انطلاقة ايقاعية لمهرجان ديماجاز الدولي في الطبعة العاشرة انطلاقة باهتة عرفتها الطبعة العاشرة لمهرجان ديماجاز الدولي أمس الأول الخميس بالمسرح الجهوي بقسنطينة و الذي بقيت الكثير من مقاعده شاغرة، في الوقت الذي اشتكى فيه بعض الأوفياء للتظاهرة من نفاد التذاكر بنقاط البيع قبل الموعد، و بالتالي حرمانهم من سهرة فنية راقية بعطر الجاز المتبّل بالتأثيرات الموسيقية من شتى أنحاء العالم. و كانت السهرة الأولى لديماجاز إيقاعية بالدرجة الأولى لما شكلته آلات النقر التقليدية و العصرية محور الأطباق النغمية التي حملت بصمة مطوّع آلة الباتري الفرنسي ذو الأصول الجزائرية مراد بن حمو الذي أعرب عن فرحته بمشاركته بمهرجان دولي بمسقط رأس والدته التي رافقته في جولته الفنية إلى جانب تشكيلته «جاز ووركرز»التي أمتعت الجمهور في الجزء الأول من السهرة الفنية التي استمرت إلى حوالي منتصف الليل قبل ترك المكان للتشكيلة الثانية تحت إشراف مايسترو الطبول الفولاذية»ستيل درام» أو «ستيل بان» الذي يعدّ أحد أهم سفرائه في العالم الفنان الأمريكي «آندي ناريل» و تشكيلته الخماسية. و لم تعرف السهرة الأولى تدافعا بمدخل الركح كما في الطبعات السابقة، و هو ما عكس التنظيم المحكم للطبعة العاشرة التي شهدت تكريم وزارة الثقافة للراحل عادل مروش أحد المبادرين و الناشطين في مهرجان ديماجاز منذ بدايته، قبل فسح المجال للموسيقى لتقول كلمتها في أمسية غلب عليها إيقاع الطبول بكل أنواعها «باتري» ، «كونغا» «كاجون» التي ميّزت أغلب المقاطع المختارة من قبل مراد بن حمو و تشكيلته التي اختار لها أن تكون سداسية هذه المرة بانضمام صديقه قارع الطبول الماهر»جون لوك دي فرايا» الذي أضفى لمسة خاصة على السهرة المعطرة بعبق الجاز المنصهر بتناغم كبير مع مختلف ألوان العالم،و بالأخص الألوان الإفريقية و أمريكو- لاتينية، مضيفا مهاراته الإبداعية إلى مهارات خماسية بن حمو المعهودة بعناصرها فابيان ماري(ترامبيت)،دافيد سوازي(ساكسوفون)، بيير كريستوف(بيانو) و فابيان ماركوس(كونتريباس)، مما زاد من سحر المواضيع النغمية المنتقاة من قبل بن حمو و الذي حاول من خلالها اختزال ثراء ثقافته الموسيقية المستوحاة من جذوره الإفريقية في مقاطع موسومة»كارافان»، «هوم إز أفريكا»، سمارت سيت»... و التي ميّز أغلبها التواطؤ و التناغم الكبير بين قارعي الطبل و الباتري تارة و عازفي الآلات النحاسية الذين نقلا الحضور إلى عدة محطات الجاز سواء الكلاسيكي أو بتأثيراته الحديثة تارة أخرى. و إن كانت أغلب المقاطع صاخبة فإن الفنان مراد بن حمو حرص مرارا على تهدئة اللعب قليلا كما قال من خلال عزف مقاطع هادئة كتلك الذي قدمها لروح صديقه الراحل «والتر باركينس»الذي غيّبه الموت عام 2005و التي تحمل عنوان «باركس سناير». و لم يقل الجزء الثاني من السهرة الفنية حماسا عن جزئها الأول حيث نجح سفير «الستيل بان»آندي ناريل في حمل الجمهور إلى عالم الموسيقى الفولاذية و متعتها الخاصة التي لا تقل عن متعة الآلات الوترية من حيث نوعية الأصوات الحادة و المضخمة، و بدا ذلك جليا من خلال الانسجام الكبير بين معزوفات آندي ناريل و عازفة البيانو جانيسات ماك فارسن» أكثر من باقي عناصر فرقته الخماسية كلينلي مارت عازف آلة الباص، و جيرار كاروتشي (طبل و مختلف أدوات النقر الموسيقية كالبلوكس، ماراكاس، وود بلوكس المثلث المعدني...) و نيكولا فيكارو(باتري). و قدمت تشكيلة «ناريل» عددا من ألحانه الخاصة و مقتطفات من ألبوماته منها مقطع بعنوان «بيبي ستابس». و شهدت نقاط البيع اكتظاظا ملفتا على التذاكر و بشكل خاص تذاكر الإشتراك المحددة ب2000دج. هذا و قد تم تغيير برنامج سهرة أمس بعد اعتذار وريث مايلس دايفس عازف الترامبيت باولو فريزو بسبب إصابته بوعكة صحية. و الذي تم تعويضه بتشكيلة الفنان الإيطالي ستيفانو دي باتيستا. مريم/ب