أعلن الوالي، بأن وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي أقرت إعادة مهرجان الراي لوهران بعد 16سنة من الغياب بعد نقله إلى ولاية سيدي بلعباس، حيث من المنتظر أن تنظم الطبعة 13 هذا العام بعاصمة الغرب الجزائري. وقد احتضنت الولاية العام الماضي طبعة استثنائية للمهرجان بعد إدراجه ضمن البرنامج الثقافي لمحافظة الطبعة 19 للألعاب المتوسطية في جوان 2022، حيث أحيا مجموعة من المغنيين سهرات مختلفة عرفت توافدا كبيرا للجمهور من أبناء و زوار الولاية في تلك الفترة، ليعود المهرجان إلى مهد انطلاقته الأولى في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون، علما أنه نقل إلى سيدي بلعباس سنة 2007، وحرص المشرفون على تنظيمه سنويا، وقد جاء قرار الوزيرة بإعادته لوهران بعد أشهر من تسجيل أغنية الراي من طرف منظمة اليونيسكو « تراثا جزائريا ثقافيا لا ماديا للإنسانية» وهذا في الفاتح ديسمبر من السنة المنقضية، و بهذا تكون الجزائر قد حققت عن جدارة مكسبًا ثقافيًا عالميًا و افتكت شهادة حاسمة و اعتراف العالم بهذا النوع الموسيقي الثقافي. و بالإضافة إلى مهرجان الراي، ستنطلق أشغال ترميم قصر الباي وفق ما أدلى به والي وهران سعيد سعيود، حيث أوضح بأن وزيرة الثقافة أكدت بعث مشروع ترميم قصر الباي بعد طول انتظار وتعدد المقترحات، ويعتبر القصر الواقع بحي سيدي الهواري العتيق والمطل على البحر، واحدا من الشواهد الأثرية التي حفرت في ذاكرة الجزائريين فترة الحكم العثماني، حيث شيّده الباي محمد بن عثمان الكبير في نهاية القرن الثامن عشر سنة 1792. وكان القصر مقرا لحاكم بايلك الغرب محمد بن عثمان الكبير، وهو اليوم مصنف ضمن التراث الوطني ويتربع على مساحة تقدر ب5,5 هكتارات، وقد اعتمدت عمارته على أحجار القرميد الأحمر وصخور جبلية شديدة الصلابة، ويضم عدة أجنحة منها «الديوان» ومقر الحكم أين كان الباي يستقبل الوفود الرسمية والعسكرية و «الحرم» وهو جناح مخصص للنساء، و «الخلوة» أو «جناح المفضلة» و هو جناح منعزل بإطلالة مميزة على مجمل الحي العتيق سيدي الهواري، ويعتبر قصر الباي محمد الكبير جوهرة معمارية فرغم وضعية الحالية و تدهور عدة أجنحة فيه، إلا أن جمالية فضاءاته سواء المبنية أو الطبيعية جعلته مقصدا مهما للسياح وزوار المدينة، كما أنه خلال السنوات القليلة الماضية أصبح جزءا من استيديوهات تصوير بعض الأعمال الفنية التلفزيونية والسينمائية.