أحرج التنظيم المثالي والمحكم لحفل افتتاح بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، والذي كان مبهرا على كل الأصعدة والمستويات هيئة الكاف والمشرفين عليها، بالموازاة مع تقدم الجزائر بملف ترشحها لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، حيث سيكون لزاما على أعضاء المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار، عند دراسة ملفات المترشحين. وتراهن الجزائر قيادة وشعبا، بعد نجاحها في احتضان بطولتي الألعاب المتوسطية و"الشان" على الفوز بتنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، خاصة مع تسخير الدولة الجزائرية، لكل الإمكانيات سواء المادية أو البشرية. وقف رئيس الكاف باتريس موتسيبي والأمين العام فيرون أومبا على مدى استعدادات الجزائر لاحتضان أكبر البطولات والتظاهرات الرياضية، سواء من حيث جاهزية المنشآت والبنى التحتية أو من ناحية التنظيم الذي ميّز حفل الافتتاح الذي ضاهى أو فاق جمالا افتتاحيات نهائيات كأس أمم إفريقيا البطولة الأولى في القارة السمراء. وتلقى موتسيبي أسئلة محرجة، خلال ندوته الصحفية التي نشطها عند وصوله، بخصوص حظوظ الجزائر في احتضان "كان 2025"، خاصة مع الأخبار المتداولة هنا وهناك عن منح شرف خلافة غينيا لبلد آخر تحت الطاولة، كما وجد الجنوب إفريقي نفسه أكثر إحراجا خلال إلقاء كلمته على هاش حفل الافتتاح، بعد ترديد الجماهير الحاضرة بمدرجات نيلسون مانديلا:" الشعب يريد لاكوب دافريك"، وهي العبارة القوية التي ستظل دون شك في رأس المعني، الذي أكد على ضرورة إنصاف كل البلدان المترشحة، واعدا بتطبيق النزاهة والعدالة عند عملية اختيار البلد الذي سينظم النسخة الخامسة والثلاثين من نهائيات "الكان". وقال موتسيبي في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح بملعب نيلسون مانديلا:"الجزائر بيت كل الأفارقة، أنا أشعر بأنني في بلدي، عندما أكون على هذه الأرض الطيبة"، وأضاف: "أريد أن أشكر الشعب الجزائري على ترحيبهم الحار بكل الأفارقة، لقد جعلتم هذه النسخة من "الشان" الأفضل في تاريخ المسابقة". وتأتي تصريحات موتسيبي، لتؤكد أن الرجل الأول في بيت الكونفدرالية الإفريقية، يتواجد تحت ضغط شديد في الفترة الأخيرة، بعد أن قدمت الجزائر أوراق اعتمادها بقوة على مستوى الساحة الإفريقية، حيث سيفكر مليا رفقة أعضاء مكتبه التنفيذي قبل اتخاذ القرار النهائي المتعلق بهوية البلد الذي سيخلف غينيا. ويبدو أن التنظيم المحكم والاهتمام الكبير من طرف الجزائريين باحتضان العرس القاري عام 2025 سيضع الكاف على صفيح ساخن، لا سيما مع الاتهامات التي طالت بعض أعضاء المكتب التنفيذي بالميولات المشبوهة إلى بعض الجهات، التي لم ترق لها العودة القوية للجزائر عربيا ومتوسطيا وإفريقيا. وباشرت لجان الكاف عمليات تفقد البلدان المرشحة لاحتضان "كان 2025"، حيث ستجد الأخيرة نفسها ملزمة بإعداد تقارير إيجابية عن ملف الجزائر، بعدما وقف عليه مسؤولو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قبل وأثناء انطلاق تظاهرة "الشان"، فكل الأمور مضبوطة بالمقاس، ولا توجد أي هفوة قد تسيء إلى ملف الجزائر الذي كسب عدة نقاط إيجابية مؤخرا، بالموازاة مع شهادات الاعتراف من المسؤول الأول على الفيفا جياني أنفانتينو، الذي انبهر بروعة ملعب نيلسون مانديلا والتعلق الكبير للجماهير الجزائرية بكرة القدم ومختلف المسابقات القارية.