أركون قاوم العنصرية وعارض المستشرقين تم التطرق مطولا الى عمل وشخصية المفكر محمد أركون الذي طور النقد الحديث في الفكر الإسلامي سهرة الثلاثاء بالمركز الثقافي الجزائري بباريس بمناسبة اليوم الأربعين لوفاته. وخلا لسهرة نظمت تكريما لهذا المفكر الذي طبع الفكر الإسلامي المعاصر تطرق مختصون في الفكر الإسلامي الى مفهوم العصرنة التي رافقت كل أعمال الفقيد محمد أركون الذي وافته المنية ليلة 14 الى 15 سبتمبر الماضي وبعد بث فيلم وثائقي حول نقاش نظمه قبل سنوات المركز الثقافي الإسلامي حيث كان يتردد أركون من أجل الالتحاق بأبناء بلده " وبالجزائر التي يعزها أكثر من أي شيء" روى المدير العام لمعهد العالم العربي السيد طيب بن دياب للحضور أن النقاشات التي كان ينشطها محمد أركون كانت تبهر الحضور بشساعة فكره الذي مكنه من ترقية فكره من أجل " إسلام حر ومتفتح تطبعه الروح النقدية". وذكر أيضا بأن هذا الوجه الثقافي الإسلامي الحديث استنكر التطرف الديني ورفض دائما الخلط الذي يعتم رسالة التسامح والسلام التي يحملها الإسلام وأكد أن هذا المفكر لم يكتفي بنقد من يرفضون في العالم الإسلامي أي مقاربة انتقادية ولكنه انتقد أيضا المستشرقين الذين كان يعتبرهم " امتدادا لهيمنة الغرب على العالم الإسلامي". وقد شهدت أمسية التكريم التي حضرها جمع من المفكرين وأصدقاء وأقارب الفقيد مداخلة لغالب بن شيخ رئيس الندوة الدولية للديانات من أجل السلام حيث ذكر هذا الأخير بأن المفكر البارز لم يتوقف يوما عن المطالبة بحوار بين الحضارات مع الرفض المطلق لكل أشكال التعصب والتمييز الإيديولوجيين والعرقيين وذكر غالب بن الشيخ أن الفقيد في الثمانينات وردا على محمد الغزالي الذي قال له أنه يعتبر نظريته حول " الذي لا يمكن التفكير فيه وغير المعقول في الإسلام الكلاسيكي والمعاصر على أنها بدعة" كان قدر قال " أدعو الله أن يغفر لي إن أخطأت". ويقول يوسف ابن أخ محمد أركون الذي دعي لهذه الأمسية التكريمية أن عمه كان بحرا من المعرفة ولم يكف هذا المفكر الخارق للعادة عن قول " أن لست مفسرا ولا أقترح تفسيرا للقرآن الكريم لكن أدرس الشروط التاريخية والفكرية التي درس فيها المسلمون النص القرآني مع مر الزمن".