سماسرة ومهربون يعرضون أسعار مضاعفة على المربين للمضاربة بالمواشي اشتكى كبار الموالين، من ممارسات بعض السماسرة والمضاربين الذي يعرضون أسعار مغرية على المربين تصل إلى 3 أضعاف أسعار سوق المواشي، لشراء مئات رؤوس المواشي، قصد تهريبها أو المضاربة بها قبيل عيد الأضحي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم في السوق في الفترة الأخيرة، وقال وزير الفلاحة، رشيد بن عيسى، أن الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم الحمراء راجع إلى مضاربة الوسطاء قبل وصول المنتوج إلى المستهلك. حذر مربون من ارتفاع أسعار الأضاحي هذه السنة، بسبب المضاربة وسماسرة المواشي، الذي يكتسحون أسواق الماشية في الأسابيع الأخيرة، وقال موالون، خلال لقاء جمعهم الخميس، بوزير الفلاحة رشيد بن عيسى للحديث عن مشاكل المربين، أن مهربين وسماسرة المواشي يجوبون أسواق الماشية منذ أسابيع لاقتناء كل ما يتاح لهم من ماشية. وقال احد المربين، بان هذه بعض المضاربين والمهربين، يعرضون أسعار مغرية على المربين، مضاعفة بثلاث مرات عن تلك التي يقترحها المربون، بغرض تهريبها إلى الدول المجاورة قبيل عيد الأضحى، وأضاف بان بعض المضاربين يعمدون إلى شراء الأضاحي لطرحها في السوق بأسعار مرتفعة قبل أيام من عيد الأضحى. كما اشتكى مربون في بعض الولايات الداخلية، من التدابير التي اتخذتها المحافظة السامية للسهوب، والتي قامت بتحديد مناطق الرعي، وقالوا أن هذا الإجراء الذي يراد منه حماية المساحات المخصصة للرعي من التصحر، تخلق بالمقابل مشاكل كثيرة للموالين الذين يتزاحمون على مساحات تتقلص باستمرار ولم تعد كافية لتغذية مواشيهم. كما تطرقوا إلى تقلص رقعة الغطاء النباتي المخصص لرعى المواشي بسبب توسع الأنشطة الفلاحية و الحملات غير المنتظمة لعمليات الحرث و ارتفاع أسعار أغذية الأنعام ونقص المياه في المناطق السهبية. وأضاف مربون، بان كميات الأعلاف والشعير التي يحصلون عليها بأسعار مدعمة من قبل الدولة لا تكفي في كثير من الأحيان لتغذية المواشي ما يجبرهم على اللجوء للسوق السوداء والمضاربين الذي يعمدون إلى رفع أسعار الأعلاف، ما ينعكس سلبا على أسعار المواشي الموجهة للاستهلاك. ورفض المربون تحميلهم مسؤولية ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق، وأشار احد المربين، بان سوق المواشي لا تستجيب لمنطق العرض والطلب، بل لعوامل أخرى يفرضها المضاربون وسماسرة المواشي، الذين عادة ما يتحكمون في الأسعار، وقال بان هوامش ربح الموالين تراجعت في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع الأعلاف، مقابل ارتفاع الإرباح التي يحققها السماسرة، مضيفا بان الموالين الصغار يضطرون في بعض الأحيان إلى بيع مواشيهم ولو بأسعار منخفضة لتفادي خسائر اكبر.واقر وزير الفلاحة، بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء رغم الوفرة المسجلة في الفترة الأخيرة، وارجع ذالك على عدة عوامل، منها مضاربة الوسطاء قبل وصول المنتوج إلى المستهلك. مضيفا بان السوق يهيمن عليه كبار الموالين، وأعلن عن تدابير جديدة لتنظيم سوق المواشي واللحوم الحمراء، وقال بان مصالحه بصدد البحث عن أفضل السبل لتنظيم فرع اللحوم الحمراء من اجل التوصل قريبا إلى إنشاء مجلس مهني مشترك" على غرار ما تم بالنسبة لفرعي تربية الدواجن و الحبوب. كما أشار الوزير إلى أن هذا الهيكل الجديد سيضم الموالين و "ممثلي المهنة و الهياكل التابعة لقطاع الفلاحة" مضيفا أن هذا المجلس سيكون فضاء "لمناقشة مواضيع محددة من اجل تعزيز الفرع". واستعرض الوزير الإحصائيات الخاصة بإنتاج اللحوم الحمراء، وقال بن عيسى بان الإنتاج انتقل من 3.7 مليون قنطار سنة 2010 إلى 4,2 مليون سنة 2011 ليبلغ 4,4 مليون قنطار سنة 2012. كما أكد بن عيسى أن هذا المستوى من الإنتاج قد ساهم في تخفيض فاتورة الاستيراد التي بلغت 100 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأولى من السنة. وذكر وزير الفلاحة، بان فرع تربية المواشي عرف عدة تحولات مؤكدا على ضرورة رفع حجم رؤوس المواشي مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على 25 مليون رأس من الغنم و1.9 مليون من الأبقار و 4.9 مليون من الماعز. أما قطعان الإبل فتقدر ب340000 رأس مقابل 46000 رأس من الخيول.