أحال وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار بعنابة، أمس، 59 متهما موقوفا، على قاضي التحقيق، مع التماس إيداعهم الحبس المؤقت، في قضية الانخراط في عصابات الأحياء بسيدي سالم في بلدية البوني، حيث زرعوا الرعب وسط السكان ومستعملي طريق المطار ومرتادي الشواطئ وكذا المواطنين والتجار الذين يقصدون السوق الأسبوعي. واستنادا لرئيس فرقة قمع الإجرام بأمن ولاية عنابة، ضابط الشرطة الرئيسي حمدان نصر الدين، فقد وجهت للموقوفين تهم المشاركة والانخراط في عصابة أحياء وتكوين جمعية أشرار لغرض ارتكاب جنايات، حيازة المخدرات والمؤثرات العقلية والمتاجرة، في إطار جماعة إجرامية منظمة، بالإضافة إلى حمل أسلحة بيضاء ظاهرة دون مبرر شرعي، لزرع الرعب في نفوس المواطنين. وتعود وقائع القضية إلى 72 ساعة الأخيرة، عندما قام عدد من أفراد عصابات الأحياء، باقتحام مقر الأمن الخارجي لحي سيدي سالم، بعد توقيف أحد المشتبه بهم و رشقه بالحجارة والزجاجات الحارقة، ما استدعى حضور دعم من مختلف وحدات التدخل وتطويق الأحياء الساخنة داخل سيدي سالم، مع توظيف مختلف الوسائل المادية من عتاد وكذا مشاركة مختلف وحدات مكافحة الإجرام، التي قامت بملاحقة عصابات على مدار الساعات الماضية. وأسفرت عملية التفتيش واقتحام أوكار الجريمة، عن توقيف 59 فردا وتفكيك عصابات الأحياء التي زرعت الرعب وسط المواطنين على مستوى سيدي سالم، باعتباره أكبر التجمعات السكنية في دائرة البوني ويقع بمنطقة ساحلية يمتد شاطئها على مسافة حوالي 5 كلم إلى غاية حدود بلدية الشط التابعة لولاية الطارف، ما ساهم في استثمار هذه العصابات في أنشطة الهجرة غير الشرعية وصيد المرجان، مع إنشاء ورشات صناعة قوارب شبكات الهجرة السرية. كما توظف هذه العصابات سيارات من مختلف الأصناف في عملياتها الإجرامية، للاعتداء على الأشخاص والممتلكات واستخدام الأسلحة البيضاء المحظورة بمختلف أنواعها، منها سيوف وخناجر كبيرة الحجم وكلاب مدربة. وتمت العملية تحت إشراف السلطات القضائية المختصة وأسفرت حسب رئيس فرقة قمع الإجرام، عن توقيف 59 شخصا من مختلف الأعمار وحجز 39 سلاحا أبيض، 6 بنادق صيد بحري، 12 رمحا لبنادق صيد بحرية، 4 مركبات ودراجة نارية محل سرقة، مع حجز أزيد من 5 كلغ من المخدرات، كمية من الكوكايين، 241 قرص مؤثر عقلي، سيوف وسكاكين من الحجم الكبير، 13 كلغ من مادة المرجان الخام، كلبان ومبلغ مالي يفوق 29 مليون سنتيم. وحسب مصالح الشرطة، فإن العملية تعتبر نوعية، حيث تم توظيف المعلومات للوصول إلى أماكن تواجد واختباء أفراد العصابات، مع التنسيق الأمني للأفراد في الميدان، بمتابعة من القائد الجهوي للشرطة بقسنطينة. وتم التركيز على الأفراد الأخطر ضمن العصابات التي تتخذ حي سيدي سالم مكانا للاحتماء هروبا من الملاحقة الأمنية، وبفضل المباغتة الأمنية، تم تحقيق الأهداف المسطرة بشكل سريع وحجز أسلحة خطيرة تستخدم في عمليات الاعتداء، منها سيوف يبلغ طولها 1.5 متر وكذا كلاب مدربة لمهاجمة الأهداف والاعتداء، كما يعد حي سيدي سالم معقلا لشبكات بيع المخدرات والأقراص المهلوسة والكوكايين، حيث سمحت هذه العملية بحجز كميات معتبرة منها. كما كشفت تحريات مصالح الشرطة، بأن جميع الموقوفين مسبوقون قضائيا وبعضهم محل ملاحقة وتنفيذ أوامر قضائية في قضايا الاعتداء والمتاجرة بالمخدرات وصيد المرجان، واستغلالا للمعلومات التي أدلى بها الموقوفون، تم الكشف عن هوية مشتبه فيهم آخرين يجري البحث عنهم لتوقيفهم وتقديمهم للجهات القضائية.