نجوى كرم لأول مرة و الشاب مامي بعد 20 سنة غياب لأول مرة تغني نجوى كرم أمام جمهور وهران بمسرح الهواء الطلق في ثاني سهرة لاحتفالية خمسينية الإستقلال المتزامنة هذا العام و الطبعة الثانية لمهرجان الكرامة الذي يشرف على تنظيمه الديوان البلدي للثقافة و الفنون الذي سطر سهرات غنية بأطباق فنية متنوعة عربية و مغاربية و عالمية تليق باحتفال الجزائر بالذكرى الغالية لاسترجاع السيادة الوطنية . السهرة الأولى لمهرجان الكرامة التي أحياها الشاب مامي العائد لجمهوره بوهران بعد 20 سنة غياب ،بدأت بعرض شريط وثائقي مقتطف من العمل الفني الكبير "معركة الجزائر " خاصة لقطة إعدام الشهيد زبانا ،لتليها لقطات كتبت تاريخ الجزائر بعد الإستقلال و رصدت أهم اللقطات الحاسمة لمصير الأمة من طرف رؤسائها الذين تداولوا على تسيير شؤون الوطن .ثم تم عرض سكاتش من تنشيط الفكاهي حمزة الشهير باسم"يما مسعودة" و إبنه الصغير أعطى من خلاله درسا حول الحفاظ على الأمانة التي هي الجزائر و رمز سيادتها العلم الوطني حيث بمجرد رفعه من طرف الفكاهي حمزة حتى بدأت تقرع طبول النشيد الوطني "قسما" ليقف الجميع و يردد النشيد رغم أن الشريط كان يسمع إلا أن الوهرانيين أبوا إلا أن يؤدوه بأنفسهم و أنهوه بزغاريد دوت سماء وهران مصاحبة للألعاب النارية التي أعطت إشارة الإنطلاق الرسمي للاحتفالية التي ستدوم لغاية 8 جويلية . و مباشرة بعد كلمة الافتتاح التي ألقاها رئيس بلدية وهران حسام زين الدين نيابة عن رئيس الديوان البلدي للثقافة و الفنون المشرف على الاحتفالية السيد محمد عواد ،احتل ركح مسرح الهواء الطلق فرقة لعلاوي لسيدي بلعباس و التي تسمى "فرقة الوئام المدني " قدمت رقصات فلكلورية رسمت بها معاني الوئام المدني الذي أوصل للمصالحة الوطنية و جمع شمل الجزائريين و وحدهم حيث تجاوب الجمهور معها و كانت الحلوى التي رميت عليه هي جواب الفرقة و شكرها له .و كما كان منتظرا ،عاد الشاب مامي ليقف على ركح مسرح الهواء الطلق بوهران بعد 20 سنة من الغياب عنه حيث من هناك بدأ مجده الفني مع أغنية الراي خاصة في الثمانينات أين كان يقام مهرجان الراي بوهران .مامي غنى و رقص و أطرب الجميع بإعادة كوكتيل من أغانيه التي يحفظها الجمهور لحد الآن حيث كان في كل مرة يتوقف ليستمع للشباب وهم يرددون الأغنية معه بدأها بأغنية "ليام الزينة راحت وولات لينا" التي غناها مع المطرب القبائلي إيدير غداة خروج الجزائر من محنتها التي دامت أكثر من 10 سنوات ،ثم عاد مامي لرائعة "سعيدة بعيدة" و غناها على وقع أنغام الأكورديون الذي جلبه خصيصا لأدائها علما أن هذه الآلة الموسيقية هي أهم آلة في أغنية الراي الأصلية و لكنها اختفت مع الآلات الأخرى في ظل غزو التكنولوجيا التي اختزلت الموسيقى في علبة ريتمية . على مدار أكثر من ساعتين هز مامي مسرح الهواء الطلق الذي توافد عليه جمهور مقبول من حيث العدد ملأ كل المدرجات بما يقدر ب 3 آلاف شخص أغلبهم من العائلات التي أصرت لجنة التنظيم على ضرورة إعطائها الأولوية لدخول المسرح وسط تعزيزات أمنية مشددة حيث تجمع أفراد الأمن الوطني في كل شبر داخل و خارج المسرح تحسبا لأي طارئ لكن انتهت السهرة في جو هادئ أستمتع خلاله الوهرانيون و رقصوا على أنغام الشاب مامي و إسترجعوا لحظات من ذاكرة و تاريخ الجزائر . السهرة الثانية من مهرجان الكرامة ميزها صوت جبل لبنان القوي نجوى كرم التي تزور وهران لأول مرة بعد أن اعتذرت في اللحظات الأخيرة خلال الطبعة الثالثة لمهرجان الفيلم العربي حيث كانت مبرمجة لإحياء سهرة الاختتام رفقة مجموعة من الفنانين و لكنها غادرت الجزائر آنذاك من تيمقاد التي تعودت على حضور مهرجانها . وقد سطرالديوان البلدي برنامجا ثريا يضم كبار الفنانين العرب و العالميين مثل الكينغ خالد و كاظم الساهر و فرقة "جيبسيكينغ" الإسبانية كوكبة من المطربين و الفرق المغربية على رأسهم زينة الداودية .فيما ستشارك 19 دولة في الإستعراض الكبير الذي سيجوب شوارع وهران ليلة الرابع إلى الخامس من جويلية معلنا عن عظمة هذه الليلة التي استرجعت فيها السيادة الوطنية و ستكون فلسطين بفرقتها الفلكلورية أبرز الدول المشاركة في خمسينية الإستقلال التي رصد لها مبلغ يفوق 15 مليار سنتيم بوهران .