الجزائر (3) - البنين (1) الخضر يجتازون فخ السناجب ويعتلون الصدارة نجح المنتخب الوطني سهرة أمس في تحقيق الأهم و وحافظ على كامل الحظوظ في التأهل إلى مونديال البرازيل، بعد الفوز على المنتخب البنيني في مقابلة تأرجح فيها آداء التشكيلة الوطنية، و أسالت فيها « سناجب كوتونو « العرق البارد للجزائريين، ولو أن الخضر أكدوا بهذا الفوز بأن الإقصاء المبكر من « الكان « الأخير لم يكن سوى مجرد سحابة عابرة، مع تخطيهم الضغط النفسي الكبير الذي عاش تحت تأثيره اللاعبون و المدرب حليلوزيتش منذ العودة من جنوب إفريقيا، الأمر الذي مكن النخبة الجزائرية من استعادة نشوة الانتصار، و تصدر المجموعة مناصفة مع مالي في النصف الأول من المرحلة التصفوية، في انتظار الحسم في مصير التأهل فيما تبقى من التصفيات. مبعوث النصر: صالح فرطاس * تصوير: الشريف قليب المقابلة عرفت انطلاقة سريعة من الجانب الجزائري، لأن الناخب الوطني حليلوزيتش فضل الكشف عن أوراقه منذ البداية بحثا عن هدف مبكر، و ذلك بإعتماده على الثنائي جبور وسوداني في الهجوم ، مع المراهنة على فيغولي و براهيمي لتقديم السند اللازم للقاطرة الأمامية، إضافة إلى مساهمة الظهيرين مهدي مصطفى و غلام في البناء الهجومي، بفتح الأروقة في دفاع المنافس، وهي خيارات قابلها المنتخب البنيني بخطة دفاعية محكمة، لأن المدرب الفرنسي أموروس اكتفى بتجميع لاعبيه على مشارف منطقة الدفاع، في محاولة لسد كل المنافذ المؤدية إلى شباك الحارس فارنول، ولو أن هذا الأخير تحمل و دفاعه عبء المباراة منذ الوهلة الأولى، لأن الخضر تحكموا في زمام الأمور وفرضوا سيطرتهم على مجريات اللعب، وأهدروا فرصتين سانحتين عن طريق كل من جبور وسوداني، قبل أن ينجح فيغولي في ترجمة السيطرة إلى هدف السبق في الدقيقة التاسعة، بعد تلقيه تمريرة عرضية من النشط غلام على الجهة اليسرى. السيطرة الجزائرية على أطوار اللعب تواصلت، لكن التسرع وقلة التركيز، خاصة بالنسبة لجبور، تايدر، فيغولي و براهيمي حال دون النجاح في تسجيل هدف الإطمئنان، على إعتبار أن خطة حليلوزيتش كانت مبنية على التوغل على الجناحين والفتحات العرضية تارة، و الاعتماد على التمريرات القصيرة وسط الدفاع البنيني تارة أخرى، وهي الخيارات التي فتحت الثغرات في محور دفاع المنافس، لكن الحظ كان إلى جانب الحارس فارنول في بعض المناسبات، خاصة في الدقيقة 17 لما كان تايدر قريبا من مضاعفة النتيجة لولا براعة الحارس البنيني. النصف الثاني من المرحلة الأولى عرف تغييرا كليا في فيزيونومية اللعب، لأن العناصر الوطنية إنهارت من جميع الجوانب وفقدت تركيزها، وأصبحت تائهة فوق أرضية الميدان، خاصة بعد نجاح منتخب البنين في تعديل النتيجة في الدقيقة 26 ، إثر مخالفة مباشرة من على مشارف منطقة العمليات أسكن من خلالها المهاجم رودي ميشال الكرة في الركن الأيسر لمرمى مبولحي الذي أخطأ التمركز عند ضبطه الجدار البشري. هذا الهدف المباغث والذي جاء عكس مجريات اللعب أربك العناصر الوطنية، وجعلها تفقد كامل التركيز والتوازن، بدليل طغيان العشوائية في الأداء، وكثرة التمريرات الخاطئة على مستوى منطقة وسط الميدان، مع فقدان قديورة والعديد من زملائه للثقة في النفس، مما أعطى ثقة إضافية للاعبي منتخب البنين، الذين ناوروا ببعض المرتدات الهجومية التي هددوا بها مرمى مبولحي، وذلك بالاعتماد على القذف من خارج منطقة العمليات والفتحات العرضية الطويلة بعد التوغل على الجهتين اليمنى و اليسرى، في الوقت الذي إنهارت فيه العناصر الوطنية من الناحية البسيكولوجية، لأن فيغولي و براهيمي و تايدر كانوا أمام فرصة ترجيح الكفة من جديد، لكن المدافع سالومون جونيور أبعد كرة تايدر من على خط المرمى، و لو أن جبور أهدر كرة الشوط بعدما تخلصه من المراقبة على الجهة اليسرى، و إنفراده بالحارس البنيني الذي أنقذ مرماه من هدف محقق. بداية الشوط الثاني كانت لصالح منتخب البنين الذي كان أكثر جرأة وكان قريبا من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 47 بعد خطأ فادح فردي من بلكلام لكن المهاجم موريولا فوت على فريقه فرصة ذهبية، قبل أن تستعيد التشكيلة الوطنية توازنها بصفة تدريجية مع مرور الدقائق، لتأتي الدقيقة 60 بلحظة الفرج، عندما قدم تايدر كرة على طبق لسوداني الذي تعرض لعرقلة داخل منطقة العمليات، لكن الحكم الموريسي فضل ترك مبدأ الأفضلية بعد لحاق تايدر بالكرة فأسكنها بذكاء كبير في الشباك، محررا بذلك العناصر الوطنية و مفجرا فرحة كبيرة في المدرجات. نجاح الخضر في ترجيح الكفة من جديد مكن فيغولي ورفاقه من استعادة تركيزهم وتوازنهم، فكاد مجاني أن يسجل الهدف الثالث بعد تلقيه كرة ذكية من غلام إلا أن كرته اصطدمت بالقائم الأيمن، قبل أن يعمد حليلوزيتش إلى تعزيز منطقة الوسط بكوردي بديلا لبراهيمي، على اعتبار أن التفوق في الصراعات الثنائية كان لصالح منتخب البنين، بينما أقحم أموروس الهداف أوموتويوسي في محاولة للتدعيم القاطرة الأمامية، وهي التغييرات التي جعلت الدقائق المتبقية من عمر المباراة تشهد سيطرة طفيفة للمنتخب البنيني، مع اعتماد الخضر على المرتدات الهجومية، سيما بعد دخول سليماني، لتعرف الدقيقة 84 طرد الحارس فارنول بعد لمسه كرة سوداني باليد خارج منطقة العمليات، وفي الوقت الذي كانت المباراة تتجه نحو النهاية أكد سليماني حسه التهديفي بهدف رائع بعد كرة في العمق من تايدر وتفنن هداف بلوزداد بلوب جميل من هز الشباك، ورغم تضييع البديل جابو لهدف محقق في الدقيقة الأخيرة، إلا أن الثلاثية أسعدت الأنصار وحررت اللاعبين. قالوا قالوا قالوا قالوا ياسين براهيمي المباراة كانت صعبة وسعداء بهذا الانتصار عبر الوافد الجديد على بيت الخضر ياسين براهيمي عن سعادته الكبيرة بالانتصار المحقق أمام البنين، رغم إقراره بصعوبة المواجهة، خصوصا بعد أن تمكن الضيوف من معادلة النتيجة، وقال لاعب غرناطة الإسباني أنه اكتشف جمهورا جزائريا رائعا ساهم بشكل كبير في اعتلاء الخضر صدارة الترتيب مناصفة مع المنتخب المالي:» لقد كانت مواجهة صعبة للغاية، ولقد خلق لنا الضيوف صعوبات كبيرة، لا سيما بعد معادلتهم للنتيجة، ولكننا تمكنا بفضل النصائح المقدمة من الناَخب الوطني من العودة في النتيجة وتحقيق انتصار ثمين سيجعلنا نحضر للخرجتين القادمتين في أريحية». وأضاف براهيمي: « أما بخصوص الأجواء التي وجدتها بملعب مصطفى تشاكر فليس لدي ما أقول سوى أن الجمهور الجزائري أبهرني بتشجيعاته الكبير،ة وكان صاحب الفضل الكبير في تمكنا في العودة في النتيجة، وأنا أشكرهم بالمناسبة على حفاوة الاستقبال وأعدهم بأننا سنبذل قصارى الجهود في سبيل إسعادهم ومنحهم التأهل إلى الدور الأخير المؤهل لمونديال البرازيل». فوزي غلام الجمهور الجزائري رائع...رائع...رائع أعرب مدافع الخضر فوزي غلام عن سعادته الكبيرة بالفوز المحقق أمام منتخب البنين، على الرغم من صعوبة المأمورية أمام منافس عرف كيف يسير المباراة و تمكن من إنهاء المرحلة الأولى بالتعادل الإيجابي. و قال غلام :»حققنا فوزا ثمينا أمام منافس قوي جاء إلى الجزائر من أجل العودة بنقطة التعادل على الأقل، لكن في مثل هذه المباريات المهم هو حصد النقاط الثلاث، لقد تمكنا من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة وأعتقد أنها ستكون مفيدة لنا في المستقبل، وصراحة لقد اكتشفت اليوم جمهورا فريدا من نوعه وأقل ما يقال عنه أنه رائع...رائع...رائع». سعيد بكلام اللقاء لم يكم سهلا المهم كان تحقيق الفوز مهما كانت الطريقة، في جنوب إفريقيا قدمنا كرة جميلة و لعبا بطريقة جيدة، غير أن الحظ خاننا في تسجيل الأهداف، في هذه المباراة كانت الفعالية حاضرة في لقاء لم يكن سهلا. رفيق جبور المهم الفوز الفوز كان ضروريا في هذه المواجهة التي لم تكن سهلة أمام منافس خلق لنا بعض الصعوبات، المهم أننا حقنا الفوز الذي يسمح بمواصلة التصفيات بنفسية أريح، يبقى علينا أن نواصل على نفس النسق. اللاعبون اختاروا مجاني قائدا وأكدوا غضبهم من قديورة عكس ما كان متوقعا فإن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش فضل منح شارة القيادة إلى مدافع موناكو الفرنسي كارل مجاني، بدلا من متوسط ميدان نوتنغهام فوريست الانجليزي عدلان قديورة، خاصة في ظل عدم مشاركة القائد الأول للمنتخب الوطني مجيد بوقرة أساسيا، حيث أكدت لنا بعض المصادر من داخل المجموعة أن اللاعبين هم من كانوا وراء تفضيل مجاني على قديورة، بالنظر إلى أن التقني البوسني قد استشارهم في الموضوع ليلة المواجهة، وقد وقع الاختيار بالإجماع على مجاني الذي يحظى بمكانة خاصة لدى زملائه، خصوصا وأنه يعتبر من بين العناصر المنضبطة. اختيار اللاعبين للمدافع مجاني لحمل شارة القيادة على حساب متوسط الميدان عدلان قديورة، رغم أن الأخير يعتبر القائد الثالث للخضر بعد كل من بوقرة ولحسن يؤكد بأن رفاق فغولي لم يهضموا لحد الآن فعلة قديورة خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بجنوب إفريقيا، و الذي قالت بعض المصادر المطلعة من داخل معسكر الخضر أنه من كان وراء الإفشاء بزميلهم بودبوز، حيث تشير ذات المصادر أن قديورة متهم من قبل زملائه بنقل معلومات اللاعبين للناخب الوطني، وهو الأمر الذي جعلهم يصوتون لمجاني ليكون القائد البديل للاعب مهدي لحسن. مروان.ب المرض حرمه من التنقل إلى سيدي موسى روراوة يتصل بحليلوزيتش وينقل رسالة خاصة للاعبين لم يتنقل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة إلى مركز سيدي موسى كما عود عليه اللاعبين في كل التربصات السابقة، حيث أكد لنا مصدر من داخل المجموعة أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش على هامش اجتماعه بلاعبيه صبيحة أمس نقل لهم رسالة رئيس «الفاف»، و الذي أكد لهم أنه تعذر عليه القدوم إلى مركز سيدي موسى صبيحة المواجهة بسبب معاناته من المرض، ولكنه أصر على الاتصال بالتقني البوسني ليقدم له الدعم اللازم وليقوم بنقل رسالة خاصة للاعبين من أجل تحفيزهم على بذل قصارى الجهود في مباراة البنين، التي تعتبر جد مصيرية في تحديد مستقبل التشكيلة الوطنية العازمة على تحقيق التأهل إلى الدور الأخير من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل، وفي هذا الخصوص قال الناخب الوطني بالحرف الواحد للاعبيه:» لقد تعذر على رئيس الاتحادية محمد روراوة القدوم إلى سيدي موسى أو إلى ملعب التدريبات، لكنه اتصل بي و طلب مني أن أنقل لكم رسالته و هو يحيكم جميعا و يطالبكم بالفوز في مباراة البنين، كما أكد لي أنه يثق كثيرا في إمكاناتكم من أجل الإبقاء على حظوظ الخضر قائمة في تحقيق التأهل إلى الدور الأخير من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل، لقد أكد لي بأن هذه المباراة لا تقبل الخطأ، خصوصا وأنه يود مقاسمة منتخب مالي صدارة ترتيب المجموعة الثامنة قبل خرجتي البنين ورواندا». بورصاص . ر فغولي ذرف الدموع لحظة عزف النشيد الوطني ذرف نجم الخضر الأول سفيان فغولي الدموع لحظة عزف النشيد الوطني، في صورة معبرة تؤكد تعلقه بالألوان الوطنية،حيث كرر الصورة التي صنعت الحدث من قبل في «الكان» الأخيرة على هامش مباراة تونس، وهو الذي سبق و أن صرح أنه لن يدخر أي جهد من أجل تألق الخضر. تايدر و براهيمي وغلام رددوا النشيد الوطني أثبت الوافد الجديد على المنتخب الوطني سفير تايدر وطنيته و أن اختياره اللعب لمصلحة الخضر كان عن قناعة ، و أن الجزائر كانت اختيار القلب، حيث ردد النشيد الوطني و هو متأثرا، حاله حال كل من مدافع سانت ايتيان فوزي غلام و متوسط ميدان غرناطة ياسين براهيمي وهو الثنائي الذي شارك لأول مرة مع الخضر. أصداء .... أصداء ... أصداء تراجع سعر التذاكر في شوارع البليدة إلى عتبة 100 دينار جزائري قبل 5 ساعات من موعد إنطلاق اللقاء، لأن الأبواب ظلت مفتوحة في وجه المناصرين، و مئات التذاكر بقت بحوزة المتخصصين في « البزنسة» و الذين اقدموا على خفض الأسعار ، بعد إدراكهم بان السواد الأعظم من المشجعين تحصل على التذاكر مسبقا. وصلت الحافلة التي تقل المنتخب الوطني إلى ملعب تشاكر في حدود الساعة السادسة و 40 دقيقة مساء، و قد خصها المناصرون بتجاوب كبير، سيما و أن المدرب حليلوزيتش عمد إلى إدخال لاعبيه مباشرة إلى الملعب من أجل الوقوف على الجواء التي يصنعها الأنصار في المدرجات، و قد دوت عبارة « وان، تو ، ثري « الملعب، و هتف الأنصار مطولا بحياة بوقرة، فيغولي و بقية العناصر، من بينها الوافدان الجديدان تايدر و براهيمي. فضل الناخب الوطني ترك اللاعبين يتبادلون التحية مع الجماهير عند دخولهم أرضية الميدان من أجل المعاينة الأولية، و ذلك في محاولة منه لتحرير مجاني و رفاقه من الضغط النفسي المفروض عليهم، حيث بقيت العناصر الوطنية قرابة 5 دقائق مجتمعة في الدائرة المركزية، بينما ظل حليلوزيتش على حافة الميدان مركزا على المباراة. حمل كارل مجاني شارة قيادة المنتخب لأول مرة في مقابلة رسمية بعدما كان قد تولى قيادة التشكيلة في مباراة ودية ضد جنوب إفريقيا شهر جانفي المنصرم، رغم ان كل المعطيات كانت ترشح عدلان قديورة لخلافة مدحي لحسن في قيادة المنتخب، غير أن حليلوزيتش فضل منح شارة القيادة لمجاني. حاول المدرب حليلوزيتش المحافظة على تركيزه عند دخول العناصر الوطنية إلى أرضية الميدان من أجل المعاينة، حيث رفض الرد على هتافات مجموعات الأنصار، إلا أن جماعة كانت تجلس بالمدرجات المغطاة عرفت كيف تفك شفرة صمت « الكوتش فاهيد « عندما أقدمت على مداعبته بتسمية « عمو خليل «، الأمر الذي كان كافيا لدفعه إلى الرد بإبتسامة عريضة و تحية للمناصرين. كلف رئيس الفاف محمد روراوة كل من وليد صادي و عبد الحفيظ تاسفاوت بشؤون المنتخب في هذه المقابلة، لأن روراوة كان منشغلا ب « كان « الأواسط في وهران و عين تموشنت، و قد إلتحق يوم الأحد الماضي بالعاصمة، لكنه لم يلتحق بمعسكر « الخضر « في مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى. عاين طاقم التحكيم الموريسي أرضية الميدان قبل ساعة و 45 دقيقة من الموعد المحدد لإنطلاق المباراة، و لو أن الحكم الرئيسي سيشرون رانجيندار بارساد سبق له زيارة الجزائر قبل سنتين، لما أدار لقاء المنتخب الوطني ضد المغرب بملعب عنابة في إطار التصفيات المؤهلة إلى « كان 2012 «. حظي المنتخب البنيني بإستقبال حار من طرف الجمهور الجزائري، لأن العناصر البينينية و بمجرد دخولها ارضية الميدان وجدت الترحاب و التصفيق في المدرجات، و لو أن الجماهير الجزائرية توعدت منتخب البنين بثلاثية نظيفة. كان المدافع مجيد بوقرة ضيفا مميزا في ملعب البليدة، لأن المدرجات إهتزت عن آخرها بمجرد أن دخل « الماجيك « أرضية الملعب، حيث هتف آلاف المناصرين مطولا بإسمه، معربين عن فرحتهم بتواجده ضمن التعداد، و هو ما وخز مشاعر بوقرة الذي تأثر من التضامن الكبير للجمهور الجزائري معه، إذ بادلهم التحية و شكرهم على الإحترام الكبير الذين يكنونه له. ظلت المدرجات التي خصصها المنظمون لأنصار المنتخب البنيني شبه شاغرة، لأن اللجنة المنظمة تركت جناحا بنحو 1500 مقعد على الجهة اليمنى للمنصة الشرفية لمناصري منتخب البنين، لكن هذا الجناح لم يستقبل سوى 20 مناصر بنيني قدموا إلى البليدة، من بينهم بعثة رسمية من الإتحاد البنيني كانت حاضرة بمدينة وهران برفقة منتخب الأواسط الذي أقصي من الدور الأول من « الكان «. سجلت الصحافة البينينية حضورها بملعب مصطفى تشاكر بوفد يتشكل من 13 إعلاميا تحصلوا على الإعتماد الرسمي، من بينهم مبعوثان الصحافة المكتوبة ،و البقية وفد من الإذاعة و التلفزيون البنينية، و هي البعثة التي كانت قد تكفلت بتغطية فعاليات «كان « الأواسط بوهران و تيموشنت. قامت مجموعة من أنصار المنتخب البنيني صبيحة أمس بزيارة قصر الملك بيونزا بمدينة البليدة، و هو واحد من المعالم التاريخية التي تشتهر في البنين رغم أنها متواجدة بالبليدة، لأن بيونزا ملك بنيني كان قد تنقل إلى فرنسا في سنة 1906 من أجل إجراء مفاوضات، لكنه إعتقل و تم تحويله إلى الجزائر، أين وضع تحت الإقامة الجبرية في هذا القصر إلى غاية وفاته، مما جعل هذا القصر مقصد الجالية البنينية عند زيارة الجزائر. مناصرون قضوا أزيد من 8 ساعات في الملعب أوركيسترا المدرجات تصنع الحدث و " وان، تو، ثري " تدوي سماء تشاكر رغم أن التوافد الجماهيري من خارج البليدة كان على غير العادة محتشما مقارنة بما كان عليه في المباريات السابقة للمنتخب الوطني، إلا ان الأجواء بملعب مصطفى تشاكر كانت مميزة و كبيرة، لأن المدرجات المكشوفة إكتظت عنة آخرها قبل نحو 4 ساعات من موعد إنطلاق المباراة، فصنع الأنصار صورا برهنت على أن الجزائريين مناصرون من نوع « خاص «، و أن تعلقهم بالمنتخب و الألوان الوطنية لم يكن مربوطا بالنتائج المسجلة، بحكم أن مقابلة الأمس كانت الخرجة الأولى لكتيبة المدرب حليلوزيتش منذ المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، و مع ذلك فإن آلاف المشجعين إضطروا إلى قضاء أزيد من 8 ساعات في المدرجات قبل الموعد المحدد لإنطلاق اللقاء، و هو دليل على التحديات التي رفعها آلاف المناصرين من أجل مؤازرة « الخضر « و الوقوف إلى جانبهم في رحلة البحث عن تأشيرة المشاركة في مونديال البرازيل، سيما و أن العناصر الوطنية كانت تطالب بدعم جماهيري يكفيها لإستعادة الثقة و الروح التي إفتقدتها. من هذا المنطلق فإن أوركيسترا المدرجات بملعب تشاكر كانت أمس في مستوى التطلعات، و أبرز دليل على ذلك إهتزاز المدرجات كرجل واحد لترديد عبارة « وان، تو ، ثري فيفا لالجيري « طيلة فترة التنشيط التي سبقت المواجهة، لأن المنظمين عمدوا إلى إحضار فرق موسيقية و أخرى فكاهية لكسر الروتين بالنسبة للأنصار الذين دخل بعضهم إلى المدرجات في حدود منتصف النهار، و قد كان الشاب توفيق نجم الحفل دون منازع، لأنه عرف كيف يحرك المناصرين، بعدما عاد بهم إلى فترة تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، عندما ردد اغاني للمنتخب الوطني، كما تداول على المنصة كل من الشابة سهام، أمين تيتي، الشابة نوال، حسيبة عمروش، كمال فارس، فريد الريكتور، إضافة إلى فرقة الفهامة، و هي المبادرة التي إستغلها الشاب توفيق لتقديم جديده، و هي أغنية « خاوة خاوة ما بينتناش عداوة « التي أداها مع كل من الشابة نوال و حسيبة عمروش، و التي حاول من خلالها تمرير رسالة تمسك الجماهير الجزائرية بالألوان الوطنية، و بقائها وراء المنتخب رغم المشاركة المخيبة للآمال في « الكان « الأخير، و تجاوب الجماهير الغفيرة مع الجوق الموسيقي كان بمثابة مؤشر أولي على إحتفاظ فيغولي و رفاقه بثقة المناصرين، لأن الجزائريين يتشبثون بحلم مشاركة « الخضر « في المونديال القادم.