50 حزبا والعشرات من القوائم الحرة في سباق العاشر ماي تنتهي اليوم في منتصف الليل آجال إيداع ملفات المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة في العاشر ماي المقبل لتركن بعد ذلك الأحزاب السياسية والمرشحين لقليل من الراحة قبل خوض الشوط الثاني من المعركة المقرر في الخامس عشر أفريل الداخل ببداية الحملة الانتخابية. في انتظار المعطيات والإحصائيات التي ستكشف عنها مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية حول العدد الرسمي للأحزاب والقوائم المستقل التي ستشارك في المعركة الانتخابية للعاشر ماي المقبل فإن المؤكد أن حجم المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم كبيرة وقوية جدا وربما تعد سابقة في تاريخ العملية الانتخابية ببلادنا. قبل اعتماد الأحزاب الجديدة كان هناك حوالي 27 حزبا سياسيا معتمدا ينشطون في الساحة السياسية منذ دستور فبراير 1989 الكبيرة والعتيدة منها والمجهرية، وقد قررت كلها المشاركة في التشريعيات المقبلة، يضاف إليها 21 حزبا جديدا اعتمدوا من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية آخرها ثلاثة أحزاب اعتمدت يوم الأربعاء الماضي، وكل الأحزاب التي تحصلت على الاعتماد ولو قبل 48 ساعة من غلق الآجال القانونية لإيداع الملفات لن تفوت فرصة المشاركة في الانتخابات ولو بصفة جزئية. بحساب بسيط فإن قرابة الخمسين حزبا سياسيا سيخوضون معركة الانتخابات التشريعية المقبلة وهو عدد لم تعرفه أي انتخابات سابقة في الجزائر حتى في اعز انفتاحها الديمقراطي نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات عندما قيل في ذلك الوقت أن عدد الأحزاب التي ظهرت عقب اعتماد دستور 1989 وصل إلى 61 حزبا، لكنها لم تشارك كلها في أول انتخابات تعددية في تاريخ البلاد والتي جرت في الثاني عشر جوان من العام 1990 و خصت المجالس المحلية. وإذا كانت بعض الأحزاب قد حسمت أمورها قبل الأوان وفصلت في قوائم مرشحيها لهذا الموعد بل وأودعتها لدى المصالح الإدارية المختصة، فإن أحزابا جديدة خاصة تلك التي لم تتحصل سوى قبل أيام قليلة فقط على اعتمادها تسابق الزمن من اجل ضمان المشاركة ولو في بعض الولايات فقط. وبمقابل كل هذا نجد أحزابا قائمة وعريقة مثل حزب جبهة التحرير الوطني وجدت نفسها تتخبط في مشاكل من نوع آخر و لم تحسم بعد في قوائم مرشحيها لسبب وحيد فقط هو صعوبة الفصل في القائمة النهائية التي سيدخل بها الحزب الانتخابات في العديد من الولايات، ولحد نهار أمس لم يفصل المكتب السياسي في قوائم سبع ولايات أهمها قائمة الجزائر العاصمة. وأسرّ مصدر من الحزب العتيد أن هذا الأخير تخلف عن البث في قوائم بعض الولايات بسبب صعوبة الاختيار والتوفيق بين الطموحات المتباينة للعديد من المرشحين والتدخلات الفوقية التي تأتي من حين لآخر لفرض هذا الاسم أو ذلك، مضيفا أن المكتب السياسي أعاد أمس النظر في تركيبة بعض القوائم على غرار قائمتي بسكرة وبرج بوعريريج، فقد وجد المكتب السياسي للحزب صعوبة كبيرة في ضبط قوائم العاصمة، وهران، مستغانم، تلمسان وباتنة وغيرها، ومن غير المستبعد أيضا أن تكون قيادة الحزب العتيد قد فضلت التريث والإبقاء على حالة السوسبانس وعدم الكشف عن القوائم التي قد تثير الفتنة إلى غاية اللحظة الأخيرة لتفادي أي غضب قد يؤدي إلى انزلاق غير محسوب العواقب. هذا الكم الهائل من الأحزاب والقوائم المستقلة التي تقدمت للاستحقاق الانتخابي المقبل تبرهن ببساطة على الأهمية التي تكتسيها هذه الانتخابات في المقام الأول، وثانيا على الأهمية التي أصبحت شرائح كبيرة من المواطنين توليها للعمل السياسي ولو من اجل أهداف غير معلنة وغير تلك التي جاءت من اجلها السياسة، وبمقابل هذا الكم الكبير من المشاركين سيجد المواطن أو الناخب نفسه من المفروض أمام برامج سياسية واجتماعية واقتصادية متعددة ومتنوعة وهي من مهام ومسؤوليات الأحزاب التي تقدمت للانتخابات. ونشير أن وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية كان قد أكد رسميا قبل أيام قليلة فقط أن آجال إيداع ملفات المرشحين لن تمدد وستنتهي اليوم في الساعة منتصف الليل.