تستحق دورة وهران 2022، لألعاب البحر الأبيض المتوسط الجارية حاليا، أن تكون موعدا لكسر الأرقام بامتياز وكتابة «عهد جديد» للرياضة الجزائرية، كيف لا وبعد يومين فقط من المنافسة، تمكنت الجزائر من حصد ست ميداليات ذهبية، ما يعني تجاوز عدد الميداليات المحققة في الدورة الأخيرة بتاراغونا الإسبانية بثلاثة أضعاف (ذهبيتان فقط)، وهو ما يجعل الطموح يكبر، والهدف القادم تحطيم الرقم المسجل في تونس سنة 2001، عندما أنهت الجزائر الدورة بجمع عشر ميداليات ذهبية. مبعوث النصر إلى وهران: حمزة.س وأبرز ما يميز النسخة الحالية من الألعاب المتوسطية، هو المستوى الفني المرتفع في مختلف المنافسات، بسبب حضور العديد من الدول بأفضل رياضييها، وهو الأمر الذي سمح بتسجيل أرقام مميزة إلى غاية الآن. النوايا واضحة من البداية كانت النوايا واضحة من البداية بالنسبة للرياضيين الجزائريين، من خلال التصريحات التي أدلوا بها للنصر، وإلى مختلف وسائل الإعلام، حيث أجمع ممثلو بلد المليون ونصف المليون شهيد على ضرورة استغلال عامل إقامة الدورة بمدينة وهران، من أجل حصد أكبر عدد ممكن من الميداليات، ولما لا تجاوز حصيلة تونس في سنة 2001، والتي تعتبر أفضل مشاركة للجزائر بحصد 10 ميداليات ذهبية و10 فضيات و12 برونزية بحصيلة إجمالية 32 ميدالية، وهو الرقم الذي يمكن تجاوزه في ظل المعطيات الموجودة، وعدد الرياضيين الذين سيدخلون المنافسة في مختلف الرياضات. وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن الدولة الجزائرية حرصت على توفير كل الإمكانيات، من خلال السماح لمختلف الاتحادات بإقامة دورات تدريبية في الداخل والخارج، حتى يتسنى لهم تحقيق نتائج طيبة. دخول مميز والأحداث التاريخية تتواصل بعد البداية المميزة ونجاح حفل الافتتاح، بدليل الإشادة العالمية بالصور التي صنعها شباب الجزائر، جاء الدور على خطف الأضواء رياضيا، من خلال الأرقام المحققة في اليومين الأولين فقط من المنافسة، والتي تعتبر تاريخية، كيف لا و رياضة الكاراتي نجحت في حصد خمس ميداليات كاملة أربع منها ذهبية، في حدث غير مسبوق على مدار مختلف المشاركات السابقة، ليأتي الدور يوم الاثنين على رياضة المصارعة، بعد نجاح سيد عزارة في تحقيق أول ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في هذا الاختصاص، وكان الرقم مرشحا للارتفاع، لولا تضييع الثنائي أوكالي وغيو فرصة إنهاء المنافسة في الصدارة عقب خسارة النهائي. التنافس يتحول داخليا يبدو أن النتائج المحققة من طرف الرياضيين الجزائريين مع بداية الدورة، سيكون لها وقع إيجابي على ما تبقى من عمر الألعاب، كيف لا والتنافس لن يقتصر بين ممثلي الخضر وبقية الدول الأخرى، بل تحول إلى تنافس داخلي بين مختلف الاختصاصات الأخرى، أين يبحث الجميع على السير على خطى كل من رياضتي الكاراتي والمصارعة وحتى كرة الريشة التي حصدت الذهب هي الأخرى، وهو ما يعطي الانطباع أن المشاركة الحالية، قد تكون الأفضل من ناحية النتائج. وما زاد من حماس الرياضيين، والرغبة في التألق وتكرار نفس نتائج الاختصاصات الأخرى، هو تواجد ممثلي مختلف المنافسات في نفس مقر الإقامة بالقرية المتوسطية، وهو ما يجعل الجميع يعيش الأجواء الاحتفالية بعد العودة إلى «المدينة المصغرة»، والتهاني التي تصل إلى المتفوقين، وهو ما يعتبر حافزا كبيرا بالنسبة لبقية المشاركين، لمحاولة الاقتداء بالأبطال، وحصد ميداليات إضافية. الرهان يكبر والآمال معلقة على الملاكمة و»أم الرياضات» مع مرور كل يوم من المنافسة ودخول اختصاصات جديدة إلا وكبرت الأحلام، لأن تكون دورة وهران ناجحة على جميع المقاييس، سواء كانت تنظيمية أو من ناحية الحضور الجماهيري، وخاصة من ناحية الأرقام المسجلة، حيث يبقى الرهان قائما على منافستي ألعاب القوى والملاكمة، كيف لا والجزائر تعودت في التظاهرات السابقة على حصد ميداليات كثيرة في الاختصاصين سالفي الذكر، أين حققت «أم الرياضات» في الدورات الماضية 74 ميدالية كاملة منها 28 ذهبية، وأما بالنسبة للملاكمة فقد حققت من قبل 54 ميدالية منها 17 ذهبية. وما يتوجب الإشارة إليه هو أن هناك تفاؤل كبير وسط الرياضيين الجزائريين، خاصة في اختصاص ألعاب القوى، بعد النتائج المحققة في بطولة إفريقيا في جزر موريس. الدعم الجماهيري عامل مهم لا يختلف اثنان بأن الحضور الجماهيري في دورة وهران فاق كل التوقعات، ويمنح دعما منقطع النظير للرياضيين، من خلال التجاوب الكبير الموجود من طرف سكان «الباهية» أو القادمين من المدن الأخرى، وهو ما أكده عدة رياضيين تحدثت إليهم النصر، أين أجمعوا على أن التوافد الكبير للجمهور حمسهم أكثر، ومنحهم دفعة معنوية إضافية. واللافت للانتباه هو أن الحضور الجماهيري كان كبيرا في جميع المنافسات، بدليل أن القاعات التي تحتضن رياضات في صورة الكاراتي (انتهت المنافسة)، والمصارعة والملاكمة كلها ممتلئة عن آخرها، وأكثر من ذلك هناك تجاوب وتفاعل مع الرياضيين، وهو ما لم يحدث من قبل في الدورات الماضية. ردود الأفعال الإيجابية علامة مميزة تتواصل ردود الأفعال الإيجابية من طرف الوفود والمشاركين في الألعاب المتوسطية بوهران، فبعد الإشادة بحفل الافتتاح الذي وصف بالعالمي، جاء الدور الآن على التنظيم والمستوى الفني للدورة، وخاصة الحضور الجماهيري، الذي بات علامة مميزة، وهو ما أكدته البطلة المصرية في رياضة الكاراتي فريال عبد العزيز، التي قالت في تصريح للنصر:»أشكر الجمهور الجزائري على مساندته لي، لم أشعر أبدا بأنني ألعب خارج مصر، كيف لا والحضور كانوا يصفقون لي ويتفاعلون مع كل نقطة أحصدها، وهو ما منحني دفعة قوية». وأضافت:» حقا الشعب الجزائري والشعب المصري شعب واحد، وإن شاء الله تدوم المحبة بيننا وأهنئ الجزائر على هذه الدورة المميزة والتنظيم الأكثر من رائع». يجب الاستثمار في مكاسب الدورة يتحدث الجميع سواء في مدينة وهران أو خارجها على البداية الموفقة لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، غير أن النقطة التي يجب التركيز عليها هي ضرورة الاستثمار في الألعاب الحالية، من خلال البحث عن المواصلة بنفس الإستراتيجية وليس التوقف عند هذا الحد، والبحث عن المحافظة على المكاسب، في شاكلة المنشآت القاعدية والتي تعتبر إضافة نوعية للرياضة الجزائرية، سواء ملعب ميلود هدفي أو بقية القاعات والمسبح الأولمبي الجديد. كما يرى أهل الاختصاص بضرورة تعميم فكرة الاعتماد على التذاكر الإلكترونية، بعد نجاح حفل الافتتاح، وهو ما جنب الجمهور عناء التنقل إلى الملعب لحجز التذكرة قبل يومين على الأقل من الموعد. * رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط تيزانو يكشف الرياضيون سعداء في الجزائر كشف رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر المتوسط دافيد تيزانو أن الرياضيين المشاركين في دورة وهران، أكدوا له بأنهم سعداء للغاية في الجزائر، بالنظر إلى الأجواء التي تجرى فيها جل المنافسات، عندما قال:»لقد تحدثت مع العديد من الرياضيين، والذين كشفوا لي بأنهم سعداء للغاية بالتواجد في مدينة وهران، والأجواء الحماسية التي تجرى فيها المنافسات، لقد تواجدت في نهائيات الكاراتي ووقفت على الحضور المميز للجمهور، وهو ما يعطي الألعاب طابعا خاصا». وأضاف تيزانو خلال تصريحاته على هامش تواجده بقاعة الرياضات التابعة لقصر المعارض ب»ميريديان»:» الجزائر قامت بعمل جبار، وكل شيء على أحسن ما يرام، وأود أن أوجه رسالة شكر خاصة إلى رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون على حرصه على إنجاح الطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط». وجاء الاعتراف من طرف الرجل الأول على مستوى اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض، والذي كان قد صرح بعد إعطاء انطلاقة إشارة دورة وهران، بأن حفل الافتتاح كان أكثر من رائع، وما عاشه ليلة السبت الماضي سيبقى راسخا في مخيلته. * رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية حماد يؤكد الميداليات المحققة ستحفز الرياضيين الآخرين يرى رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية عبد الرحمان حماد، بأن الميداليات المحققة إلى غاية الآن أكبر حافز بالنسبة لبقية الرياضيين، عندما قال:» أود في البداية أن أهنئ كل المتوجين إلى غاية الآن، والنتائج المحققة بادرة خير، وستكون أكبر حافز بالنسبة لبقية الرياضيين، للعمل على حصد ميداليات أخرى». وأضاف حماد في تصريحات مقتضبة على هامش حضوره نهائيات رياضة المصارعة بقاعة الرياضات بقصر المعارض (المدينة الجديدة):»النتائج المحققة تؤكد وجود عمل على مستوى مختلف الاتحادات، وأتمنى المواصلة على نفس الوتيرة والدولة الجزائرية لن تبخل عليهم بأي جهد».