أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، في كلمة بمناسبة افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بالجزائر العاصمة، تلاها نيابة عنه الوزير الاول، نذير العرباوي، التزام الجزائر بوضع خبرتها في مجال المؤسسات الناشئة في متناول الأشقاء الأفارقة من خلال فضاءات تبادل الخبرات، على غرار المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة الذي أضحى موعدا قاريا هاما في مجال تحفيز الابتكار وتطوير المؤسسات الناشئة. وفي هذا الإطار، أشاد رئيس الجمهورية ب"النتائج الإيجابية الهامة" التي أفضى إليها المؤتمر الإفريقي الأول للمؤسسات الناشئة المنعقد بالجزائر السنة الماضية، لاسيما فيما يتعلق بوضع خارطة الطريق القارية للمؤسسات الناشئة واعتماد إعلان الجزائر لتنمية المؤسسات الناشئة في إفريقيا، اللذين حظيا بدعم المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في دورته ال42 المنعقدة في فيفري 2023. وأضاف رئيس الجمهورية بأن هذه المبادرة الجزائرية الهادفة تندرج في مساعي الاتحاد لتجسيد أجندته 2063 من أجل بناء إفريقيا متكاملة ومزدهرة، تعتمد على قواها الذاتية خاصة الشبابية منها، لبعث ديناميكية شاملة، تقوم على اقتصاد متطور، وتعمل على "تغيير نظرة الشركاء لإفريقيا، با عتبارها مصدرا لخيرات مستباحة، ولثروات منهوبة، إلى شريك حريص على مصالحه في إطار توازن المصالح في العلاقات الاقتصادية الدولية، في ظل نظام دولي منصف وعادل". وعبر الرئيس تبون في هذا السياق عن "اعتزاز الجزائر، من منطلق دورها التاريخي الرائد في الدفاع عن مصالح إفريقيا، بالرصيد النضالي الإفريقي المشترك، وإيمانها الراسخ بحتمية تحررها من إرث العقيدة الاستعمارية، التي تتغذى إلى يومنا هذا من ريع النفوذ البائد". كما أكد رئيس الجمهورية "وفاء الجزائر لانتمائها الإفريقي، وتمسكها بالتاريخ النضالي المجيد الذي تتقاسمه مع القارة الإفريقية"، منوها بضرورة اعتماد نظرة إفريقية جديدة ومدركة للمصالح القارية المشتركة، للارتقاء بالقارة الإفريقية إلى مكانتها المستحقة في التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة والمستقبلية، في ظل عالم يشهد تطورات وتحولات متسارعة وبالغة التعقيد".