكتور بلعالية أن الرائحة الكريهة يمكن أن تكون ناجمة عن جفاف الفم و نقص إفراز اللعاب، كما أن بعض مكونات وجبة السحور، مثل الثوم و البصل و التوابل، تضاعف رائحة الفم الكريهة، هذا إلى جانب التدخين و عدم الالتزام بنظافة الأسنان بانتظام، و تناول بعض الأدوية، لهذا يجب الحفاظ على نظافة الفم وغسل الأسنان، كبقية شهور السنة الأخرى، أي ثلاث مرات يوميا باستعمال الفرشاة و المعجون، لكن يجب أخذ الحيطة و الحذر لكي لا يمر أي شيء إلى الحلق، حتى لا يفسد الصيام، و يمكن أيضا استخدام خيوط التنظيف الطبية، أو السواك، لأنه مطهر للفم، و مفيد و فعال للحفاظ على الفم من البكتيريا و الجراثيم، كما أنه يحتوي على مواد عطرية تحفز إفراز اللعاب و يعمل على الوقاية من تسوس الأسنان.لتفادي رائحة الفم الكريهة في نهار رمضان، و الحصول على نفس منعش طوال اليوم، ينصح المتحدث الصائمين، بضرورة شرب كميات كافية من الماء في الفترة الممتدة من الإفطار إلى السحور، حتى لا تقل نسبة إفراز اللعاب أثناء الصيام، كما ينصح بتناول مشروب النباتات العطرية، على غرار البقدونس و الينسون و القرفة و الشاي الأخضر، مع استخدام مغلي القرنفل في المضمضة بعد السحور، كونه يحافظ على رائحة الفم جيدة طوال النهار. كما يدعو إلى استخدام غسول الفم، لأنه يساعد في الحفاظ على أنفاس منعشة و يفضل اختيار غسول بنكهة النعناع، و يجب أيضا تنظيف اللسان بالفرشاة برفق مرتين في اليوم. و ينصح الدكتور بلعالية أيضا، بتفادي بذل جهد بدني كبير خلال ساعات الصيام و عدم البقاء تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، خاصة إذا كان الجو حارا ، و شدد على تناول وجبة سحور سهلة الهضم، لا تحتوي على الثوم أو البصل و تجنب الأطعمة ذات الرائحة النفاذة التي من شأنها أن تتسبب في رائحة الفم المزعجة أثناء فترة الصيام. يجب انتقاء مكونات خفيفة لوجبة السحور، و الإكثار من تناول الفواكه ذات الرائحة الطيبة، مثل الفراولة، و الخضر الغنية بالألياف، و شرب الماء لترطيب الفم قبل النوم، مع الحرص على عدم الإفراط في تناول الحلويات، لأنها تتعرض للتخمر مما قد يؤدي لظهور رائحة غير مستحبة للفم، كما ينصح الصائمين بالابتعاد عن التدخين، لأنه من بين العوامل التي تؤدي إلى ظهور رائحة الفم الكريهة. و أكد الدكتور نور الدين بلعالية، بأنه من الضروري القيام بزيارات دورية لطبيب الأسنان، كل ثلاثة أشهر، من أجل فحص عيادي كامل، و معالجة أي مشكل يتعلق بالفم و الأسنان و اللثة، سواء التسوس أو الالتهابات، و ما إلى ذلك، للحد من كل المشاكل التي قد تسبب الرائحة الكريهة.