فاجأ العالم في وهران وحلاسة أكمل المهمة في بيرمنغهام الكاراتي الجزائري .. سيد حوض المتوسط الطامع في ميداليات الأولمبياد كتب «الكاراتي دو» صفحة جديدة في تاريخ الرياضة الجزائرية، بفضل الإنجاز الذي سجله في دورة الألعاب المتوسطية بوهران، لأن الحصاد كان قياسيا وغير مسبوق، ولو أنه جاء خارج دائرة التوقعات، الأمر الذي جعل المتتبعين يكتشفون أبطالا خرجوا مباشرة من دائرة الظل ليتخذوا من نسخة «الباهية» محطة لميلاد «نجوم» جدد سطعوا عاليا، ودون سابق إشعار، في سماء الحوض المتوسطي، بالتفوق على أبطال العالم من بلدان القارة الأوروبية، وكذا من مصر. انتزاع الكاراتي الجزائري 4 ذهبيات في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، سمح له بالبصم على إنجاز غير مسبوق في تاريخ الألعاب، لأنها المرة الأولى التي ينجح فيها منتخب في الوصول بستة مصارعين إلى النهائيات في دورة واحدة، مع انتزاع حصيلة قياسية من الذهب، مما سمح للنخبة الوطنية بالتتويج باللقب المتوسطي لهذه النسخة عن جدارة واستحقاق، بعد التفوق مع مصر، لأن حصاد الجزائر لامس عتبة نصف الذهبيات، مادامت المنافسة في الدورة المتوسطية تتضمن 10 نهائيات مناصفة بين الجنسين، في مختلف الأوزان، والمنتخب الوطني، كان قد سجل حضوره بثلاثة مصارعين في النهائيات «رجال»، من بينهم حسين دايخي، الذي كان مرشحا للاحتفاظ بالتاج الذي كان قد أحرزه في طبعة تاراغونا 2018، لما حفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية، غير أنه فشل في تحقيق المبتغى بوهران، واكتفى بالفضة، فاسحا المجال لزميله أسامة زيد، الذي انتزع المعدن النفيس، بينما كان تألق العنصر النسوي مميزا، بفضل سيليا ويكان، التي كانت قد أهدت الجزائر أول ذهبية في دورة وهران، قبل أن تسير على نفس الدرب زميلتها في نادي فريحة من ولاية تيزي وزو لويزة أبو ريش، لتكمل شيماء ميدي الحصيلة «التاريخية» بذهبية ثالثة لمنتخب السيدات. ميلاد بطلات للحوض المتوسطي بمفاجآت مدوية الحصاد الذهبي للكاراتي الجزائري في دورة وهران، كان من أكبر المفاجآت السارة لهذه الطبعة، لأن أكبر المتفائلين لم يكن يراهن على نجاح منتخب السيدات في الظفر ولو بذهبية واحدة، بالنظر إلى «السيناريو» المعتاد في الدورات الفارطة، إلا أن المعطيات انقلبت رأسا على عقب في أول أيام العرس المتوسطي، لما برز «الجنس اللطيف» بشكل ملفت للانتباه، من خلال إحكام السيطرة المطلقة على مجريات المنافسة، والتتويج بثلاث ذهبيات من بين الخمس الممكنة. هذا الإنجاز التاريخي، كان كافيا لإخراج المصارعات سيليا ويكان، شيماء ميدي ولويزة أبو ريش إلى الأضواء، ونيل اهتمام الإعلام وكل المتتبعين على حد سواء، خاصة وأن هذه الأسماء لم تكن معروفة «محليا»، وظهورها في الساحة كان مباشرة بتتويج متوسطي، ولو أن الأمر يتعلق ببطلات لا تتجاوز أعمارهن 18 سنة، مما يدل على ثراء خزان الكاراتي الجزائري، بمواهب قادرة على تحقيق تتويجات أخرى في قادم الاستحقاقات، كما يؤكد على جدية العمل القاعدي المنجز، سواء في نادي فريحة أو على مستوى المنتخب بقيادة المدربة فائزة زيغاوة، وبمتابعة التقني المصري محمد عبد الرجال جودة، فكانت ثمرة ذلك حصيلة تاريخية في أمسية ذهبية، تزامنت مع انطلاق التظاهرة. حصيلة تاريخية تضع الجزائر ضمن كبار «الإقليم» خروج نخبة الكاراتي إلى الأضواء واقتحام «النجومية» عبر بوابة دورة وهران، مكن هذا الاختصاص من الارتقاء إلى الصف الرابع في لائحة الرياضات الأكثر تتويجا بالذهب في سجل المشاركة الجزائرية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط على امتداد 15 طبعة، لأن اعتماد هذه الرياضة ضمن المنافسات المتوسطية كان لأول مرة في دورة روسيون 1993، وهي النسخة التي انتزع فيها المصارع رضا بن قدور أول ميدالية للكاراتي الجزائري وكانت برونزية، قبل أن ينجح نفس المصارع في التتويج بالذهب في دورة طبعة 1997 بباري، لينحصر بعدها الحصاد الجزائري في هذا الاختصاص على البرونز، باستثناء فضية في نسخة ألميريا 2005، لأن المصارعين علي بن تركي، طارق عدمان، محمد بوديسة، ماسينيسا حماديني، ريم دراوي وإلهام ألجو، حصلوا على المركز الثالث، عقب الفشل في بلوغ الدور النهائي في مختلف الدورات، الأمر الذي أبقى الترقب متواصلا إلى غاية دورة تاراغونا 2018، لما برز حسين دايخي وتوج بذهبية، كانت الثانية في تاريخ الكاراتي الجزائري، لكن الحصيلة في دورة وهران مثلت ضعف إجمالي ما كان هذا الاختصاص قد حققه في سبع طبعات سابقة من العرس المتوسطي، مع التتويج بلقب الدورة للجنسين، كذا الترتيب العام. هذه الأرقام كان لها انعكاس جد إيجابي على مكانة الجزائر في اللائحة المتوسطية، لأن الحصيلة الاجمالية للكاراتي ارتفعت إلى 6 ذهبيات، وهو رقم يتساوى فيه المنتخب الوطني مع كل من اليونان وتونس، مع تفوق «الإغريق» بحسب عدد الفضيات، والعامل ذاته مكن الجزائر من التقدم على «التوانسة»، ليصبح الكاراتي الجزائري سابع الحوض المتوسطي، لكن بموازين تنصبه في خانة القوة الضاربة في المرحلة الراهنة، لأن بعض المنتخبات التي تحتكر الصدارة في اللائحة المتوسطية فشلت في حصد الذهب في دورة وهران، كما هو الحال بالنسبة لمنتخب فرنسا (برونزية وحيدة)، والوضع لم يختلف كثيرا بالنسبة لإيطاليا، وكذا إسبانيا، مما يعني بأن خارطة الكاراتي في حوض المتوسط قد عرفت تغييرات جذرية، بظهور الجزائر، مصر واليونان كقوة جديدة. الميداليات الأولمبية طموح «مشروع» لكن مرهون بقرار تربع الكاراتي الجزائري على عرش المتوسط بإنجاز غير مسبوق في وهران، وبحصيلة من الصعب تحطيمها، يدل على ثراء الخزان بمواهب قادرة على تحقيق إنجازات تاريخية للرياضة الجزائرية في الاستحقاقات العالمية القادمة، لكن الرهان على الاستثمار في أبطال دورات المتوسط، يرتكز في باقي الاختصاصات على التحضير لدورات الألعاب الأولمبية، إلا أن الإشكال المطروح يكمن في تجريد الكاراتي من صفة الرياضة الأولمبية، وهذا بعد تجربة وحيدة كانت في دورة طوكيو الأخيرة، مع فشل الجزائر في ضمان حضورها في هذه التظاهرة، لأن التأهل كان وفق معايير، وعدم القدرة على تحصيل الحد الأدنى من النقاط في مختلف الدورات التصفوية التي نظمها الاتحاد الدولي، قطع الطريق أمام حسين دايخي ولامية معطوب للتواجد في طوكيو، بعدما كانت كل الآمال معلقة على هذا الثنائي لحمل راية تمثيل الكاراتي الجزائري، في أول ظهور لهذا الاختصاص في الأولمبياد. ما حققته أسرة الكاراتي في العالم برمته في دورة طوكيو 2020، جاء بعد نضال طويل، مكن من الحصول على اعتماد مؤقت، غير أن مفعوله كان لنسخة واحدة، الأمر الذي «يقبر» آمال نجوم هذه اللعبة، مادام حلم كل رياضي متألق يتمثل في التتويج بميدالية «أولمبية»، وقرار اللجنة الأولمبية الدولية القاضي بسحب الاعتماد من الكاراتي في دورة باريس 2024 جاء بعد اقتراح لجنة التنظيم تعويض الكاراتي بالرقص الإيقاعي، مع الاحتفاظ بثلاثة اختصاصات أخرى كانت قد دخلت اللائحة في دورة طوكيو 2020، وهي التزلج على الألواح، ركوب الأمواج والتسلق، ولو أن الأمور مازالت لم تترسم بعد، لأن أسرة الكاراتي في العالم تواصل نضالها لاعتماد هذا الاختصاص بصفة دائمة في قائمة الرياضات الأولمبية، والجزائر قادرة على كتابة صفحة تاريخية بفضل الخزان الثري الذي تتوفر عليه، لأن مواهب ويكان، أبو ريش، ميدي، وزيد وحلاسة وبراهيمي باستطاعتها البروز في أكبر تظاهرة رياضية عالمية، وتكرار ما فعله الشاب حلاسة في بطولة العالم للأواسط بالشيلي، ثم في منافسة الألعاب العالمية، التي جرت مؤخرا بمدينة بيرمنغهام الأمريكية لما ظفر بالذهب. ص / ف الناخب الوطني السابق رضوان إيديري للنصر دعم السلطات فجر طاقات وكشف عن مواهب «عالمية» اعتبر الناخب الوطني السابق رضوان إيديري الإنجاز التاريخي الذي حققه الكاراتي الجزائري، في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت مؤخرا بوهران، بمثابة الدليل الميداني على نجاعة العمل القاعدي المنجز، وأكد في هذا الصدد بأن توفير الإمكانيات التي تسمح بضمان التحضير في أحسن الظروف، كفيل بتعبيد الطريق أمام العناصر الوطنية لتحقيق أفضل النتائج على الصعيد العالمي. وأوضح إيديري في دردشة مع النصر، بأن الجزائر تتوفر على خزان من المواهب الواعدة في الكاراتي، والتي تكفي كما قال « لإبداء الكثير من الارتياح والتفاؤل بشأن المستقبل، خاصة وأن السلطات العليا للبلاد أعطت الاهتمام للرياضات الفردية، بعدما كان مشكل الإمكانيات أكبر هاجس، لأننا كنا لا نتوفر على أبسط الإمكانيات المادية التي تكفي لضمان أدنى شروط الممارسة، ومع ذلك فإن النتائج المسجلة فاقت كل التوقعات». وعرج إيديري في معرض حديثه عن الإمكانيات على إستراتيجية العمل المنتهجة، وأردف قائلا في هذا الشأن : « الجميع يعلم بأن كل الاهتمام في الجزائر كان موجها لكرة القدم، وذلك بتخصيص اعتمادات مالية ضخمة، مقابل معاناة باقي الرياضات من الإقصاء والتهميش، لكن موازين القوى تغيرت منذ دورة وهران 2022، لأن توفير الظروف المواتية للتحضير، كان كافيا لاكتشاف أبطال متوسطيين في اختصاصات لم تكن في الحسبان، والكاراتي يعد من بين الرياضات التي صنعت الحدث في هذه التظاهرة، ليكون هذا الإنجاز بمثابة نقطة تحول في السياسة المعتمدة من طرف القائمين على الرياضة الجزائرية، مادام الرئيس تبون كان قد ألح على ضرورة تشجيع الأبطال الذين يشرفون الراية الوطنية، مهما كان الاختصاص، وهذا ما يعتبر حافزا كبيرا لكل الرياضيين، من أجل رفع عارضة الطموحات عاليا في الاستحقاقات القادمة». وفي رده عن سؤال بخصوص مستقبل الكاراتي الجزائري، أكد إيديري قائلا: « رغم التهميش الذي كنا نعاني منه، وعلى غرار الكثير من الرياضات الفردية، فإن منتخب الكاراتي اعتاد على رفع التحدي بفضل سلاح الإرادة والروح الوطنية، لأن نداءات الاستغاثة التي كنا نطلقها كان بهدف البحث عن أدنى شروط الممارسة، حتى يتسنى لنا التحضير في أحسن الظروف، لكن رد فعل المصارعين فوق البساط يكون دوما إيجابيا، والدليل على ذلك تتويج العديد من الرياضيين الجزائريين بألقاب عالمية وقارية، على غرار رضا بن قدور، معاذ عشاش، لامية معطوب، والجيل الحالي، في صورة حسين دايخي، سامي براهيمي وأيوب حلاسة، ولو أن القائمة أخذت في الاتساع بعد اكتشاف دفعة جديدة من المواهب في دورة وهران، خاصة في منتخب السيدات، بفضل الثلاثي ويكان، أبو ريش وميدي، مما يعني بأننا نتوفر على خزان من المواهب التي تعد بالكثير». وخلص إيديري حديثه للنصر، بالتأكيد على أن أمل اعتماد الكاراتي ضمن قائمة الرياضات الأولمبية في دورة باريس 2024 يبقى قائما، في ظل وجود كما استطرد « الكثير من المساعي من طرف البلد المنظم لإعادة النظر في القرار المتخذ، وهو الأمر الذي وإن تجسد ميدانيا فإنه قد يفسح المجال أمام بعض المصارعين لإهداء الجزائر ميدالية أولمبية بفضل الكاراتي، لأن الاستثمار في هذا الخزان كفيل بتحقيق نتائج باهرة في أكبر تظاهرة رياضية عالمية، ولو أن نظري مبني على شقين، وذلك بمنح الفرصة لعناصر أخرى قادرة على المساهمة في رفع التحدي، وهذا بالمراهنة على عامل الخبرة، مادام المصارع باستطاعته مواصلة الاحتكاك بأجواء المنافسة إلى غاية 36 سنة، الأمر الذي يجعلنا نترقب القرار الرسمي والنهائي، بخصوص وضعية الكاراتي في «الأولمبياد»، وذلك للبحث عن مشاركة تاريخية للجزائر». ص / فرطاس المتوّج بذهبية الكاراتي دو زيد أسامة للنصر هزمت بطل العالم و وصيفه في سن 21 وسأكون بطلا أولمبيا يرى أسامة زيد صاحب ذهبية الألعاب المتوسطية في وزن 75 كلغ، أن الكاراتي الجزائري قادم بقوة على الساحة العالمية، على اعتبار أنهم يمتلكون عديد الأسماء الشابة القادرة على كتابة اسمها بأحرف من ذهب في سجلات هذه الرياضة التي أهدت الجزائر أربع ميداليات ذهبية في ألعاب وهران، معرجا في حواره مع النصر إلى تطلعاته وتطلعات بقية زملائه في الاستحقاقات المقبلة، ولو أنه ركز على ضرورة نيل الدعم الكافي من أجل صناعة أبطال، قادرين على المنافسة في الألعاب الأولمبية. بداية، هل توقعت الفوز بالميدالية الذهبية قبيل انطلاق الألعاب المتوسطية ؟ حضرنا بشكل جيد لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والاستعدادات كانت جد مكثفة في الستة أشهر الأخيرة، حيث تعبنا كثيرا في سبيل أن نكون في أتم الجاهزية لهذا الموعد الهام الذي احتضنته مدينة وهران الجميلة، وعن نفسي لم أدخر أي جهد خلال كل التربصات المغلقة التي أجريناها، ودخلت المنافسة بنية الفوز بالميدالية الذهبية، والحمد لله حققت مبتغاي رفقة زميلاتي الثلاث (ميدي وأبوريش وويكان)، لنؤكد أن الكاراتي الجزائري قادم بقوة على الساحة العالمية، ويكفي أن أبطالنا أطاحوا بالكثير من الأبطال الأولمبيين والعالميين، ممن كانوا حاضرين في دورة وهران. الكاراتي الجزائري قادم بقوة على الساحة العالمية متى قلت في قرارات نفسك أن الذهب سيكون من نصيبك ؟ وضعت الذهب هدفا لي في هذه الألعاب المتوسطية، في ظل ثقتي الكبيرة في إمكانياتي، والحمد لله كان من نصيبي في آخر المطاف، وعن مشواري في الدورة، فقد كانت كل المنازلات الخاصة بوزن أقل من 75 كلغ صعبة للغاية، وحضرت لها بشكل جيد، كوني أدرك بأنه لا يحق لي ارتكاب أي خطأ، لأن أي هفوة صغيرة قد تضعني خارج المنافسة في هكذا اختصاص، لقد واجهت بطل أوروبا ووصيف بطل العالم في النصف النهائي، وفي المحطة الختامية هزمت بطل العالم، بالمقابل خسر البطل الأولمبي مواجهة النصف النهائي الأخرى أمام البطل العالمي، وبالتالي يمكن القول بأن ألعاب وهران، كانت بمثابة بطولة عالمية، في ظل وجود كل تلك الأسماء، وإذا ما استثنينا غياب الأبطال اليابانيين، فإن الجميع كان حاضرا. إنجاز أيوب حلاسة تاريخي وأراه بطلا أولمبيا هل انتظرتم أن يهدي «الكاراتي دو» أربع ميدالية ذهبية للجزائر ؟ الحمد لله كنا قد دشنا منافسات ألعاب وهران بامتياز، بعد الظفر بأربع ميداليات ذهبية، وبالتالي فتحنا الأبواب أمام بقية الزملاء في مختلف الاختصاصات الأخرى، بدليل أنهم قد أخبرونا بأن تتويجاتنا الرائعة، زادتهم حماسا ورغبة في افتكاك الميداليات الذهبية، خاصة وأن انتصاراتنا لاقت تجاوبا منقطع النظير من الجماهير الجزائرية، سواء بقاعات وهران أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تتمنون إعادة إدماج اللعبة ضمن الألعاب الأولمبية من أجل التواجد بمحفل باريس، أليس كذلك ؟ بطبيعة الحال، فحلم أي رياضي أن يصبح بطلا أولمبيا، ولعلمكم «الكاراتي دو» موجود ضمن الألعاب الأولمبية بالولايات المتحدةالأمريكية 2028 بصفة رسمية، في انتظار إعادة النظر في قرار إدماج هذه اللعبة ضمن ألعاب باريس 2024، وصدقوني لو تكون حاضرة أعدكم من الآن بحصد عدد من الميداليات. دورة وهران بطولة عالمية في غياب اليابان ! كيف تقيم حصيلة الجزائر الإجمالية، وماذا يعني لكم التواجد ضمن المربع الذهبي والتفوق على بلدان كبرى لها إمكانيات ضخمة ؟ حتى نضع الجميع في الصورة، هذه الحصيلة الإيجابية لم تأت من فراغ، بل نتائج عمل وتحضيرات في المستوى، فكل المنتخبات خاضت معسكرات مغلقة خارج الوطن، وحظي رياضيوها بدعم منقطع النظير من قبل المسؤولين على شؤون الرياضة الجزائرية، وهو ما انعكس بالإيجاب على الأداء المقدم في البطولة، إذ نجحنا في مقارعة كبرى البلدان، ولم نكتف بذلك، بل تخطينا الكثير منها، بدليل افتكاك المرتبة الرابعة في سلم الترتيب العام، ولو تكون الاستعدادات مستقبلا على نفس الشكل، سنكون أبطالا عالميين وأولمبيين في عدة اختصاصات. كلمة رئيس الجمهورية في حفل الافتتاح «شحنت» أبطالنا أكثر تكريم قصر الشعب كيف ترونه، وماذا قال لكم المسؤول الأول في البلاد عن هذه الإنجازات ؟ التكريم من قبل رئيس الجمهورية بقصر الشعب، منحنا حافزا كبيرا لقادم الاستحقاقات والمواعيد، كما أن مثل هكذا مبادرات أكدت لنا قيمة الإنجازات المحققة، فالجلوس جنبا إلى جنب مع المسؤول الأول في البلاد، والاستماع إلى تشجيعاته يدفعك لمضاعفة المجهودات، كونك تدرك بأن ما تقوم به في سبيل تشريف الراية الوطنية لن يذهب هباء منثورا، على العموم هذا ليس بجديد على الرئيس عبد المجيد تبون، فدعمه لنا انطلق قبل الدورة، واستمر خلالها، ولو أن كلمته خلال حفل الافتتاح صنعت الفارق، كونها زرعت روح التحدي لدى الجميع. نستهدف ميداليات في أولمبياد 2028 ونأمل الحضور في باريس ما رأيك في إنجاز البطل العالمي أيوب حلاسة ؟ ما بصم عليه أيوب حلاسة في الألعاب العالمية الأخيرة فريد من نوعه، ولا يمكن وصف هذا الإنجاز سوى بالتاريخي، فالظفر بالميدالية الذهبية في الألعاب العالمية، التي أقيمت مؤخرا بالولايات المتحدةالأمريكية شرف للرياضة الجزائرية وللعبة الكاراتي بالتحديد، وأنا من منبركم هذا أشكره على ما قدمه من مستويات كبيرة، مكنته من الإطاحة بنجوم عالميين لديهم باع في هذه الرياضة، وأتمنى له المزيد من النجاحات، سيما وأن لديه الإمكانيات للهيمنة عالميا، ولم لا يكون بطلا أولمبيا في يوم من الأيام، كونه لا يزال في مقتبل العمر (18 سنة). نتائجنا المبهرة فتحت شهية الاختصاصات الأخرى إلى ماذا يتطلع زيد أسامة في قادم الاستحقاقات والمواعيد ؟ ألعاب البحر الأبيض المتوسط كانت عبارة عن محطة تحضيرية فقط، فعند قدوم المدرب المصري المعروف عالميا محمد عبد الرجال جودة، جلسنا معه ومع مسؤولي اتحادية الكاراتي ووضعنا مخططا نعمل عليه، ودورة وهران اعتبرناها أفضل تحضير للبطولة العالمية المقررة بدولة المجر عام 2023، وأرى أننا نسير في الطريق الصحيح، بفضل نتائجنا الأخيرة المبهرة، وعن نفسي استهدف اعتلاء منصة التتويج في بطولة العالم وفي الأولمبياد، خاصة وأنني لا أزال صغير السن، فأنا أبلغ 21 عاما فقط، وأمامي الوقت الكافي لتطوير مؤهلاتي وفرض سيطرتي على هذا الاختصاص. حاوره: سمير. ك رئيس الاتحادية ياسين قوري للنصر ما حققه المنتخب في الألعاب المتوسطية يصعب بلوغه وكسره * رئيس الاتحاد الدولي هنأني وطالب بالاستثمار جيدا في هذه المواهب * حلاسة ضاعف الفرحة و الكاراتي الجزائري يشهد نهضة حقيقية * نتمنى اعتماد رياضتنا في أولمبياد باريس ونراهن على ميداليات أبدى رئيس الاتحادية الجزائرية للكاراتي ياسين قوري، الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل هذا الاختصاص في الجزائر، وأكد بأن مبادرة الرئيس تبون من خلال إقدامه على تكريم الأبطال المتوسطيين، تبقى أكبر حافز كفيل بتشجيع الرياضيين، وإرغام الاتحادات على تسطير برامج تواكب إستراتيجية السلطات العليا للبلاد. وأشار قوري في حوار خص به النصر، إلى أن الإنجاز التاريخي الذي حققه الكاراتي الجزائريبوهران، يبقى رقما قياسيا من الصعب تحطيمه، لكنه كشف أيضا عن مواهب تعد بمستقبل واعد، والرهان يبقى على ميداليات أولمبية، انطلاقا من «أولمبياد الشباب في دورة 2026. في البداية، هل لنا أن نستفسر عن سر الانتفاضة التاريخية للكاراتي الجزائري في دورة وهران المتوسطية؟ ليس هناك أي سر، بل إن النتائج المسجلة كانت من ثمار العمل الجدي المنجز، لأن التحضير لهذا الموعد كان في ظروف استثنائية، بسبب الوضعية الوبائية، لكن الدولة الجزائرية عملت على توفير الإمكانيات المادية لكل الاتحادات لضمان التحضير الجيد، وهذا العامل سمح لنا بتسطير برنامج يتماشى وما تم توفيره، لأن الكاراتي وعلى غرار العديد من الرياضات ظل لسنوات طويلة خارج دائرة الاهتمام، إلا أن الإرادة الكبيرة للدولة الجزائرية في تحقيق أفضل النتائج تجلت في توفير الإمكانيات لكل الرياضيين، مما أعطانا كمسؤولين على اتحادية الكاراتي رغبة كبيرة في رفع التحدي، فكانت ثمار ذلك إنجاز تاريخي وغير مسبوق، بإحراز 6 ميداليات، من بينها 4 ذهبيات، وهو رقم قياسي متوسطي، لن يكون من السهل تحطيمه مستقبلا، لأنها المرة الأولى التي ينجح فيها منتخب في بلوغ 6 نهائيات في طبعة واحدة، مع التتويج بالذهب في 4 منازلات. وماذا بعد هذا الإنجاز، وما هي رهاناتكم في الاستحقاقات القادمة؟ الحديث عن المستقبل ينطلق من مبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أقام حفل تكريم للأبطال المتوجين بميداليات متوسطية، والتي جاءت لتعطي دفعا جديدا للرياضة الجزائرية، على اختلاف الاختصاصات، لأنها ترفع من معنويات الرياضيين ومسؤولي الاتحادات على حد سواء، كونها تجسد الإرادة الكبيرة للدولة في النهوض بقطاع الرياضة، مع حث كل الأطراف الفاعلة على العمل الجدي، في ظل توفير الإمكانيات التي من شأنها أن تحصر الانشغال في العمل الميداني، وهذا أهم مكسب يجبرنا على التفكير في مستقبل مشرق للرياضة الجزائرية. نفهم من هذا الكلام أنكم جد متفائلين بمستقبل الكاراتي الجزائري؟ إنجاز وهران جعلنا نوجه رسالة واضحة المضمون للجميع، لأنني كمسؤول أول في الاتحادية، كنت قد وعدت بتحقيق وثبة كبيرة للكاراتي الجزائري، في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، رغم الانتقادات التي كانت قد طالتنا، لكن الميداليات المحرزة لم تكن هدايا، بل جاءت بعد التفوق على أبطال عالميين وحتى أولمبيين، وهذا ما يكشف جدية العمل المنجز في فترة التحضير، سيما بعد تدعيمنا الطاقم الفني بخدمات التقني المصري محمد عبد الرجال جودة، الذي أعطى إضافة كبيرة للمنتخب، فكانت الحصيلة تاريخية، الأمر الذي جعل رئيس الاتحاد الدولي للكاراتي يسارع إلى محادثتي بشأن هذا الإنجاز غير المسبوق، حيث طالبني بضرورة الاستثمار في هذه النتائج، تحسبا للمواعيد العالمية القادمة، خاصة وأن هذا التألق أعقب بنجاح الشاب حلاسة في التتويج بالذهب في دورة الألعاب العالمية، مما يعني بأن المرحلة الحالية تشهد نهضة حقيقية للكاراتي بالجزائر. وما هي الأهداف المسطرة على المديين القصير والمتوسط؟ كما يعلم الجميع، فإن الاتحاد الدولي مازال «يناضل» من أجل إدراج الكاراتي ضمن قائمة الرياضات الأولمبية في دورة باريس 2024، بعد تعليق الاعتماد إثر تجربة وحيدة في طوكيو، ونحن نأمل في تحقيق هذا المبتغى حتى يتسنى لنا المشاركة في الأولمبياد بمصارعين، والبحث عن ميداليات، مادمنا نتوفر على أبطال قادرين على المنافسة على مقاعد فوق «البوديوم»، وحساباتنا مبنية على البطولة العالمية لتحقيق إنجاز يساير النتائج المحرزة في دورة وهران، لأننا أبطال المتوسط، وقد تفوقنا على منتخبات أوروبية كبيرة، لكن وإذا ما ترسّم قرار التعليق «الأولمبي» في نسخة باريس، فإننا نراهن على موعد «أولمبياد الشباب» المقرر سنة 2026 بالعاصمة السينغالية داكار، لأن مصارعينا شبان، وتحضيرهم لهذه التظاهرة ينطلق من الآن، مع مواصلة البحث عن إنجازات أولمبية في دورة 2028 ، ولو أن المؤكد هو أن الجزائر ستحرز بفضل الكاراتي نتائج تاريخية في قادم الاستحقاقات العالمية.