كرّست مخلفات الجولة 22 لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، جدلية الصراع الثنائي، من أجل انتزاع تأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الجهات بين آمال العلمة والملعب السطايفي، بعد نجاح كل فريق في الخروج من هذه المحطة بالزاد كاملا، الأمر الذي مدّد «السيسبانس» بخصوص هوية البطل، مع حيازة «لوناب» على أفضلية لكسب الرهان، بالنظر إلى هامش المناورة الذي تحوزه، في الوقت الذي احتدم فيه التنافس على مستوى القاعدة الخلفية لتفادي المكوث في قاعة الانتظار، مع دخول اتحاد عين الحجر «الغرفة»، بتدحرجه إلى الصف ما قبل الأخير، إثر انتفاضة نجم القرارم وبدرجة أقل «الرحمونية» بإقليم ولاية جيجل. بقاء دار لقمان على حالها في قمة الهرم جاء في أعقاب نجاح آمال العلمة في استغلال ورقتي الأرض والجمهور لتحقيق الأهم أمام الجار اتحاد عين الحجر، وبثلاثية تداول على توقيعها كل من سرسوب، نوار وجمعيون، والفوز الذي كان منتظرا، ومكن «لوناب» من مواصلة المشوار دون هزيمة، مع المحافظة على فارق 5 نقاط في الصدارة، مادام الوصيف الملعب السطايفي كسب بدوره الرهان، ولو خارج الديار، بعين ولمان، أين تخطى عقبة النجم المحلي بهدفي بوحناش ومراح، ليتمسك بذلك «الصاص» بحظوظه في الظفر بتأشيرة العودة إلى قسم ما بين الجهات، الذي كان قد غادره في مارس 2020، والحسابات مبنية على تدارك الفارق الحالي الذي يفصله عن قائد القافلة، لأن حالة التساوي في الرصيد النهائي تمنح الأفضلية للملعب السطايفي، بمراعاة فارق الأهداف المسجل في مرحلة الذهاب، كون التعادل حسم المواجهتين المباشرتين. أما على مستوى القاعدة الخلفية، فإن انهيار اتحاد عين الحجر بالعلمة أدخله غرفة الانتظار، لأنه تزامن مع عودة اتحاد أولاد رحمون بنقطة ثمينة من جيجل، حيث اقتسم الزاد مع شباب الطاهير، في مقابلة جانب فيها أبناء «الرحمونية» الفوز، لأنهم أخذوا الأسبقية بثنائية، لكن انتفاضة أهل الدار مكنتهم من التعديل بفضل مجوج، ومع ذلك فإن هذه النقطة مكنت الاتحاد من مد خطوة إضافية نحو بر الأمان، لأنها جسدت الاستفاقة المسجلة في الجولات الأخيرة، في حين تدارك نجم القرارم ما ضاع منه في المحطات الأربعة الماضية، وخطف الفوز في جيجل، بتخطيه عقبة شباب حي موسى بهدفي راهم. وفي نفس السياق، فإن شباب حمام السخنة صنع الحدث على طريقته الخاصة في هذه الجولة، لأنه تذوق نشوة الانتصار لثاني مرة هذا الموسم، وكان على حساب جيل منزل الأبطال، ببصمة صهيب قصير، صاحب الثنائية، وهو فوز جاء بعد 16 مباراة، لكنه كان عبارة عن بارود شرفي، لأن تشكيلة «الحمّام» حزمت الحقائب مبكرا، والصراع القائم حاليا يبقى من أجل تجنب المكوث في قاعة الانتظار، مع دخول اتحاد تالة إيفاسن ومستقبل بازر سكرة دائرة الحسابات، لأن صاحب المركز ما قبل الأخير سيضطر لترقب مصير شبيبة سكيكدة في قسم ما بين الجهات.