تكريم فرنسا للجزائريين هو إعتراف بتضحياتهم من أجل الاستقلال * الإقرار بتضحيات الجزائريين يساهم في بناء العلاقات بين البلدين وصف رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، تكريم الضحايا الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، بمثابة اعتراف بتضحيات الشعب الجزائري التي مكنته من استرجاع استقلاله، وذلك في رسالة تهنئة بعثها الرئيس بوتفليقة،أمس، إلى نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، بمناسبة العيد الوطني لبلاده، المصادف للذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولي، أكد فيها أن إقدام فرنسا على «تكريم الآلاف من الضحايا الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، اعتراف بتضحيات الشعب الجزائري وبتمسكه بمثل الحرية التي مكنته من استرجاع استقلاله». واحتفلت فرنسا أمس، بعيدها الوطني، وبالذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، من خلال استعراض عسكري جاب جادة الشانزليزيه بباريس، بمشاركة ممثلي نحو 80 دولة ساهمت في الحرب الكبرى إلى جانب فرنسا. من بينها الجزائر التي كانت ممثلة في الاحتفالية بوزير الطاقة يوسف يوسفي، وثلاثة من حملة العلم و حرس رسمي وربط الرئيس بوتفليقة، بين التضحيات التي قدمها الجزائريون في الحرب العالمية الأولي ضد دول المحور، وتضحياتهم فيما بعد من اجل استقلال الجزائر، وأوضح بوتفليقة، أن إقدام السلطات الفرنسية بمناسبة احتفالات 14 جويلية على تكريم الآلاف من الضحايا الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، هو «اعتراف بتضحيات الشعب الجزائري وبتمسكه بمثل الحرية التي مكنته من استرجاع استقلاله وسيادته مقابل ثمن باهظ، ومن المشاركة في استرجاع حرية الشعب الفرنسي». ويرى الرئيس بوتفليقة، بان تكريم فرنسا لضحايا الحرب العالمية الأولي، ومنهم الضحايا الجزائريين، يأتي في سياق واجب الذاكرة، وإقرار الفرنسيين بالتضحيات التي دفعها الشعب الجزائري لتحرير العالم من النازية، ثم تحرره من المستعمر الفرنسي،واعتبر الرئيس بوتفليقة، بان الاعتراف الفرنسي بتضحيات الشعب الجزائري، من شانه أن يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين، قائلا «جاء هذا الإقرار بتضحيات الشعب الجزائري. ليعزز رغبتنا المشتركة في بناء شراكة نموذجية بين بلدينا تستجيب لمصالحنا المتبادلة ولتطلعات شعبينا». وأشار بوتفليقة، في السياق ذاته إلى التقارب الحاصل بين البلدين منذ ديسمبر 2012 تاريخ الزيارة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند إلى الجزائر. وقال بوتفليقة بهذا الصدد، مخاطبا الرئيس الفرنسي «منذ زيارة الدولة التي قمتم بها إلى الجزائر، في ديسمبر 2012 تسنى لنا تجنب الحزازات الناجمة عن ماض أليم، من خلال فتح كافة الملفات المتعلقة بالذاكرة المشتركة بين شعبينا بروح بناءة ستتيح لنا، ولا ريب، توثيق علاقاتنا في سائر المجالات». واعترف هولاند خلال هذه الزيارة «بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي في الجزائر» وذلك في خطابه أمام أعضاء البرلمان، لكن اغلب الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات لا تزال تدفع من اجل الحصول على اعتذار رسمي من الدولة الفرنسية «بجرائمها» خلال فترة الاستعمار. وكتب رئيس الجمهورية بهذه المناسبة أيضا «يروقني، والشعب الفرنسي يحتفل بعيده الوطني الذي يتزامن هذا العام مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى والذكرى السبعين للإنزال بمنطقة بروفانس، أن أتقدم إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وصادق التمنيات باطراد الرقي والازدهار لفرنسا تحت قيادتكم».