احتفى العالم، أمس، باليوم العالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، أو كره الإسلام أو إرهاب الإسلام، في محاولة للفت النظر لهذه الظاهرة الخطيرة التي أخذت أبعادا عالمية وظلت تتفاقم تباعا بمختلف مظاهرها السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية وغيرها، على مستوى المجال العام أو أماكن العمل أو في الفضاء الافتراضي، وحشد الجهود للتصدي لها على مستوى التشريعات العالمية والوطنية بقوانين رادعة وإجراءات سياسية تحول دون استمرارها؛ باعتبارها منتهكة لحقوق الإنسان ومشجعة على خطاب الكراهية والتمييز المحظور دوليا باتفاقيات ذات صلة، ومقوضة لأسس التعايش السلمي بين الأديان والثقافات. وبهذه المناسبة قدمت الأممالمتحدة تعريفا لكراهية الإسلامي عبر موقعها جاء فيه: (كره الإسلام أو كراهية الإسلام أو ما تعرف ب: "الإسلاموفوبيا"هي الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدي إلى الاستفزاز و العداء و التعصب بالتهديد وبالمضايقة و بالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت. وتستهدف تلك الكراهية بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني الذي يتجاوز تلك الأطر إلى عنصرية بنيوية و ثقافية الرموز هذا التعريف والعلامات الدالة على أن الفرد المستهدف مسلما.) ورأت المنظمة بعد إيرادها هذا التعريف أنه يؤكد على (الصلة بين المستويات المؤسسية لكراهية الإٍسلام ومظاهر مثل تلك المواقف التي يؤجهها بروز هوية الضحية المسلمة المتصورة. ويفسر هذا النهج أيضًا كراهية الإسلام بوصفها شكل من أشكال العنصرية، حيث يُنظر إلى الدين و التقاليد و الثقافة الإسلامية على أنها "تهديد" للقيم الغربية). وفي ظل واقع كهذا يجد المسلمون أنفسهم أمام حتمية التصدي للظاهرة على مختلف الصعد والمستويات لاسيما على مستوى المنظمات والهيئات الإسلامية والحقوقية، وقد أسهمت وما تزال تسهم منظمة التعاون الإسلامي في التصدي لهذه الظاهرة عالميا من خلال هيكلها التنظيمي العام أو من خلال بعض المؤسسات والمراكز التابعة لها على غرار مجمع الفقه الإسلامي ومرصد الإسلاموفوبيا، ففي ضوء ما تتلقاه من تقارير وتوصيات من هذه المؤسسات وغيرها تبادر إلى اتخاذ إجراءات والتعبير عن مواقف سياسية وقضائية تنصف ضحايا هذه الظاهرة لاسيما في مناطق الأقليات المسلمة المستدف الأول بهذه الكراهية ومظاهرها المادية والأدبية في الشرق لاسيما في بعض الدول الأوروبية والأمريكية والأسيوية . حيث تظهر بين الفينة والآخرة سلوكيات تعكس تفشي وتفاقم هذه الظاهرة، على غرار الاعتداء على بعض المسلمين قتلا وضربا وتهجيرا وترويعا، أو حرق وتدنيس بعض المساجد أو التنمر أو تقييد حقوق المسلمين في العبادة والتمييز بينهم في أماكن العمل والدراسة، أو من خلال ما يرفع أحيانا من شعارات معادية لهم لاسيما من قبيل اليمين المتطرف، عبر منابره السياسية و أذرعه الإعلامية التقليدية والافتراضية، مشحونا بمخيال ذي خلفية ثقافية تاريخية لم تتخلص بعد من تصورات العصر الوسيط وفتنة الحروب الصليبية، وقد امتد كره الإسلام والمسلمين والاعتداء عليهم إلى الواقع الافتراضي حيث يتعرضون لأذى معنوي وتنمر وسخرية وغيرها. وقد سبق لمجمع الفقه الإسلامي أن دعا في قرار سابق له إلىضرورة التصدي لهذه الظاهرة في إطار استراتيجية تخطط لها الدول والمنظمات الدولية الإسلامية والمنظمات الممثلة للوجود الإسلامي خارج الديار الإسلامية تتضمن آليات وتدابير قوية تشمل النواحي الإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتكوين رسالة إعلامية واضحة للتعريف بالدين الإسلامي، وبيان الحقائق والمبادئ والقيم السامية التي يقوم عليها، مع نشرها بمختلف وسائل الإعلام والشبكة الدولية للمعلومات وتشارك فيها أجهزة الإعلام ذات التأثير الدولي. وضرورة التشاور والتنسيق بين مختلف الدول والمنظمات الدولية الإسلامية، لاتخاذ القرارات والقيام بالأعمال التي تراها مناسبة للرد على حملات التشكيك والإهانات التي توجه إلى الأمة الإسلامية ورموزها.ودعوة المجتمع الدولي إلى التعاون والتآزر مع الدول والمنظمات والشعوب الإسلامية في مقاومة هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، وإلى إشاعة ثقافة المحبة والتعاون بين الشعوب، ونبذ الكراهية والعنف، والتعاون على ما يحقق خير الإنسانية. لكنه بالمقابل دعا الأقليات المسلمة خارج ديار الإسلام إلى أن تكون رُسلًا للسلام والأمن وحمل رسالة الإسلام النقية إلى مختلف الأقطار والشعوب والابتعاد عن الممارسات والتصرفات المسيئة إلى الإسلام في تلك البلاد، مع التمسك بقيم ومبادئ الإسلام. وأهاب المجمع بالدول الإسلامية أن تمد هذه التجمعات بكل ما يعينها على فهم وتعلم أصول دينها، وبالمعلومات التي تجعلها على علم بما يجري في العالم الإسلامي، مع إنشاء هيئات تعمل على تقوية علاقاتها مع الأمة الإسلامية.ودعا إلى تأهيل الدعاة الذين يفدون إلى البلاد غير الإسلامية، لإتقان لغات تلك البلاد وتشجيع المؤسسات القائمة التي تُعنى بتأهيل الدعاة، أو تكوينها إن لم توجد، ليكونوا قدوة في عرضهم الإسلام سلوكًا وعلمًا ومعاملة. وبناء العلاقة مع الآخر على أساس الاحترام المتبادل وتبليغ رسالة الإسلام النقية، من أجل تفاهم متبادل والتوعية لذلك في المناهج التعليمية. وحمّل الكتّاب والمفكرين المسلمينقسطا من هذه المسؤولية فدعاهم إلىحصر الكتابات والمؤلفات التي تناولت هذه الظاهرة، وحثّ المفكرين المسلمين الذين يجيدون اللغات الأخرى للاتصال بالآخر والحوار معهم والعمل على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج. وهذه القرارات تشكل مشروعا متكاملا متوسط وبعيد المدى للتصدي لهذه الظاهرة، بشكل شمولي على المستوى السياسي والإعلامي والفكري والتربوي والدعوي، ولم يشأ أن يكون تنفيذ هذا المشروع قاصرا على المؤسسات الرسمية بل كلف به كل المسلمين، كل في مستوى تخصصه ومكان تواجده، فردا كان أو جماعة كما يقوم مرصد الإسلاموفبيا بعمل كبير من خلال ما يقدمه من تقارير دورية يعرض فيها مستجدات الظاهرة وأماكن تناميها بلغة الأرقام ويعرض العوامل المسببة لتفاقمها كل مرة، والتوصيات التي يراها مناسبة للتصدي للظاهرة وتصحيح صورة الإسلام في الخارج؛ لاسيما على مستوى المنظومات الفكرية والتربوية والإعلامية. ع/خ الأمين العام للأمم المتحدة: نشهد موجة متصاعدة من الكراهية والتعصّب ضد المسلمين وجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الإسلاموفبيا نشرتها الأممالمتحدة في موقعها الإلكتروني جاء فيها: (أتى اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام في وقت نشهد فيه موجة متصاعدة من الكراهية والتعصّب ضد المسلمين في كثير من أنحاء العالم. وهناك تمييزٌ مؤسسي وأشكال أخرى من العوائق التي تنتهك حقوق الإنسان والكرامة الواجبة للمسلمين. وبسبب ما يُطلق من خطاب يحضّ على الانقسام وما يجري من تصوير للمسلمين بغير حقيقتهم، توصم مجتمعات بأسرها. وما يُبثّ من خطاب كراهية على الإنترنت يؤجّج العنف في الحياة الحقيقية. وقسم كبير من هذا الاتجاه المثير للجزع إنما هو جزء من نمط أشمل يتم في إطاره الهجوم على الجماعات الدينية والشرائح المستضعفة، بما في ذلك اليهود وطوائف الأقلية المسيحية وغيرهما. ويجب علينا أن نقف في وجه التعصّب بجميع أشكاله وأن نجتثّه من جذوره. ويجب على القادة أن يدينوا الخطاب التحريضي المؤجج للنعرات وأن يحموا الحرية الدينية. ويجب على المنصات الرقمية أن تطبّق ضوابط على المحتوى الذي يحضّ على الكراهية وأن تحمي المستخدمين من المضايقات. ويجب على الجميع أن يتّحدوا لمكافحة التعصب والتنميط والتحيّز. فلنلتزم معا بتشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وإقامة مجتمعات شاملة لجميع الناس يعمّها السلام والعدل). فتاوى llهل تفطر إبرة التطعيم الصائم خلال رمضان؟ إن كانت هذه الإبرة بمثابة مغذي للجسم فهي تعتبر مفطرة، فإذا استطاع أن يحقن بها جسمه في غير نهار رمضان فليفعل وإن أوجب عليه الطبيب تناولها في نهار رمضان، فليفطر وعليه القضاء.أما إذا لم تكن هذه الإبرة مغذية بمثابة تخفيف للألم أو إزالته فهي غير مفطرة وصيامه صحيح. llما حكم من لم تكن تصوم دينها وذلك لعدم علمها بذلك؟ حكم من لم تقض دينها أن تقدر ما أطرت وتشرع في القضاء وتفدي عن كل يوم إطعام مسكين، وتعزم التوبة. موقع وزارة الشؤون الدينية في مدرسة رمضان (3) رمضان يخفف وطأة الإسلاموفوبيا تكرست عادة حسنة في بعض الدول الغربية مع قدوم شهر رمضان من كل عام حيث تقوم بعض كبرى المساحات التجارية ونقاط بيع بعض المؤسسات الإنتاجية على الإعلان عن تخفيضات في منتجاتها؛ لاسيما المنتجات والسلع الغذائية، لصالح المسلمين، لتشترك معهم بشكل غير مباشر في فرحة الصيام وتخفف عنهم تكاليف ما قد يقتانونه عادة من مواد زائدة عما كانوا يقتانونه خارج هذا الشهر الكريم. كما درج بعض زعماء دول غير مسلمة على استقبال ممثلين عن مواطنيهم المسلمين وبعض الجاليات المسلمة بدولهم في قصورهم وإقامة فطور جماعي معهم، بل إن بعض المواطنين بمعية رؤساء بعض البلديات أقاموا للمسلمين فطورا جماعيا في الفضاء العام، والبعض خصص مساحات عمومية للمسلمين للفطور وإقامة صلاة التراويح جماعة، ناهيك عن مشاهد مرافقة المسلمين في صيامهم في المنافسات الرياضية وفي بعض وسائل الإعلام، وغيرها من المبادرات التي لقيت استحسان المسلمين وأشعرتهم بقوة رباط المواطنة في تلك الدول وقيم التعايش السلمي. وهذه المبادرات السنوية -وإن تقلصت هذا العام- تخفف من ظاهرة كراهية الإسلام والخوف أو التخويف منه؛ أو ما يعرف بالإسلاموفوبيا؛ لأنها تطبّع علاقة المسلمين مع محيطهم الاجتماعي والسياسي هناك، وتفسح لهم فرص التقرب من عموم الساسة والمواطنين غير المسلمين لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام، تلك الصورة المشرقة التي تتجلى بعض مظاهرها في التسامح والحوار والتعايش والتضامن، وتصحيح النظرة السلبية المأخوذة عنهم في المخيال الغربي، فعلى موائد الإفطار تفتح نقاشات وحوارات وتظهر سلوكيات وتبرز مواقف من قبل المسلمين في حضور غيرهم، كي تزيل عنهم كل تخوف أو كره غير مبرر للمسلمين ونؤلف قلبه تجاه الإسلام، فكثيرا ما تسهم مثل هكذا لقاءات وفضاءات حوار في تجسير الهوة بين المسلمين ومخالفيهم وتسد المنافذ عن كل من يدس في الرأي العام الغربي سموما ومغالطات لإدامة التوتر في العلاقات، وتبرير استمرار ظاهرة كراهية الإسلام وتناميها؛ لأن بعض المتآمرين يخدمهم بقاء المتهم الضحية بعيدا عن محيطه الاجتماعي؛ بل يعمل على تعميق الهوة ليتمادى في تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتعتيم رؤية الإسلام على حقيقته أو حجب الرؤية نهائيا. لكن اجتماع المسلمين في رمضان مع غير المسلمين سيمكنهم من الدفاع عن أنفسهم بطريقة حضارية مدنية، ودفع سوء الإسلاموفبيا بالحسنى،وتسفيه آراء وشعارات ومقولات مروجيها، بطريقة تتجلى في السلوك أكثر من تجليها في الأقوال، وذلك مصداق قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: 96] وقوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]. ع/خ بعد ازدياد في الأحداث المعادية للمسلمين بريطانيا ترصد 150 مليون دولار لمواجهة الظاهرة تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم 150 مليون دولار لحماية المجتمعات المسلمة وسط تصاعد ظاهرة «الإسلاموفوبيا» ووعدت بمزيد من الإجراءات لمعالجة التطرف. واستنادا لوسائط إعلامية فقد قالت الحكومة إن التمويل الجديد، سيتم استخدامه لحماية المساجد والمدارس الدينية الإسلامية والمراكز المجتمعية الأخرى.وأفادت مجموعة «تل ماما» التي تراقب الأحداث المعادية للمسلمين، الشهر الماضي، بأن هناك زيادة بنسبة 335% في الحالات منذ هجوم 7 أكتوبر. وشدد وزير الداخلية على أن «الكراهية ضد المسلمين ليس لها مكان على الإطلاق في مجتمعنا. ولن نسمح باستخدام الأحداث في الشرق الأوسط كذريعة لتبرير الانتهاكات ضد المسلمين البريطانيين».وأظهر استطلاع أجري في وقت سابق أن 29% من البريطانيين يعتقدون أن المحافظين لديهم مشكلة مع «الإسلاموفوبيا».