تشهد موانئ الصيد بالواجهة البحرية الشرقية في كل من سكيكدة، عنابة والطارف، إنزالا لسمك التونة الحمراء العملاقة، التي يتراوح وزنها بما بين 250 و 350 كلغ، الموجهة للتسويق محليا بالمسمكات والمساحات التجارية، ونظرا للوفرة، أصبحت تباع قبالة الشواطئ والأحياء الشعبية، من قبل صغار الصيادين والناشطين في المجال. وحسب ما رصدته النصر بعنابة، فإن سعر الكيلوغرام من شرائح التونة، يتراوح ما بين 1900 دج و 2200 دج، حيث تشبه عملية تسويقها بيع لحم البقر لحجمها الكبير، وتتطلب مهارات وعتادا خاصا لتقطيعها. ويُشير تُجار السمك، إلى ترقب نزول السعر إلى ما دون 1500 دج، نظرا لزيادة حجم الصيد يوما بعد يوم في هذه الفترة، كما أن أسعار اللحوم الحمراء المستوردة المنخفضة، ستؤثر على ثمن التونة الحمراء وتساهم في نزوله أكثر في فترة ذروة الصيد. وأكد صيادون للنصر، أن التونة الحمراء دخلت بقوة المياه الإقليمية مبكرا على غير العادة، حيث تزيد أعدادها وأسرابها نهاية شهر ماي إلى غاية جوان، وفي هذا العام، كان دخولها قبل الوقت. وتستوطن سمكة التونة في مياه البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، قبل أن تهاجر إلى النرويج وخليج المكسيك، لتستقر في خليج سرت بليبيا من أجل التكاثر هناك شهر أفريل إلى منتصف ماي، ثم يبدأ نشاطها شهر جوان إلى غاية جويلية موعد انطلاق حملة الصيد، حيث تعد السواحل الجزائرية منطقة عبور لها قادمة من ليبيا مرورا بتونس، ويكثر صيدها مع تزايد أعدادها في نفس الفترة قبالة سواحل عنابة، الطارف وسكيكدة. وتعد عملية صيد سمك التونة الحمراء بالسواحل الجزائرية، خارج الحصة التي تمنحها اللجنة الدولية، للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي "إيكات" والتي رفعت هذه السنة حصة الجزائر من صيد التونة الحمراء لسنة 2024، إلى 2046 طنا، حيث تتم عملية الصيد المحلي بطريقة تقليدية لا تعتمد على مطاردة الأسراب الكبيرة المتنقلة، ويتم اصطياد التونة التي تقوم برحلة التوقف بالسواحل الجزائرية الشرقية. واستقبلت وزارة الصيد البحري وتربية المائيات، 34 طلبا للمشاركة في حملة صيد التونة الحمراء لسنة 2024 حيث تم رفع قدرات الأسطول بخمس سفن إضافية، وكذا الموافقة على تعديل حصة الجزائر بزيادة 23 طنا كتعويض عن سنة 2023. كما تضمن مخطط الصيد الجديد للعام الجاري ولأول مرة، تسجيل مزرعة جزائرية لتسمين التونة الحمراء على مستوى ميناء هنين بتلمسان، حيث أعطت اللجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي "إيكات" موافقتها لإنشائها، مما سيسمح للجزائر بمباشرة عملية التسمين ابتداء من موسم الصيد القادم. في سياق متصل يوجد مشروع آخر لتسمين سمك التونة، يجري تسجليه على مستوى الساحل الشرقي، ويجري اختيار الموقع. وحسب المختص في صيد التونة الحمراء، خُضر عيسى، للنصر، الذي يشارك مند سنوات، في قيادة بواخر أثناء حملة الصيد بالمياه الدولية، الواقعة بين خليج سرت ومالطا، فإنه يتم تحويل التونة المصطادة في الأقفاص وإدخالها المزارع، لتبدأ عملية التسمين عن طريق تغذيتها بالسردين، وسمك "الكفال" المجمدين، ليتم جلب الأطنان منهما من موريتانيا ودول البلقان، وعادة ما تطلب شركات التربية اصطياد التونة كبيرة الحجم التي يتجاوز وزنها 100 كلغ ويصل وزنها بعد 4 إلى 6 أشهر من التسمين إلى 300 كلغ، وأنواع أخرى تتجاوز 500 كلغ للسمكة الواحدة بعد التسمين، وتكون أحسن فترة للتسمين في فصل الشتاء. وبعد انتهاء فترة التسمين، حسب المتحدث، يباع سمك التونة ميتا ومجمدا لشركات يابانية تستحوذ على السوق الدولي للتونة، أين تحول وتتم معالجة لحمها وبيعه في المزاد ومنه لحم التونة الموجه للتعليب، حيث يزود اليابان جميع مصانع العالم بالمادة الأولية للتونة من أجل تعليبها. وتتم عملية الصيد التونة حسب، خضر عيسى، بالبحث عن أسرابها بكاميرات وتقنية متطورة موجودة في السفينة، حيث يمكن عند رمي الشباك، صيد 1000 سمكة تونة دفعة واحدة، تحت مراقبة مشرفين محليين ودوليين، وبعد انتهاء عملية الصيد، تُسلم حية في أقفاص عائمة، إلى شركات مختصة في تسمين سمك التونة.