اعتبر خبراء ومحللون سياسيون، أن الجزائر تتبوّأ مكانة محترمة على الصعيد الدولي وتحظى بمكانة عند الدول الكبرى بالنظر إلى علاقاتها المتوازنة وموقفها المتوازن من أهم القضايا الكبرى وحفاظها على علاقات حسنة مع الدول وتغليبها للغة الحوار في كل الأزمات والصراعات الجيوسياسية في العالم، ويرون أن الجزائر عادت إلى مكانها الريادي في الدبلوماسية، من أجل إحقاق وإحلال السلم والاستقرار في كل العالم. وأوضح المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر، أن العلاقات الخارجية للجزائر ، متوازنة مع الدول الكبرى، مشيرا إلى التعاون الجزائري الروسي الوثيق ، والعلاقات الطيبة للجزائر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لافتا الى وجود العديد من الشركات الأمريكية الناشطة في مجال الطاقة . واعتبر المحلل السياسي، أن التحركات السياسية الجزائرية ونجاحها في حلحلة العديد من المشاكل على مستوى القارة الافريقية، جعلها تتبوأ مكانة محترمة جدا على المشهد الدولي وتحظى بمكانة عند الدول الكبرى. و أضاف أن الجزائر، أصبحت من الدول المفتاحية في القارة الافريقية و أن القوى الكبرى، تنسق معها في تحركاتها في القارة ، بالنسبة للاستثمارات أو المواقف السياسية، تجاه قضايا القارة، لافتا إلى الموقف المتوازن للجزائر من أهم القضايا الكبرى. وأوضح الباحث في العلاقات الدولية، أن علاقات الجزائر متزنة، سواء مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، المملكة المتحدة، الصينوروسيا ، و بالتالي عدم انحياز الجزائر إلى وجهة نظر دولة عظمى ما ، جعلها تحظى بهذه المكانة وهذا يعتبر نجاحا للدبلوماسية الجزائرية، خاصة في المدة الأخيرة -كما أضاف-و من جانب آخر ، يرى الدكتور بشير شايب، أن نجاح القمة العربية المقبلة، سيعطي للجزائر دفعة ومصداقية قوية، مضيفا أن الجزائر كعضو فاعل في الجامعة العربية وفي الاتحاد الافريقي، تعمل على اتجاهين ، أولا التموقع الفاعل في العالم العربي ، داخل الجامعة العربية وتحريك مسارات سياسية لحلحلة مشاكل العالم العربي، بالموازاة مع ذلك التحرك في القارة الافريقية، باعتبارها أيضا عضو فعال في الاتحاد الإفريقي، مع المحافظة على علاقات متوازنة مع القوى الكبرى، سواء مع الاتحاد الأوروبي ، روسيا ، أمريكا، الصين وغيرها . ومن جانبه، أوضح الباحث السياسي و الاستراتيجي، عبد القادر سليماني، في تصريح للنصر، أن الدور القوي والبارز للجزائر في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، أمر معترف به من كل دول العالم ، مبرزا الموروث الثوري والتاريخي ووقوف الجزائر مع حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، كما أنها تلعب دورا كبيرا في عدم الانحياز ، لافتا في هذا الإطار إلى توجيه الدعوة للرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز للمشاركة كضيف شرف في القمة العربية المقرر عقدها بالجزائر. وأضاف أن الأسرة الدولية تعترف بالمكانة القوية للجزائر في مكافحة الإرهاب وأنها شريك وثيق في مجال مكافحة الإرهاب ، كما أشار إلى الدور الفاعل للجزائر في منطقة الساحل. ويرى الباحث السياسي و الاستراتيجي ، أن مكانة الجزائر الدبلوماسية والسياسية اليوم، تضمن لها أن تكون لاعبا فاعلا وقويا وشريكا مهما لكل دول العالم، مع روسيا ، الصين، أمريكا، حيث أن لها دائما علاقات جيدة جدا ، كما أنها تغلب دائما لغة الحوار والسلم في كل الأزمات والصراعات الجيوسياسية بين دول العالم. وأضاف أن الجزائر تحظى باحترام كل الدول العالم وكبريات الدول ، لأنها تحافظ دائما على المسافة بين كل الدول وتحافظ على علاقاتها الطيبة والحسنة مع دول العالم وحتى في الجانب الاقتصادي، فإن الجزائر تنوع شركائها من الشرق إلى الغرب . ونوه الباحث الاستراتيجي، بالعودة القوية للدبلوماسية الجزائرية والثقل الكبير الذي تمارسه الجزائر ، سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا في حلحلة مختلف النزاعات والمشاكل الموجودة في دول العالم، كما أشار إلى الدور المهم الذي أصبحت تلعبه على المستوى الافريقي والتقارب مع عواصم كبيرة في القارة، بالإضافة إلى دورها عربيا، حيث تريد لم الشمل العربي، كأولى الأولويات، معتبرا أن الجزائر تعود إلى مكانها الأصلي اليوم وهو الريادة في الدبلوماسية من أجل إحقاق وإحلال السلم والاستقرار في كل العالم.