شهدت مرحلة الذهاب للنسخة 20 لبطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة، تداول 5 فرق على كرسي الصدارة، لكن بمعطيات كانت كافية لإحداث «غربلة» مبكرة في قائمة الطامحين لاقتطاع تأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الجهات، لأن الوضعية الراهنة قد توسع الكوكبة إلى 5 أندية، إلا أن الحسابات كفيلة بحصر الصراع بين «بطل الشتاء» اتحاد سدراتة، ومطارديه سريع البوني ووفاق سوق أهراس، في الوقت الذي اتضحت فيه الرؤية بشأن معادلة السقوط، لأن معاناة فرق ولاية قالمة كبيرة، ونجم تاملوكة صنع «الاستثناء» على طريقته الخاصة، بعجزه عن تحصيل ولو نقطة واحدة في 15 مقابلة، ليبقى في انتظار مرافقيه على متن القطار المؤدي إلى الجهوي الثاني. قراءة: صالح فرطاس ودخل وفاق سوق أهراس مباشرة في صلب الموضوع، بتحقيق سلسلة من الانتصارات المتتالية، مكنته من التخلص تدريجيا من شراكة شباب وادي الزناتي في الجولة الثالثة، وبعدها مع كل من بئر بوحوش وبئر العاتر، وقد أعطى أبناء «طاغست» سباق الصعود ريتما سريعا، واكبته في البداية نصف تركيبة المجموعة، غير أن الاستسلام كان في منتصف المشوار، بخروج شباب هيليوبوليس، وفاق تبسة ومولودية برحال من دائرة الطامحين، مع تراجع كل من بئر بوحوش و«العاتر»، ولو أن سلسلة التعادلات التي سجلها الوفاق كانت كافية لإحداث انقلاب في قمة الهرم، وكان ذلك عند الجولة 11، لما اكتفى وفاق سوق أهراس بنقطة أمام جيل مجاز عمار، عبّدت الطريق لأبناء «المايدة» لخطف مشعل القيادة. وكان اتحاد سدراتة خامس فريق يتربع على عرش الصدارة، بعد الرباعي الذي كان قد اشترك في جولتي التدشين، لأن «السدراتية» كانوا قد دشنوا مشوارهم بهزيمة مفاجئة في الطارف، لكنهم سرعان ما تداركوا الوضع، ونجحوا في الخروج بسلام من العديد من المنعرجات الحاسمة، كتبسة، بئر العاتر، البوني وهيليوبوليس، رغم أنهم ضيعوا 4 نقاط بملعبهم، باقتسام الزاد مع الجارين بئر بوحوش وسوق أهراس، إلا أن ذلك لم يمنع أشبال المدرب مرزوق من إنهاء مرحلة الذهاب بلقب «شرفي»، كان بمثابة عربون ثقة للأنصار، على أمل النجاح في تجسيد حلم الصعود إلى قسم ما بين الجهات، بعد 88 سنة من الوجود في الساحة الرياضية الوطنية. على صعيد آخر، فإن المفاجأة السارة في سباق الصعود كانت بتألق سريع البوني، الذي هو بصدد خوض أول مغامرة له في هذا القسم، غير أنه سرق الأضواء بمشواره المميز، حيث يحتل الوصافة، بفضل سلسلة الانتصارات التي أحرزها، ولو أنه انهزم في عقر الديار أمام سدراتة، إلا أنه تدارك الوضع، وأصبح من أبرز أطراف معادلة الصعود، بينما يبقى وفاق سوق أهراس يصنع الاستثناء، لأنه الوحيد الذي لم يتجرع طعم الهزيمة إلى حد الآن، في سلسلة مازالت متواصلة منذ الموسم الماضي، وقد بلغت 45 مقابلة تواليا دون انهزام، لكن كثرة التعادلات أجبرت هذا الفريق على التنازل عن عرش الصدارة، والتأخر بخمس خطوات عن القائد الحالي للقافلة. أما بخصوص الوضعية في قاعدة هرم الترتيب، فإن الملفت للانتباه أن فرق ولاية قالمة عاجزة عن مواكبة الريتم، باستثناء شباب هيليوبوليس، مع تسجيل استفاقة طفيفة من نجم بوشقوف وجيل مجاز عمار، قابلها تراجع شباب وادي الزناتي، في حين يبقى نجم تاملوكة في خانة الحلقة الأضعف هذا الموسم، لأنه لم يتمكن من ضخ أي نقطة في الرصيد، ويكون بذلك قد حزم حقائبه مبكرا، بينما استهل شباب هواري بومدين موسمه بشق الأنفس، وبخسارة على البساط، ودخوله غمار المنافسة كان بعد مخاض عسير. ص / ف أرقام من مرحلة الذهاب دامت مرحلة الذهاب لبطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة 85 يوما، برمجت خلالها الرابطة 120 مباراة، موزعة على 15 جولة، حيث أن رفع الستار عن الموسم الحالي كان بتاريخ 11 نوفمبر 2023، بينما تم إسدال الستار على النصف الأول من المشوار في الثالث فيفري الجاري. من بين 120 مقابلة التي جرت، عرفت جولة الافتتاح غياب شباب هواري بومدين عن المنافسة بسبب إشكالية الإجازات، وهو الفوز الوحيد الذي كان على البساط، ومن نصيب أمل بئر بوحوش، في حين أن باقي الفرق أحرزت 96 انتصارا ميدانيا، مع انتهاء 23 مباراة بالتعادل، ثمانية منها لم تشهد تسجيل أهداف. أكبر عدد من الانتصارات كان من نصيب الرائد اتحاد سدراتة والوصيف سريع البوني، بنجاح كل فريق في حصد الزاد كاملا في 11 مقابلة، وهو الثنائي الذي تمكن من تحقيق الفوز في أزيد من ثلثي عدد اللقاءات الملعوبة. صنع نجم تاملوكة الاستثناء في مرحلة الذهاب من الموسم الجاري، لأنه لم يتمكن من حصد أي نقطة على مدار 15 مباراة خاضها، حيث انهزم في كل اللقاءات، ليلازم الصف الأخير، ويبقى بمثابة الحارس الأمين للقافلة من الخلف، وبرقم قياسي من الهزائم المتتالية. نجح اتحاد سدراتة في حصد أكبر عدد من الانتصارات خارج قواعده، وذلك بعودته بالزاد كاملا في 6 سفريات من بين الثمانية التي كانت له في الذهاب، بينما لم يتمكن فريقان فقط من تذوق نشوة الفوز بعيدا عن الديار، ويتعلق الأمر بنجم تاملوكة وأولمبي الطارف. شهدت مرحلة الذهاب فوز الفرق المحلية في 64 مقابلة، بينما تمرد الزوار على كرم الضيافة في 33 مناسبة، مع تسجيل التعادل في 23 مباراة، وقد سجل المحليون 194 هدفا، في حين هز الضيوف الشباك في 104 مرة، لتكون حصيلة الهجوم 298 هدفا، ليبلغ معدل التهديف 2,47 هدفا في كل لقاء. أكبر حصيلة من الأهداف كانت في الجولة 15 والأخيرة من مرحلة الذهاب، بتسجيل 28 هدفا، في حين كانت الجولة 13 الأضعف هجوميا، باهتزاز الشباك 14 مرة. عرفت الجولة السابعة تحقيق 6 انتصارات للزوار، وقد خلت الجولتان الرابعة والسادسة من فوز الضيوف، بينما كانت أكبر حصيلة من التعادلات في الجولتين 4 و15 بثلاثة تعادلات في كل محطة. ص / ف مدرب اتحاد سدراتة السعيد مرزوق للنصر مشوارنا يحفزنا ويؤهلنا للارتقاء اعتبر مدرب اتحاد سدراتة السعيد مرزوق، التتويج باللقب الشتوي بمثابة مؤشر ميداني على قدرة الفريق على تجسيد حلم الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، وأكد بأن مشوار مرحلة الذهاب كان جد إيجابي، لكن المنعرج الأهم يبقى حسبه « في النصف الثاني من الموسم، لأن كل فريق سيلعب جميع أوراقه، سواء في مسعى تحقيق الصعود، أو تفادي السقوط، وهي رهانات مختلفة، إلا أنها ترفع من قيمة النقاط». وأشار مرزوق في دردشة مع النصر، إلى أن مستوى بطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة، ارتفع هذا الموسم مقارنة بما كان عليه في المواسم الفارطة، وصرح في هذا الشأن قائلا: « تواجد عدة فرق سبق لها اللعب في القسم الأعلى ساهم بشكل كبير في الرفع من المستوى الفني للبطولة، كما أن سريع البوني استثمر في صعوده، وظهر كواحد من أقوى الفرق، دون تجاهل الزبائن التقليديين لهذا القسم، في صورة وفاق تبسة، بئر بوحوش، برحال وهيليوبوليس». وفي تعليقه على الإنجاز المحقق وسر هذا النجاح رد مرزوق بالقول: «اتحاد سدراتة يبقى من أبرز أطراف معادلة الصعود في جهوي عنابة، وتواجدنا في الصدارة لم يكن هدية تلقيناها، بل ثمرة عمل جاد نقوم به، لأننا عرفنا كيف نتعامل مع العقبات التي اعترضتنا، خاصة بعد الفوز في البوني و«البوليس»، لكن فارق نقطتين لا يكفي للاطمئنان على تأشيرة الصعود، بل إننا نسعى لمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، وعدم التنازل عن عرش الصدارة إلى غاية تجسيد الحلم الذي ظل يراود الأنصار، خاصة وأننا نمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة». وختم مرزوق حديثه بالتأكيد، على أن منعرج اتحاد سدراتة في سباق الصعود سيكون مع بداية النصف الثاني من البطولة، لأننا حسب تصريحه « سنخوض 3 مباريات حاسمة ومصيرية، ونتائجها كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر، وحساباتنا مبنية على ضرورة التمسك بالصدارة عند الثلث الأخير من الموسم، وبالتالي فإننا سنعمل على تسيير المشوار مقابلة بمقابلة، في ظل محدودية التعداد، والنتائج المسجلة تعد من ثمار روح المجموعة».