دعا رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، كافة الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة، وأن يكونوا على كلمة واحدة من أجل تحرير بلادهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مجددا التأكيد على المواقف التاريخية الثابتة للجزائر قيادة وشعبا المساندة للقضية الفلسطينية في كل الظروف وعلى كافة المستويات. مرت أمس 35 سنة على إعلان قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر من قبل الزعيم الراحل ياسر عرفات بمناسبة انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في 15 نوفمبر من سنة 1988 بقصر الأمم بنادي الصنوبر، وبهذه المناسبة التاريخية نظمت كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 أمس ندوة تاريخية نشطها رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، و سفير دولة فلسطينبالجزائر والأسرة الجامعية من أساتذة و طلبة. وفي مداخلته جدد قوجيل التذكير بموقف الجزائر المعروف و الثابت إلى جانب القضية الفلسطينية حتى لما كانت تحت الاستعمار الفرنسي، مؤكدا بأن الجزائر فخورة ماضيا وحاضرا ومستقبلا بمواقفها وخياراتها وكل محطاتها الداعمة لحق الشعب الفلسطيني. وقال رئيس مجلس الأمة بهذا الخصوص « لما نؤيد الشعب الفلسطيني فإننا نؤيد أنفسنا لأن تاريخنا كما تاريخ فلسطين في ما يتعلق بالاستعمار، حيث خضعا لاحتلال استيطاني» وتحدث عن محاولات الاحتلال الفرنسي إبادة الشعب الجزائري في العديد من المرات وتعويضه بشعب أوربي مسيحي، وهو نفس الذي قام و يقوم به الكيان الصهيوني في فلسطين. ودعا رئيس مجلس الأمة بالمناسبة كل الفصائل الفلسطينية إلى «الوحدة» وأن يكونوا على كملة واحدة إذا أرادوا تحرير بلدهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و الاستئناس في هذا الجانب بما قام به الشعب الجزائري قبيل اندلاع الثورة التحريرية المباركة حيث توحدت جميع تياراته من أجل الهدف الأسمى وهو تحرير البلاد واستعادة السيادة الوطنية. كما ذكّر قوجيل في ذات السياق بمواقف الجزائر الثابتة والداعمة للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والعاملة من أجل وحدة الصف الفلسطيني، وقال بهذا الخصوص أن الفضل يعود لرئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، الذي قام قبيل انعقاد القمة العربية بالجزائر العام الماضي بجمع الفصائل الفلسطينية هنا بالجزائر، والخروج بنداء الجزائر من أجل الوحدة ورص الصف، مؤكدا على أن هدف هذه الوحدة هو الاستقلال. وأشار في نفس السياق لما جاء على لسان الرئيس تبون من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي عندما طالب بحق دولة فلسطين في العضوية الكاملة بهيئة الأممالمتحدة، وكذا دعوته الأخيرة إلى محاكمة الكيان الصهيوني أمام محكمة الجنايات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بسبب ما يقوم به من جرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. وأضاف بأن الشعب الجزائري بكل فئاته، قيادة وشعبا كان دائما على كملة واحدة مع فلسطين، وموقف الجزائر من هذه القضية الجوهرية كان دائما واضحا وصريحا لأنها تملك استقلالية قرارها السياسي. بالمقابل انتقد المتحدث بشدة موقف بعض البلدان العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني وتساءل « كيف لها أن تطبع مع الكيان وفي نفس الوقت تدعي أنها مع الشعب الفلسطيني، كيف لها أن تكون معه؟». قوجيل الذي استنكر حرب الإبادة التي تقوم بها قوات الكيان الصهيوني اليوم ضد الشعب الفلسطيني في غزة، شدد مجددا على حق الشعب الفلسطيني الكامل في المقاومة والكفاح من أجل تحرير وطنه و الوقوف في وجه المحتل الغاصب، وتساءل « كيف لمن يدافع عن بلده أن يكون إرهابيا؟» . كما وصف ما تقوم به اليوم بعض وسائل الإعلام خاصة في الدول الغربية ووقوفها المفضوح إلى جانب الإجرام الصهيوني، وتعتيمها على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة» بالحرب العالمية الإعلامية»، لكنه توقف عند ردة فعل الشعوب في الدول الغربية التي احتكمت إلى ضميرها ونددت بما تقوم به دولة الاحتلال ومن يدعمها.