الجزائر لن تركع أبدا و أثبتت في مراحل صعبة أن قوتها مستمدة من المؤسسات و ليس الأشخاص لسنا بدون شغل حتى نصدر بيانا كل يوم عن صحة الرئيس جدد أمس محمد السعيد بلعيد رئيس حزب الحرية و العدالة ، تأكيد تصريحات الوزير الأول المتعلقة بملف مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، و قال أنه لا داعي لإصدار بيانات يومية عن صحة الرئيس دون داع لذلك ، ما دام يخضع لفترة نقاهة كما نصحه الأطباء ، مضيفا بالقول " لسنا بدون شغل حتى نصدر بيان في كل يوم عن صحة الرئيس " و كل شخص معرض للمرض حتى الشباب في سن العشرين ، و عن الأسباب الكامنة وراء عدم تصويره و بث لقطات في التلفزيون لإطمئنان المواطنين عن وضعه الصحي ، أضاف بالقول " أظن أنهم قد نصحوه بعدم التعرض للأشعة خلال فترة النقاهة " و " قد ينصحه الأطباء بذلك " مستدركا أن الرئيس يتبع نصائح الأطباء لأنهم هم الأدرى بوضعه الصحي . و اعتبر محمد السعيد في تجمع حزبي بقاعة المحاضرات للمركب الثقافي عائشة حداد بولاية برج بوعريريج ، أن ما يهم المواطن في كل الأحوال و أمام ما يثار حول هذا الملف هو شفاء الرئيس ، عكس ما تذهب إليه بعض الجهات و الأطراف الداخلية و الخارجية التي تحاول " ايذاء " الجزائر بشتى الطرق ، بما فيها الإستعانة بأبناء الوطن لنشر المعلومات المغلوطة في القنوات الأجنبية ، مشددا على أن الجزائر لن تركع أبدا و قد أكدت في الكثير من المرات على أنها دولة مؤسسات قوية و ليس أشخاص ، و فيما يتعلق بتصريحات رئيس حزب الاستقلال المغربي عن ضم بعض الولاياتالجزائرية الى المغرب ، قال و بلهجة شديدة أن الجزائر بلد مخضب كل شبر من ترابه بدماء الشهداء و ان الوحدة الترابية للوطن مقدسة و كل من يقترب من الحدود سوف نلقنه درسا لن ينساه طيلة حياته مذكرا ان الجزائر انتزعت حريتها و استقلالها من فرنسا و لن يمنح لها، و أن قيمة الحرية و الكرامة لدى الجزائري قبل الخبز ، مضيفا أن الجزائر محصنة و كل من لديه شكوك سيتأكد من قوة هذه الدولة إذا ما حاول ايذائها . و أضاف رئيس حزب الحرية و العدالة أنه و في حال تبرير من اعتمدوا التهويل في إثارة ملف صحة الرئيس بخوفهم على الجزائر ، فإن الدولة قوية بمؤسساتها ، و عاد إلى مراحل مفصلية في تاريخ الجزائر المستقلة و كيف انتقلت السلطة بسلاسة رغم ما كان يثار من تخوفات ، و ذكر على وجه الخصوص ما تطرقت إليه الصحافة الأجنبية أيام مرض الرئيس الراحل هواري بومدين و بعد وفاته ، أين اعتبروا بحسب ذات المتحدث أن وفاة بومدين بمثابة نهاية الجزائر ، لكن رجال ذلك الوقت رفعوا التحدي و أثبتوا قدرتهم على نقل السلطة إلى الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد في المؤتمر الاستثنائي للحزب الوحيد أنذاك دون حدوث أي إشكال ، و أضاف أن بعض الدول كانت تتمنى سقوط الجزائر مذكرا بما أقدمت عليه المغرب " جاءت طائرة من المغرب محملة بالسلاح و رموه في ترابنا أملا في أن نتقاتل بهذه الأسلحة " لكن إرادة الشعب و الدولة كانت أكبر للحفاظ على الاستقرار ، و عرج بعدها على انتقال السلطة بسلاسة بعد اغتيال الرئيس الراحل " محمد بوضياف " في سنوات الإرهاب ، و كذا بعد استقالة الرئيس اليامين زروال ، ليجدد تأكيده على وجود مؤسسات دولة قائمة و قوية و" مؤسسات تحرسها " . و اعتبر محمد السعيد أن ما يثار حاليا حول ملف صحة الرئيس و قبلها في أحداث تيقنتورين ، و غيرها يهدف إلى محاولة إيذاء الجزائر ، و ليس بعيد كذلك عن إرتفاع الضغط لدى بعض الجهات و حمى الرئاسيات مع قروب موعد الانتخابات الرئاسية سنة 2014 ، إلى جانب محاولة إثارة البلبلة بنشر معلومات مغلوطة ، مستدلا بعرض قناة "الجزيرة " لخبر " وفاة الرئيس " يوم نقله الى العلاج في فرنسا ، و تصويبها للخبر بعد ساعة من نشره ، و هذا رغم بيان صادر عن رئاسة الجمهورية يشير بصراحة الى نقل الرئيس للعلاج في فرنسا بعد اصابته بنوبة عابرة ، مضيفا أنه من حق الصحافة أن تكتب و من حق الدولة الدفاع عن نفسها. من جانب أخر نفى محمد السعيد في رده على سؤال لأحد الحضور في التجمع ، أن تكون لوزارة الاتصال علاقة بحجب صدور أي جريدة بما فيهما الجريدتين التابعتين " لهشام عبود " ، و قال أن الوزارة طلبت من مالك الجريدتين التخفيف في ذلك العدد من تهويل قضية مرض الرئيس كونها كانت تحتوي في صفحتها الأولى على معلومات مغلوطة ، و أضاف أن المعني اختار بمحض إرادته عدم صدور العدد بعد تعذر تصويب المقال المتعلق بصحة الرئيس لخروج الطاقم الصحفي و التقني من الجريدة كما قال لمصالح الوزارة و هو ما صرح به كما أضاف محمد السعيد لجريدة ناطقة بالفرنسية عندما تطرق لودية الاتصال مع مصالح الوزارة حول هذه القضية بالذات ، ليدلي بعد ذلك بتصريحات في قنوات أجنبية اعتبرها رئيس الحزب و وزير الاتصال تهويلية ، مضيفا أن تلك التصريحات قضية عدالة و ليس الوزارة . و عن الانتخابات الرئاسية القادمة لمح محمد السعيد إلى عدم الترشح و ترك الفرصة للآخرين ، و قال أن رئاسيات 2014 غير مطروحة حاليا في أجندة الحزب، و سيقرر فيها المؤتمر الاستثنائي للحزب نهاية السنة الجارية .