لن تشهد كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بكوت ديفوار ميلاد متوج جديد، بحكم أن الرباعي المنشط لمباراتي نصف النهائي، سبق لهم التربع على عرش القارة، ويتعلق الأمر بكل من نيجيريا (3 كؤوس)، كوت ديفوار والكونغو الديمقراطية (كأسان)، وجنوب إفريقيا (كأس واحدة)، وهو ما يصعب التكهن بهوية الفائز بالدورة 34، في ظل تقارب المستوى بين المنتخبات الأربعة، ولو أن منتخب "الفيلة" يمتلك أفضلية الأرض والجمهور، ناهيك عن عامل آخر مهم، يتمثل في "ميلاد منتخب" جديد، بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى من مغادرة "الكان" من الدور الأول، بعد الخسارة برباعية أمام غينيا الاستوائية، قبل أن يمنحهم منتخب زامبيا هدية، بخسارة لقاء الجولة الثالثة، ليتأهل رفقاء كيسي كأحد أفضل أربع ثوالث. واحتفظت الدورة الحالية بعنصر المفاجأة حتى في الدور ربع النهائي، وإلا كيف نفسر نجاح منتخب كوت ديفوار في قلب الطاولة على منتخب مالي، رغم لعب غالبية فترات اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد اللاعب أوديلون (د43)، قبل أن ينجحوا في تعديل النتيجة في آخر أنفاس المواجهة، ويتمكن دياكاتي من إضافة الهدف الثاني في (د120 +2)، ليصطدم "الفيلة" هذه المرة بمنتخب الكونغو الديمقراطية، صاحب المستوى الثابت في الدورة الحالية، والذي تجاوز منتخب غينيا بثلاثية مقابل هدف، ليضمن بذلك تواجده في المربع الذهبي للمرة الخامسة في تاريخه. من جانبه، أكد منتخب جنوب إفريقيا المستويات الرائعة المقدمة في الدورة الحالية، بعدما كانت الهزيمة أمام منتخب مالي نقطة تحول في أداء رفقاء بيرسي تاو، ولو أن الحارس ويليامس كان لعب هذه المرة دورا مهما في تواجد منتخب "بافانا بافانا" في المربع الذهبي على حساب منتخب جزر الرأس الأخضر، بعدما بصم على رقم تاريخي غير مسبوق في الدورات المجمعة الكبرى، بالتصدي إلى أربع ضربات ترجيح، عقب نهاية المباراة في وقتيها الرسمي والإضافي بنتيجة التعادل السلبي، ليواجه في منتخب نيجيريا صاحب خط الهجوم الناري بقيادة أفضل لاعب في إفريقيا في 2023 أوسيمين، وهو ما يوحي بمباراة نارية مساء الأربعاء، قبل الالتقاء مجددا شهر جوان المقبل، لحساب الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، والتي يتصدرها منتخب رواندا برصيد أربع نقاط، في وقت يحتل رفقاء بيرسي تاو المرتبة الثانية بثلاث نقاط، ونيجيريا في الصف الثالث بنقطتين. وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن مدربين سبق لهما العمل في البطولة المحلية يتواجدان في المربع الذهبي، ويتعلق الأمر بالفرنسي سباستيان دو سابر، الذي عمل لفترة قصيرة مع شبيبة الساورة (موسم 2016/2017)، والبلجيكي هييغو بروس المتوج الوحيد ب"الكان" من بين الرباعي الحاضر في المربع الذهبي من قبل مع الكاميرون، حيث سبق للبلجيكي قيادة العارضة الفنية لكل من شبيبة القبائل ونصر حسين داي (في نفس الموسم 2014/2015)، في وقت يشرف على تدريب منتخب نيجيريا البرتغالي بسيرو الذي قرر مغادرة العارضة الفنية لمنتخب "النسور الخضراء" بعد المحفل القاري، ليبقى المدرب المؤقت لمنتخب كوت ديفوار مفاجأة "الكان"، بعدما استلم زمام الأمور لتعويض المقال جون لوي غاسي، ليقود الفيلة للمربع الذهبي. جدير بالذكر، أن الحكم الدولي غربال يعتبر من بين أبرز المرشحين لإدارة أحد المباريات المتبقية من "الكان"، وخاصة الموعد الختامي.