ستكون الأنظار مصوبة هذا الجمعة نحو الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم، المقررة بالعاصمة التايلاندية بانكوك، وهو الموعد الذي سيُصوّت خلاله الأعضاء على طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بعزل الاتحاد الصهيوني لكرة القدم من عضوية الفيفا، بسبب الجرائم الشنيعة المرتكبة ضد الأبرياء والعزل والرياضيين، منذ بداية العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي. وتقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بقيادة جبريل الرجوب قبل أيام، بمذكرة لهيئة جياني أنفاتينو لمحاسبة ومساءلة الاحتلال الصهيوني على انتهاكاته الشنيعة بحق الرياضيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة مجتمع كرة القدم بأعداد من استشهدوا من لاعبين ومدربين وحكام وإداريين، بالإضافة إلى البنى التحتية التي دمرت من ملاعب ومقرات أندية، وتحويل منشآت ومرافق رياضية إلى مقابر جماعية وساحات للاعتقال والتعذيب، وهو الطلب الذي سيعرض على أعضاء الجمعية العمومية للفيفا ( 211)، على أمل النجاح في إيقاف هذا الكيان الغاشم، واستبعاده من مختلف المسابقات الدولية، وهو الذي انتهك القوانين واللوائح، بعد الجرائم الفظيعة المرتكبة في حق الأسرة الرياضية الفلسطينية المستهدفة من طرف الآلة الصهيونية التي قتلت المئات ( 256 دون احتساب المفقودين تحت الأنقاض)، ودمرت عشرات المنشآت والمرافق الرياضية. ونشر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قبل أيام بيانا عبر موقعه الرسمي، بخصوص هذا المطلب، وجاء على النحو التالي: «إن هذا المشروع جاء بجهد حثيث من جانب اتحاد الكرة الفلسطيني مع مجموعة من الاتحادات الوطنية الشقيقة والصديقة، وينص على توفير كل أسباب القدرة والظروف الايجابية للاتحاد للعمل على تطوير الرياضة، ونشرها في كل أراضي دولة فلسطين، وعلى إخضاع الاتحاد الصهيوني لكرة القدم، للمساءلة والمحاسبة في الفيفا حسب الأنظمة والقوانين التي يجب أن تنطبق على أداء وسلوك هذا الكيان». وأعلنت عدة اتحادات عربية عن موقفها الداعم لطلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، من بينها الاتحاد الأردني الذي قاد رئيسه حملة لحشد الموقف الدولي ضد الاتحاد الصهيوني الذي لم يلتزم منذ بدء العدوان بمبادئ وأنظمة الاتحاد الدولي للعبة، وبات لزاما على الأعضاء عزله على جناح السرعة من عضوية الفيفا. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قد أوقفا سابقا منتخبات روسيا وأنديتها من جميع المسابقات والمنافسات الدولية، بسبب ما سمي بحرب أوكرانيا، وهو ما سيزيد الضغوطات على أعضاء الجمعية العمومية، خلال مؤتمر الفيفا للتصويت لصالح مقترح جبريل الرجوب الذي يرى أن «كونغرس» الفيفا ال74 محطة مناسبة لفضح ممارسات هذا الاحتلال الذي عاث فسادا في الأراضي المحتلة ولم يستثن أحدا بمن فيهم الرياضيين، بدليل أن الأسرة الرياضية الفلسطينية قد فقدت أعدادا معتبرة منذ انطلاق العدوان على قطاع غزة. صادي أمام فرصة فضح الكاف وتدويل قضية سوسطارة وكان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، قد سافر في الساعات القليلة الماضية، رفقة الأمين العام للفاف نذير بوزناد إلى العاصمة التايلاندية بانكوك، لحضور أشغال الجمعية العمومية للفيفا المقررة هذا الجمعة، ويعد هذا «الكونغرس» فرصة للرجل الأول في مبنى دالي ابراهيم لتعزيز مكانة الجزائر الدولية، واسترجاع هيبة الفاف، كما قد يكون هذا الموعد محطة مناسبة لتدويل قضية اتحاد الجزائر ونهضة بركان من خلال فضح ممارسات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي ضربت بكل اللوائح والقوانين عرض الحائط، في قضية القمصان المزورة ذات الدلالات السياسية، وهذا بعد أن باتت لعبة بين أيدي فوزي لقجع، ولئن كان الجميع في انتظار إنصاف المحكمة الرياضية الدولية «التاس»، بعد الشكوى التي أودعتها الفاف، ومثلها من طرف اتحاد الجزائر. جدير ذكره، أن «كونغرس» الفيفا يسمح للأعضاء المشاركين بإلقاء كلمة، وهو ما قد يفتح المجال أمام رئيس الفاف وليد صادي، لتدويل قضية اتحاد الجزائر.
