ترقب بعث مشروع المفحمة لإنتاج حبيبات الحديد محليا شرع، أمس، التقنيون بمركب سيدار الحجار للحديد والصلب بعنابة، في إعادة التشغيل التدريجي للفرن العالي رقم 2، بعد وصول شحنة الفحم الحجري لموقع التفريغ التابع للمركب، بميناء عنابة قادمة من روسيا، حيث يجري تحضير الفرن لاستقبال المادة الأولية وتحويلها لحديد زهري باستخدام الفحم كوقود للتشغيل، فيما يعمل المركب على الانطلاق في خطة جديدة لدمج صناعة الحديد و الصلب مع شروع منجم غار جبيلات في العمل. و أكد مسؤول الاتصال بمركب سيدار الحجار عادل براهيمي للنصر، أن الفرن كان العالي في حالة يقظة، و مع تواصل سلسلة الإنتاج بباقي الوحدات التحويلية لإنتاج الحديد المسطح وحديد البناء، تم وضع خطة عمل للحفاظ على النشاط العادي للمركب، إلى غاية وصول شحنة الفحم الحجري التي عرفت تأخرا بسبب اضطراب النقل البحري نتيجة الحرب الدائرة في أوكرانيا، ومع وجود أزمة في التزود بمادة الفحم الحجري على مستوى العالم، يعمل مركب الحجار على تسير مخزونه، إلى غاية وصول باخرة الشحن والتي تكفي لتشغيل الفرن العالي والمنطقة الساخنة نحو شهر. و وفقا للمصدرانتقل سعر الفحم «الكوك»، و هو مادة تخضع لتعاملات البورصة من 300 دولار إلى نحو 800 دولار للطن، حسب تداولات الأشهر الاخيرة، بسبب تأثيرات الحرب على الملاحة البحرية وكذا ارتفاع تكاليف النقل عبر البواخر التجارية. وأمام الارتفاع الكبير في سعر الفحم بالسوق الدولي بسبب تزايد الطلب عليه، كأحد موارد إنتاج الطاقة، سيتم وفق ما ذكره مصدر مضطلع للنصر، إعادة النظر في قرار إلغاء مشروع المفحمة داخل مركب الحجار، بعد غلقها من قبل الشريك الأجنبي في السنوات الماضية، حيث كان ينتج الفحم على مستوى المركب، و يجري حاليا التفكير بجدية لإعادة بعث المشروع مع تحسن الوضعية المالية، لتحقيق الاستقلالية في إنتاج هذه المادة الحيوية التي تستخدم بشكل أساسي، كوقود في تشغيل الفرن العالي، للحصول على حديد الزهر الذي يحول فيما بعد إلى صلب. وتأتي مساعي بعث المشروع مع الانطلاق في استغلال مناجم غار جبيلات في تندوف، لأن إنتاج حبيبات الحديد انطلاقا من المواد الأولية المنجمية، و معالجتها وصهرها في أفران الفحم، يتطلب ذلك، لتصبح الحبيبات مادة قابلة للتحويل في الأفران الكهربائية، كما يحدث مع مركبي بلارة و بطيوة، اللذان يعتمدان على حبيبات الحديد المستوردة في الإنتاج، ومع انطلاق استغلال منجم غار الجبيلات باحتياطاته الضخمة، يمكن للجزائر الاستغناء على استيراد أي مادة أولية تدخل في إنتاج الحديد والصلب. وفي إطار المشروع المدمج لتحويل الحديد بالجنوب، واستغلال موارد غار جبيلات، أصبح إنتاج الفحم الحجري محليا ضرورة حتمية، مع امتلاك التجربة والخبرة بمركب الحجار، وكذا وجود تقنيين لهم الدراية الكافية في إنتاج هذه المادة. وذكرت مصادرنا، أنه مع الانطلاق في استغلال منجم غار جبيلات، تم وضع خطة جديدة لدمج صناعة الحديد والصلب، وتنظيم نشاط مركبات الإنتاج، من حيث توفير المواد الأولية محليا والاستغناء على الاستيراد، والذي يتوقف على المضي للتجسيد السريع لمشاريع شبكات النقل عبر السكة الحديدية. و يشير خبراء، بأن احتياجات الجزائر في مجال الحديد ستتضاعف بحلول سنة 2025 إلى الضعف بما يعادل 12 مليون طن، حيث يبلغ الاستهلاك الحالي 6 مليون طن، بقدرات إنتاج تتجاوز 5 مليون طن، و يستحوذ مركب بلارة على الحصة الأكبر من حجم الإنتاج. من جهته يقوم مركب سيدار الحجار بعنابة، بتوسيع وتمديد الممر المتحرك بالمفولذة الأوكسجينية رقم 2 في إطار تحسين المشاريع، ولتجنب التوقفات لآلة صب رقم 714 نظرا للأعطال المتكررة للجسر المتحرك الذي هو في حالة عمل متدهورة، و قام فريق من عمال مديرية المفولذة الأوكسجينية في أشغال الهندسة المدنية بالتعاون مع قسم "جيسيت" حتى مرحلة تركيب الممر المتحرك و المحركات. من جهته يعكف المركب على القيام بعمليات صيانة وإصلاح على مستوى أفران الجير.