وضعت الجزائر «باللون الأزرق», مشروع قرار مجلس الأمن المتعلق بالوضع في غزة, سيعرض على تصويت أعضاء الجهاز الأممي، الثلاثاء. ويدعو مشروع القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة, الذي يتعرض إلى عدوان صهيوني همجي منذ السابع أكتوبر الماضي. يصوت مجلس الأمن الدولي غدا الثلاثاء، بناءً على طلب الجزائر، على مشروع قرار يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية» في قطاع غزة، وتأتي الخطوة إثر القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في نهاية يناير الماضي، ودعت فيه الاحتلال الصهيوني إلى منع أيّ عمل محتمل من أعمال «الإبادة الجماعية» في غزة، حيث أطلقت الجزائر مشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار جديد يدعو إلى إرساء هدنة في غزة. وقد وضعت الجزائر النسخة الجديدة باللون الأزرق أي بصيغة غير قابلة للتعديل من قبل أعضاء مجلس الأمن، وطلبت الجزائر أن يصوّت مجلس الأمن الثلاثاء على النص بصيغته الراهنة. وبحسب ما أوردته إعلامية بشأن النسخة الأخيرة لمشروع القرار، فإنّ مجلس الأمن يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية تحترمه جميع الأطراف»، ويرفض مشروع القرار «التهجير القسري للسكّان المدنيّين الفلسطينيين»، ويدعو إلى وضع حدّ لهذا «الانتهاك للقانون الدولي» . وقبيل بضعة أيام، قال السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة، رياض منصور: «نعتقد أنّ الوقت حان لكي يتبنّى مجلس الأمن قراراً بشأن وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية». ويحتاج أي مشروع قرار في مجلس الأمن إلى تسعة أصوات على الأقل لتبنّيه، شرط ألّا تستخدم أي من الدول الأعضاء دائمة العضوية حق النقض ضده. الدول الإفريقية العضوة بمجلس الأمن تدعم الجزائر وأبدت عديد الدول والمجموعات القارية والدولية دعمها للمبادرة التي قامت بها الجزائر على مستوى مجلس الأمن، حيث أكدت مجموعة الدول الإفريقية العضوة بمجلس الأمن الأممي، التي تضم الجزائر وسيراليون والموزمبيق. دعمها لمشروع القرار الذي بادرت به الجزائر لتفعيل التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية بغية فرض وقف العدوان الصهيوني ووضع حد للإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الشقيق. وقبل ذلك اتفقت الجزائروجنوب إفريقيا، خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية، أحمد عطاف مع نظيرته من جنوب إفريقيا ناليدي باندور، الجمعة الماضي، على استكمال الجهود والمساعي المشتركة لتفعيل التدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية بشأن الحرب على غزة، والعمل على وقف العدوان الصهيوني وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة إلى داخل قطاع غزة. وبحث عطاف مع نظيرته من جنوب إفريقيا، تطورات العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وذلك على هامش أشغال الدورة العادية ال44 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا. وذكر بيان للخارجية الجزائرية، أن الجانبين اتفقا على مواصلة الجهود التي تمثل تكاملاً بين المساعي القضائية لجنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية مع جهود الجزائر الدبلوماسية بمجلس الأمن الأممي بغرض تفعيل التدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية. وشدد الوزيران، على ضرورة الاستمرار في هذه الجهود حتى «تحقيق الأهداف المشتركة المُتمثلة في وقف العدوان الصهيوني وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة بدون أية عراقيل والدفع إلى تسوية دائمة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية». كما أبدت الدول الاسلامية دعمها لمبادرة الجزائر، حيث أكد الإعلان المنبثق عن أشغال الاجتماع ال50 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي احتضنتها قسنطينة، نهاية الأسبوع الماضي، دعم مساعي الجزائر في إطار عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي ولا سيما طلبها الأخير من مجلس الأمن لتعجيل العمل على تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية بشأن غزة. وأشاد الإعلان المنبثق عن الاجتماع ب "الجهود المتواصلة التي تقوم بها الجزائر لنصرة ومؤازرة القضية الفلسطينية". وأبدى المشاركون دعمهم لمساعي تمكين الدولة الفلسطينية من العضوية الكاملة في هيئة الأممالمتحدة، مؤكدا في ذات السياق رفضه "القاطع" لتهجير الفلسطينيين. وفي سياق دعم الدول الإسلامية للمساعي الجارية في أورقة الأممالمتحدة لصالح فلسطين، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لجمهورية تركيا، فؤاد أوكتاي الذي زار الجزائر، عن مساندة بلاده للجهود التي تبذلها الجزائر في إطار عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي، من أجل وضع حد للمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق سكان قطاع غزة. وفي تصريح له عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قال أوكتاي إنه تم خلال هذا اللقاء، التطرق إلى "السبل الكفيلة بالتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة"، مضيفا بهذا الخصوص: "لقد أبلغت الرئيس تبون رسائل من نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، حول هذا الموضوع، كما تلقيت من طرفه رسائل لتبليغها إلى الرئيس أردوغان". وتابع قائلا: "ندعم جهود الجزائر في إطار عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي، ونؤكد على العمل المشترك لحل هذه القضية"، وأبرز أن "هدفنا مشترك وهو وضع حد للمجازر المرتكبة من قبل الكيان الصهيوني والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتواصل تدفق المساعدات الإنسانية مع التطبيق الفوري لقرارات محكمة العدل الدولية وإدانة المتهمين بجرائم الحرب، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، وكذا التوصل إلى حل سلمي ونهائي يضمن الاعتراف بدولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". كما أعلنت إيران من جانبها دعم مساعي الجزائر، خلال مكالمة هاتفية جمعت وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان. وأفاد بيان لوزارة الخارجية، أن الطرفين، تطرقا إلى تطورات حرب الإبادة المتواصلة على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وجهود التعبئة الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر لصالح القضية الفلسطينية في إطار مجلس الأمن.