أعلن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، عن انطلاق حملة وطنية تحسيسية حول مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون عبر كل مساجد الوطن والمؤسسات التابعة للقطاع، بمشاركة مختلف الفاعلين، وذلك بهدف المساهمة في تقليص عدد الوفيات جراء الاختناق بهذا الغاز. وفي تصريح للصحافة بمناسبة إشرافه على فعاليات يوم دراسي حول "الاختناق بالغاز وأسبابه و طرق الوقاية منه"، أكد السيد بلمهدي أن هذه الحملة ستتم بالشراكة مع كل من وزارة التجارة وترقية الصادرات، والمديرية العامة للحماية المدنية، ومجمع سونلغاز، وكذا الكشافة الإسلامية الجزائرية. ونوه في سياق هذا اليوم الدراسي الذي يأتي تحت شعار "معا...من أجل شتاء دافئ"، بالدور المحوري الذي يلعبه الإمام في المسجد لتذكير وتحسيس المواطن بمخاطر الاستعمال السيء للغاز، مضيفا أن دوره يتمثل في "إسداء نصائح للمصلين في مجال الوقاية من مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون". كما دعا الوزير مصالح الحماية المدنية ومجمع سونلغاز، إلى "تكليف ممثلات عنهما لتوعية النساء داخل المساجد بهذه المخاطر وكذا حول طريقة استعمال مختلف الأجهزة المنتجة للحرارة"، مشيرا أيضا إلى دور وسائل الإعلام في مرافقة هذه الحملة التوعوية، من أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة. من جهتها، أكدت ممثلة عن مجمع سونلغاز، مديرة الإعلام، فاطمة الزهراء مرزوقي، أنه تم الشروع في عملية تركيب أجهزة كواشف أحادي غاز أكسيد الكربون في البيوت بداية من منطقة الهضاب العليا، مضيفة أنه سيتم تزويد أكثر من 11 مليون بيت بكاشف لهذا الغاز بعد تعميم العملية. بدوره، ذكر ممثل عن وزارة التجارة وترقية الصادرات، نائب مدير التحقيقات و الخصوصية، كمال بوخداش، أن الوزارة قامت بإطلاق "حملة لمراقبة مدى مطابقة أجهزة التدفئة بالغاز وسخانات الماء وكواشف أحادي أكسيد الكربون للمعايير المعمول بها"، مشيرا إلى أنه موازاة مع هذه الحملة، تقوم ذات الوزارة بالتنسيق مع شركائها من المجتمع المدني وشركة سونلغاز وأئمة المساجد، بالعمل التحسيسي من أجل التوعية من مخاطر الاختناق للتقليص من الحوادث المنزلية التي تتسبب فيها هذه الأجهزة. وذكر في ذات السياق، أن قطاعه قام ب"السحب النهائي" من السوق الجزائرية، لستة علامات تجارية لأجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون لعدم مطابقتها للمعايير المعمول بها، مضيفا أنه تم إعلام المستهلكين بذلك للتوقف عن استعمال هذه الكواشف المسحوبة. وأفاد ممثل عن المديرية العامة للحماية المدنية، من جهته، العقيد فاروق عاشور، أن الحد من ظاهرة الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون "يتطلب مجهودات متواصلة لتنوير الرأي العام على ضرورة الالتزام بقواعد السلامة والأمن حتى يتم تقليص عدد الضحايا". وحسب إحصائيات متعلقة بالوفيات جراء الاختناق بهذا الغاز، فقد تم --حسبه-- "تسجيل منذ بداية السنة لغاية 6 ديسمبر الجاري 130 وفاة فيما تم إنقاذ 2600 شخص من موت محقق". ومن جانبه، ثمن ممثل عن القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية، أحمد رمضان، مبادرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للتوعية والتحسيس بمخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون، معلنا أن الكشافة الاسلامية الجزائرية، ستطلق خلال هذه الأيام "حملة وطنية داعمة لهذه الحملة"، من أجل المساهمة الفعالة للحد من الحوادث المتعلقة باستعمال هذا الغاز.