أين ذهبت أموال الجرائد التي تحقق مداخيل ضخمة ولا تسدد مستحقات المطابع؟ تساءل أمس وزير الاتصال حميد قرين، عن مصير مبالغ ضخمة من عائدات الجرائد، و قال "كيف لجريدة تبلغ مداخيلها 3 ملايير سنتيم و لديها أعباء تسيير شهرية بقيمة 700 مليون سنتيم، بمعنى أنها تحقق ربحا بقيمة 2.3مليار سنتيم أن تكون عاجزة عن دفع فواتير المطابع العمومية؟". و قال الوزير قرين أمس من تيزي وزو "أنا أطرح السؤال أين ذهبت تلك الأموال؟"، مشيرا أن دعم الدولة المستمر للجرائد لم تكن له نتيجة ملموسة على وضعيتها، قائلا " ينبغي التخلص من ذهنية الدعم و التوجه نحو التنافسية" و لفت أن هناك 160 جريدة في الجزائر و لكن عددا قليلا منها (حوالي عشرين عنوانا حسب تقديره ) قادرة على الحياة. و كشف الوزير لدى افتتاح أشغال ملتقى دولي بالمركز الثقافي لمدينة عزازقة حول موضوع " وسائل الاعلام – اتصال لغات و لهجات: إلى أين وصلت تمازيغت" عن فتح محطة جديدة على مستوى الإذاعة الجهوية لولاية البيض ستبث باللغة الشلحية خلال شهر جويلية المقبل وستكون هذه المحطة ال 25 على المستوى الوطني التي ستبث برامجها باللغة الأمازيغية مضيفا بأن 24 قناة إذاعية فيها برامج باللغة الامازيغية بمختلف تنوعاتها اللسانية مضيفا بأن القطاع العمومي يلعب دوره من أجل ترقية هذه اللغة من خلال البرامج اليومية التي تبث سواء من القنوات الإذاعية أو التلفزيونية، وعلى القطاع الخاص أن يلعب دوره في هذا المجال وأنه آن الأوان لذلك، و استبعد في الوقت الراهن اصدار صحيفة باللغة الامازيغية كون المسألة تجارية بالدرجة الأولى و إن كانت المبادرة ستكون من الدولة. وفي سياق متصل قال وزير الاتصال أنّ وزارته ستقوم بتكوين صحفيين محترفين في الأمازيغية مثل اللغات الأخرى على غرار العربية و الفرنسية وأضاف على هامش الملتقى الذي نظم من طرف المحافظة السامية للأمازيغية أنّ الحكومة تتبنى ترقية اللغة الأمازيغية وتعمل على تطويرها في شتى المجالات خاصة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. وفي معرض حديثه عن الأشواط التي قطعتها تمازيغت ذكر الوزير أن " لغة آبائنا التي ظلت لمدة طويلة محصورة في فضاءات ضيقة عرفت انتعاشا لها خلال العشريتين الماضيتين في الإذاعة ثم في التلفزيون". وأفاد في هذا الصدد أن تمازيغت "معمول بها حاليا على مستوى 24 إذاعة محلية من أصل 48 عبر التراب الوطني"، وأشار إلى أن تنوع تمازيغت " يظهر جليا في الإذاعات المحلية " حيث توجد تسعة أنواع و هي " القبائلي و الشاوي و الترقي و الشنوي و المزابي و الزناتي و الورقلي و الحساني و الشلحي". وفيما يتعلق باستعمال تمازيغت بالتلفزيون ذكر الوزير بإدخال هذه اللغة سنة 1996 في نشرة الأخبار بالتلفزيون و استحداث القناة الرابعة سنة 2009 معتبرا أن استعمال تمازيغت في التلفزيون " يواجه عقبات موضوعية مرتبطة أساسا بقلة الموارد البشرية المتخصصة و ندرة المنتوج السمعي البصري". واختتم السيد قرين يقول أنه " بفتح مجال السمعي البصري أمام الاستثمار الخاص فإننا نحرص من الناحية القانونية على أن يستجيب الجهاز التشريعي المتعلق بهذا الجانب و الجاري تنفيذه حاليا لمتطلبات حماية و ترقية اللغة الأمازيغية". من جهة أخرى أكّد قرين في ندوة صحفية انّ بطاقة الصحفي المحترف سيفرج عنها خلال أسبوع والتي ستكون في البداية مؤقتة حتى يتسنى تحديد من هو الصحفي المحترف. أما بخصوص وقف صدور يومية الفجر فقال حميد قرين أن هذه القضية تجارية محضة وليست سياسية فالجريدة حسب ما أكده لم تدفع ديونها للمطبعة، وأوضح: "لو أن القضية سياسية سيتم منعها من الصدور حتى على مستوى مطبعة الشرق" متسائلا من جهة أخرى عن المداخيل التي تحققها الجرائد المستقلة من الإشهار. و عن تغطية مباريات كأس العالم أكد قرين أن عدد المباريات التي يتم بثها على القنوات الوطنية هي 24 مقابلة تم شرائها بمبلغ 30 مليون دولار و يغطيها نحو 100 صحفي من مختلف وسائل الاعلام المرئية المسموعة و الصحافة المكتوبة، و تصرف لهم الدولة منحة 3500 أورو .هؤلاء الصحفيون سيتنقلون الى البرازيل في 3 دفعات، و الدفعة الأخيرة تصل يوم 17 جوان الجاري.