يشعر صائمون بالنعاس والرغبة في النوم بعد الإفطار مباشرة، وهي حالة شائعة، إذ يرغب البعض في النوم فور إنهاء وجبة الإفطار ولا يستطيعون مقاومة النعاس أحيانا وذلك راجع حسب أخصائي الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، إلى نوعية الطعام وطريقة تناولهم له وحجم الوجبة. وقد أوضح الطبيب المختص في الصحة العمومية أمحمد كواش، بأنه بالرغم من ساعات الصيام الطويلة إلا أن الصائمين لا يشعرون عادة بالإرهاق الشديد الذي يتعرضون ينتابهم بعد تناول وجبة الإفطار مباشرة ومن بين العلامات التي تظهر على البعض كما قال، النعاس و الرغبة الشديدة في النوم والخمول الشديد والانهيار البدني، وكذلك صعوبة الحركة، وحتى ارتخاء العضلات بشكل كبير جدا. وأشار المتحدث للنصر، إلى أن الصائم يُفترض أن يستعيد طاقته بعد تناوله للطعام، إلا أن حجم الوجبة التي يستهلكها ونوعيتها خاصة الوجبات التي تحتوي على الدهون والدسم تؤثر عليه، كما تؤثر أيضا طريقة تناول الطعام و تسبب متاعب للمعدة، ما يزيد من الشعور بالنعاس والخمول، فبعد ساعات الصيام الطويلة تباغت المعدة بدخول كمية كبيرة من الأكل خلال فترة قصيرة جدا، وبالتالي فإنها تحتاج إلى طاقة لهضمه وسحقه من خلال الإنزيمات. وأوضح الطبيب، بأن المعدة عبارة عن عضلة والعمل العضلي يحتاج إلى الطاقة كما يحتاج إلى الأكسجين، فيقوم الدماغ بإعطاء رسالة عصبية، لتوجه كل الطاقة الخاصة بالأكسجين وكذلك السكريات إلى عضلة المعدة للقيام بسحق وهضم الطعام، وهذا يكون على حساب الطاقة الموجهة للدماغ و لباقي عضلات الجسم، وعليه يشعر الصائم بالانهيار والخمول والنعاس والرغبة في النوم والتثاؤب الشديد بفعل دخول الأكسجين وهذا هو التفسير العلمي لهذه الحالة، التي تختفي تدريجيا عندما تنتهي المعدة من عملية الهضم، وبعد ذلك يوزع الأكسجين و الطاقة على كامل جسم الإنسان. وينصح الدكتور أمحمد كواش، الصائمين بتناول كمية قليلة من الطعام في وقت الإفطار وليس دفعة واحدة حتى لا تتعب المعدة الفارغة و لتسهيل عملية الهضم، وبعد ذلك يمكن الذهاب لأداء صلاة المغرب، ومن ثم العودة مجددا لتناول الوجبة الرئيسية، مع الحرص على التأني في الأكل والمضغ الجيد، و يجب الابتعاد حسبه، عن الوجبات الثقيلة والغنية بالدهون والدسم، مع تفادي المشروبات الغازية وعدم الإفراط في تناول الحلويات، مشددا على أهمية أن تحتوي وجبة الإفطار على الخضار والفواكه و البقوليات والنشويات لأن هضمها بسيط ولا يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء أو الطاقة.كما ينصح كذلك، بضرورة أخذ قسط كاف من الراحة بعد الأكل والتمدد مع عدم القيام بأي نشاط بدني أو فكري أو السفر بالمركبة، لأن ذلك سيعرض الإنسان لحوادث المرور وبالنسبة للطلبة المقبلين على الامتحانات، فيستحسن حسبه عدم المراجعة بعد الأكل مباشرة أو القيام بالأنشطة البدنية بعد الإفطار، لأن الجسم يحتاج إلى فترة من الراحة لتجنب الشعور سريعا بالنعاس والتعب.