مليون مستوطن بين نازح وفار إلى الخارج كبدت معركة طوفان الأقصى الكيان الصهيوني خسائر فادحة، وكانت لها آثار واسعة على القطاع الاقتصادي، ولأول مرة منذ عام النكبة سنة 1948 يتكبد الاحتلال الصهيوني هذا الحجم الكبير من الخسائر التي طالت شتى المجالات، وشهدت الأراضي المحتلة حركة نزوج واسعة للمستوطنين، الذين فروا بأعداد كبيرة خارج أراضي فلسطينالمحتلة، مع تأثر حركة المسافرين بمطارات الاحتلال بنسبة تصل إلى 70 بالمائة، ما يعكس حجم الضرر الذي خلفته معركة طوفان الأقصى على مختلف نواحي الحياة لدى الكيان الصهيوني. وكشف في هذا السياق الملخص الصحفي اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن إحصاء مليون مستوطن نازح وفار خارج الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ بداية معركة طوفان الأقصى في السابع أكتوبر الماضي، وأشار نفس المصدر إلى تسجيل 500 ألف مستوطن فروا خارج الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، إلى جانب 500 ألف مستوطن نزحوا داخل الأراضي المحتلة من الجنوب والشمال، وذلك تحت وطأة عمليات وقصف المقاومة، وأشارت نفس الوثيقة إلى إحصاء 60 ألف نازح من مستوطنات غلاف غزة، و35 ألف من مستوطنات سديروت وحدها، بالإضافة إلى إجلاء 65 ألف مستوطن من مدينة عسقلان، و60 ألف مستوطن يجري العمل على إخلائهم من المستوطنات القريبة من حدود لبنان، بعد تزايد عمليات قصف مستوطنات الشمال من طرف المقاومة، وكشف نفس المصدر عن تضرر 72 مبنى بشكل كامل في سديروت، و180 مبنى في عسقلان، كما تلقت سلطة الضرائب لدى سلطات الاحتلال 1200 إخطار بالأضرار التي مست المنازل. أما على الصعيد الاقتصادي فتكلفة الحرب كانت باهظة للكيان الصهيوني، حيث أشار نفس الملخص السابق إلى أن كلفة الحرب في غزة قدرت ب 58 مليار دولار حسب حاكم البنك المركزي لسلطات الاحتلال، كما بلغت النفقات العسكرية 7.6 مليار دولار خلال الشهر الأول للعدوان، وذلك بمعدل 255 مليون دولار يوميا، وفي نفس الوقت بلغت كلفة السلاح والذخيرة واستدعاء الاحتياط 6.25 مليار دولار، بالإضافة إلى 7.75 مليار دولار خسائر عائدات الضرائب، و15 بالمائة تراجع مؤشر البورصة، إلى جانب تسجيل انكماش في اقتصاد الكيان الصهيوني بنسبة 11 بالمائة. وفي السياق ذاته قدرت تكلفة إعادة إعمار 30 مستوطنة في غلاف غزة تضررت جراء معركة طوفان الأقصى ب 2.5 مليار دولار، و1,4 مليار دولار تكلفة الأضرار التي لحقت بالممتلكات، و17.5 مليار دولار خسائر الاحتلال بسبب الشلل الاقتصادي، وذلك بمعدل خسارة يوميا تتراوح ما بين 300 إلى 400 مليون دولار، كما قدرت خسائر السياحة ب 3,5 مليار دولار، إلى جانب خسائر بملايين الدولارات أسبوعيا من عائدات النفط والغاز، بعد تعليق صادرات الخط البحري المتجه لمصر وإغلاق حقل تمار للغاز مقابل شاطئ عسقلان، كما قدرت فاتورة الحرب ب 7 مليار دولار. أما بخصوص الخسائر العسكرية، كبدت المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال ومعداته، بعد تلقيه ضربات موجعة في المعارك الضارية التي تجري في مناطق مختلفة في غزة، واعترف جيش الاحتلال بمقتل 236 جنديا وضابطا وجرح 3052 آخرين في معارك غزة، ويتواجد من بين الجرحى 230 مصابا في حالة الخطر، كما اعترف جيش الاحتلال بمقتل أزيد من 1200 شخص في يوم السابع أكتوبر، فيما وصل إجمالي قتلى الجيش إلى 564 قتيلا، بالإضافة إلى 59 شرطيا و10 من جهاز الاستخبارات، إلى جانب 12500 جندي وضابط معاق بعد إصابتهم في المعارك الجارية في غزة، كما توقعت مصادر إعلامية صهيونية بأن يرتفع هذا الرقم إلى 20 ألف معاق، وفي نفس الوقت تلقى جيش الاحتلال ضربات موجعة بالجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، حيث قدر تقرير حركة حماس عدد قتلى وجرحى جيش الاحتلال بمعارك الشمال ب 191 قتيلا وجريحا منذ بداية العدوان على غزة. أما فيما يتعلق ببيانات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فقد أعلنت عن قتل 425 ضابطا وجنديا في استهداف للقوات الراجلة وتجمعات الجنود، كما أكدت وقوع 440 ضابطا وجنديا بين قتيل وجريح في استهدافها لقوات راجلة وتجمعات الجنود، بالإضافة إلى إيقاعها 140 ضابطا وجنديا في كمائن وسقطوا بين قتلى وجرحى، وفي السياق ذاته أعلنت كتائب القسام تدمير 1152 دبابة ومدرعة وجرافة وناقلة جند تدميرا جزئيا أو كليا منذ بداية التوغل البري، كما تبنت 190 استهدافا لمحتشدات، إلى جانب 17 استهدافا لغرف قيادة عسكرية و39 استهدافا لقواعد عسكرية و286 استهدافا لقوات راجلة و17 استهدافا لتجمعات جنود، بالإضافة إلى 7 عمليات استهداف لمروحيات عسكرية و25 استهداف لطائرات استطلاع، وأكثر من 120 استهدافا لمدن وبلدات في الداخل المحتل برشقات صاروخية. أما بخصوص الأسرى، قدرت حركة حماس العدد الإجمالي للأسرى الصهاينة الموجودين لدى كتائب القسام ب 242 أسيرا، منهم 137 مازالوا محتجزين في غزة وفق اعترافات جيش الاحتلال، في حين أعلنت المقاومة الفلسطينية عبر فيديوهات مصورة وبيانات عن مقتل عدد منهم بقصف لجيش الاحتلال لأماكن احتجازهم.