"مشاورات سياسية" وتفعيل التعاون الاقتصادي شرع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس الأربعاء في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ويرافق الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارته للجزائر وفد هام يضم على وجه الخصوص وزير الخارجية خالد بن محمد العطية. و أكد أمير دولة قطر في تصريح مكتوب، وزع على الصحافة لدى وصوله، حرصه على التواصل و التشاور حول القضايا العربية و الإقليمية و التحديات التي تواجه الأمة العربية، و كذا البحث عن سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.و و قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني» يسرني أن أقوم بزيارة الجزائر للقاء رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أحمل له و لشعبه الشقيق أطيب تحيات شعب دولة قطر مقرونة بخالص التمنيات لهم بدوام الخير و التوفيق». و كانت رئاسة الجمهورية قد اعتبرت في بيان لها هذه الزيارة فرصة مناسبة يجري خلالها رئيس الجمهورية مباحثات مع أمير دولة قطر حول «سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والوسائل الكفيلة بتدعيمها وترقيتها في شتى المجالات، بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين". كما ستشكل فرصة لقائدي البلدين لمواصلة التنسيق والتشاور بينهما وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تهم البلدين. و لاشك أن الزيارة الأولى التي يقوم بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الجزائر إضافة إلى بعدها الاقتصادي بالنظر إلى حجم الاستثمارات القطرية المتزايدة في الجزائر و التي يتقدمها مشروع مصنع بلارة للحديد و الصلب، فإن تفعيل و تعميق التشاور السياسي بين البلدين حول القضايا العربية الراهنة في ظل الظرف الإقليمي الصعب للمنطقة، يدخل في صلب هذه الزيارة، خصوصا مع وجود حديث عن وساطة جزائرية بين قطر و السعودية في الأزمة الشائكة التي احتدمت بين البلدين الخليجيين، بحسب ما كانت قد أشارت إليه تقارير إعلامية في وقت سابق. من جانبه، أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف أمس، أن الزيارة الرسمية لأمير دولة قطر ستسمح بالتطرق إلى التعاون الثنائي و القضايا الراهنة في العالم العربي. و قال أن "قطر بلد شقيق تربطنا به دوما علاقات ممتازة قائمة على الاحترام المتبادل. و ستسمح هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الأمير إلى الجزائر بالتطرق إلى الأحداث التي يشهدها العالم العربي و منها الأزمة السورية و الوضع في منطقة الخليج و مسائل أخرى و كذا التعاون الثنائي مع الجزائر". و بخصوص الوضع السائد في سوريا ذكر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية بوجود تباين في وجهات النظر بين الجزائر و قطر حول هذه المسألة، مؤكدا مع ذلك أن هذا لن يمنع الطرفين من التطرق إلى هذه المسألة و محاولة تعميق التفكير و التشاور حولها. و أشار إلى أن زيارة أمير قطر للجزائر لن تتمحور فقط حول النزاعات، و إنما ستهتم أيضا بالوسائل الكفيلة بضمان تضامن عربي على مختلف الأصعدة علاوة على التعاون بين البلدين. و بخصوص التعاون الاقتصادي الجزائريالقطري أوضح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن قطر تتوفر على إمكانيات مالية هامة و تعتبر من أكبر مصدري الغاز، مضيفا أن الجزائر عملت دوما بالتعاون الوثيق مع قطر في هذا المجال. و أشار إلى أن قطر تولي أهمية بالغة لفرص استثمارات أخرى في الجزائر. للإشارة كان في استقبال أمير دولة قطر بمطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح و وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، و وزير المالية كريم جودي.