نجح فريق من الطلبة الجزائريين في الوصول للمرحلة النهائية من مسابقة هواوي الدولية، باختراع سوار للإنذار عند نوبات الغضب والانهيار المتكررة لذوي اضطراب طيف التوحد قبل حدوثها، ليصل مشروع «أنيسي» للمرحلة النهائية بفضل تصويت الجمهور. وقالت العضو بالفريق الطالبة في هندسة الاتصالات، أميرة نسرين هاشمي من ولاية سيدي بلعباس للنصر، إن الجزائر شاركت في مسابقة هواوي الدولية ضمن 150 دولة، شاركت فيها بفرق بحث جامعية، بعد أن أعلنت الشركة العالمية عن برنامجها «بذور المستقبل»، الذي يتم من خلاله انتقاء المتفوقين في مختلف التخصصات المتعلقة بالإعلام الآلي والاتصال عبر الجامعات، ليتم تكوينهم قبل المشاركة في المسابقة. و أكدت الطالبة أميرة، أن الجامعة الجزائرية أشرفت على تكوين 30 طالبا على مستوى جامعة عنابة لمدة أسبوع خلال شهر سبتمبر، ليتم فيما بعد انتقاء الفرق المشاركة من الجزائر والتي قدرت بأربع فرق، كل فريق يتكون من مجموعة، علما أن مجموعتهم تتكون من 8 طلبة في مختلف التخصصات المعنية بالمنافسة بالجامعات الجزائرية الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وهندسة الاتصالات و غيرها، والذين باشروا المنافسة الرسمية في شهر ديسمبر. الفريق الذي تمكن من الوصول للمرحلة النهائية في المسابقة الدولية، والذي يحمل اسم المشروع المشارك به «أنيسي»، هو الفريق الجزائري الوحيد الذي وصل للنهائيات مع 9 فرق من دول أخرى وصلت لذات المرحلة، وعن موضوع المشروع المقدم، أوضحت الطالبة أنه يتعلق بالصحة، بحيث يتمثل في سوار ذكي يحمل مستشعرات و يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويتنبأ بالانهيارات العصبية ونوبات الغضب عند الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد، أين يرسل إنذارات قبل حدوثها للأولياء تحذر من وقوع نوبة و تقدم اقتراحات بحلول لتفادي أو تهدئة الطفل مثلا بسبب الإضاءة المفرطة وغيرها. و تعني كلمة «أنيسي» التي تم إطلاقها على الاختراع، بحسب ما أفادت به محدثتنا، الهدوء باللغة اليونانية، وهي رمز لقطعة بازل أو أحجية يرمز بها للتوحد، وعموما تعبر عن مجمل التحديات التي يواجهها مرضى طيف التوحد، أما اللون الأزرق فيرمز للهدوء والراحة النفسية، وهو الغاية التي قالت إن الفريق يهدف للوصول إليها من خلال هذا المشروع، أما اللون البنفسجي فهو اللون الذي استخدمته أول جمعية أسست لدعم مرضى طيف التوحد. و عن سبب اختيار هذا المشروع، كشفت الآنسة هاشمي عن اشتراط القائمين على المسابقة أن يكون المشروع حول مشكل من المجتمع، وأن يقترح فريق العمل حلا له عن طريق الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أين يشترط أن تكون في ثلاثة مجالات هي البيئة، والصحة والزراعة، ليتفق فريق العمل على أن يكون المشروع حول موضوع الصحة بعد تشاور وأبحاث كثيرة، مشيرة أيضا إلى معاناة مرضى طيف التوحد وذويهم في ظل عدم وجود اهتمام يرقى لحجم هذه المعاناة شجعهم على أن يكون موضوع مشروع الفريق. مرتبة ثالثة في مسابقة هواوي الدولية أوضحت محدثتنا أن بلوغ هذه المرحلة النهائية كان بجدارة، وقسمت لدورين، بحيث كان الدور الأول على شكل تصويت من الجمهور على المشاريع كل في اختصاصها، و بما أن المشروع الجزائري كان في مجال الصحة، فقد تمكن من الفوز بالدور الأول الذي كان قد انطلق في ال5 من جانفي و استمر إلى غاية التاسع من نفس الشهر، ثم انتقلت الفرق الثلاثة الفائزة في الدور الأول للمرحلة النهائية، لكن وللأسف لم يفز المشروع بالجائزة الكبرى أين فاز الفريق البرازيلي وفريق أوزباكستان، فيما جاء الفريق الجزائري في المرتبة الثالثة. و عن مستقبل مشروع «أنيسي» أكدت محدثتنا أنهم سيسعون للوصول به بعيدا، خاصة و أنهم كانوا يتوقعون فوزه بالجائزة الكبرى، إلا أن ذلك لا يثنهم حسبها عن الذهاب به لأقصى حد، من خلال إقتراحه على الجامعة أولا والسعي لتسجيل براءة اختراعه والملكية الفكرية، في انتظار أن يجسد المشروع ويستفيد المعنيون من هذا السوار الفعال، مؤكدة سعي فريقها وكل الطلبة الجزائريين للمشاركة في مثل هذه المنافسات خاصة بعد نجاح عديد الفرق الجزائرية في الوصول إلى مراحل متقدمة في مختلف المسابقات الدولية، معلنة عن استعدادهم لمساعدة المجتمع الجزائري من خلال هذه الاختصاصات، ورفع العلم الجزائري عاليا في مختلف المنافسات العلمية الدولية، خاصة و أن الجامعة الجزائرية تمتلك كفاءات وصفتها