شرارة كهربائية تحول مصلحة طب النساء بمستشفى الخروب إلى رماد تسببت شرارة كهربائية في نشوب حريق مهول، ليلة أول أمس، داخل مصلحة الولادة و أمراض النساء بمستشفى الخروببقسنطينة، و هو ما أدى إلى تحول الجناح إلى رماد، بعد أن التهمت النيران 3 غرف بمحتوياتها، دون تسجيل خسائر بشرية، و قد فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الحادثة ، على أن يقف وزير الصحة اليوم في زيارة للولاية على أسباب الحريق و الأضرار الناجمة عنه. و حسب ما أكده شهود عيان فإن الحريق شب حوالي الحادية عشر ليلا، بسبب شرارة كهربائية مست جهاز الكشف بالموجات فوق الصوتية، المستعمل عادة في الكشف عند النساء الحوامل، و قد أكد بعض الأطباء ل «النصر» بأن مشكلة التيار الكهربائي ليست جديدة، فقد شهدت ذات المصلحة شرارة كهربائية قبل حوالي شهر، إلا أن الإدارة قللت، حسبهم، من أهميته، رغم أن المستشفى شهد مؤخرا عدة انقطاعات في التيار الكهربائي، دون أن يتم إصلاح العطب. و في وقت هونت الإدارة من خطورة الحادثة، خصوصا و أنها لم تخلف أية خسائر بشرية، أبدى عدد من الأطباء و العمال استياءهم مما أسموه بوضعية العمل غير المريحة معتبرين أن الضغط اليومي الذي يتعرضون له، وعدم وجود استعداد من الإدارة في إيجاد حل جدري، أمر غير مقبول، كما وقعت صباح أمس مناوشات بين عدد من المواطنين و أفراد الطاقم الطبي، بسبب توقف المعاينات الطبية للنساء الحوامل، حيث أكد لهم الأطباء أن جهازي الكشف الموجودين بالمصلحة تعطلا بسبب الحريق، رغم أن الإدارة كذبت تلف هذه الأجهزة. و أكدت مصادر متطابقة أن تحقيقا ثانيا قد تم فتحه على مستوى مستشفى الخروب، بعد الحريق الذي لحق جناح أمراض النساء والتوليد، وذلك بعد انتشار أنباء عن قيام غرباء تسربوا لداخل المستشفى أثناء الحريق بالاستيلاء على عدد من التجهيزات. و حسب ما أكده شهود عيان فإن موظفتين كانتا تناوبان أثناء نشوب الحريق، قد تعرضتا للسرقة، بعد أن سلبهما مجهولون أموالا كانت بحقيبة يديهما، كما أكد أحد أعوان الأمن المناوبين أنه تمكن من إعادة جهازي حقن حاول مجهولون سرقتهما، و هي الحوادث التي يجري التحقق منها، بعد جرد لمختلف الأجهزة و المعدات فور إنهاء المرحلة الأولى من استجواب العمال المناوبين ليلة الحادثة، غير أن مدير الصحة قال أنه لا يوجد دليل ملموس لحد الساعة عن وجود تجهيزات مفقودة، لعدم القبض على أي شخص متلبس بسرقة أي من المعدات. و قد حلت، صبيحة أمس، لجنة من وزارة الصحة بمستشفى الخروب للاطلاع على ما وقع من خسائر بالمصلحة المذكورة، قبل رفع تقرير مفصل للوزير الذي ينتظر أن يحل اليوم بقسنطينة للوقوف على حجم الأضرار و الخسائر، كما علمت «النصر» أن اللجنة الوزارية المكونة من 3 إطارات لم يكن سبب وجودها حريق مستشفى الخروب، بل الاطلاع على آخر الروتوشات لعملية التهيئة التي خضعت لها عيادة الولادة بسيدي مبروك، و حضرت اللجنة رفقة كل من مدير الصحة بالولاية و مدير المستشفى، عملية نقل أقوال كل العمال المناوبين عند وقوع الحادثة من قبل محققي أمن دائرة الخروب. من جهته اطلع والي قسنطينة على حجم الخسائر التي تعرض لها مستشفى الخروب، و أمر بضرورة التكفل بالمرضى صحيا ونفسيا، و بمباشرة أعمال الصيانة لإعادة المصلحة إلى حالتها العادية في أقرب وقت، مع ضرورة التنسيق بين مختلف المشافي لتحويل المرضى و التكفل بهم. عبد الله بودبابة ليلة رعب بمستشفى محمد بوضياف بالخروب عشرات الحوامل قضين ساعات في العراء و الفضوليين صعبوا عمل رجال الإطفاء كانت الساعة تشير إلى حوالي الحادية عشر و النصف ليلا، حينما اندلع حريق بإحدى غرف الأطباء المناوبين بمستشفى الخروببقسنطينة، حيث مكّن صراخ المريضات من لفت انتباه العاملين بالمصالح المجاورة لألسنة اللهب، التي انتشرت في ظرف ربع ساعة فقط، خاصة و أن نوافذ و أسقف الأروقة مصنوعة من مواد قابلة للاحتراق حسب ما وقفنا عليه لدى زيارتنا للمكان. و قد تسبب غياب نظام أمني لسلامة الأشخاص كأجهزة الإنذار و غلق منافذ النجدة، في تصاعد النيران في ظرف وجيز، حيث و قبل وصول الفرق الأولى لمصالح الحماية المدنية، قام عونا حراسة بالبوابة الرئيسية للمستشفى، بالتدخل مستعملان وسائل الإطفاء المتوفرة، كما تكفلا بإخراج عدد كبير من الرضع و الأمهات و بعض الأجهزة الطبية إلى الرواق الرئيسي و إبعادهم عن مصدر النيران و الدخان الكثيف، الذي انتشر بقوة بعد أن التهمت ألسنة اللهب كامل مصلحة أمراض النساء و ذلك في ظرف نصف ساعة فقط، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء لدى وصولهم من إخماد الحريق و الحلول دون وصوله إلى المصالح المجاورة، فيما تم إجلاء جميع المرضى إلى الساحة المقابلة للمستشفى، كما قطعت مصادر التموين بالكهرباء و الغاز تحسبا لوقوع انفجارات أو إصابات في صفوف المرضى. خبر الحريق انتشر بسرعة البرق بين سكان الخروب، حيث توجه المائات من المواطنين راجلين أو على متن السيارات إلى عين المكان، و في ظل انشغال حراس البوابة الرئيسية للمستشفى بالحادث، تمكنت أمواج بشرية من الفضوليين و ذوي المرضى، من الدخول و احتلال أجزاء كبيرة من المكان، مزاحمين بذلك رجال الإطفاء الذين وجدوا صعوبات كبيرة في السيطرة على ألسنة اللهب و في تقديم الإسعافات الأولية لبعض المصابين باختناقات ناتجة عن استنشاق دخان النيران، حيث لم تنجح جميع محاولات عناصر الأمن و أعوان المستشفى، في إقناع الشباب بإخلاء المكان و فسح المجال لسيارات الإسعاف و شاحنات الإطفاء من أجل آداء مهامها و إجلاء المرضى، رغم تدخل فرق الدرك الوطني و نداءات ضباط الحماية بالخروج، حيث سادت فوضى كبيرة داخل المستشفى و في محيطه الخارجي، في حين تطوع مواطنون لتقديم يد المساعدة. و تسببت الحادثة في إحداث رعب و هلع كبيرين في أوساط الممرضين و الأطباء المناوبين و خاصة المرضى الذي كانوا ماكثين داخل المصالح، و هو ما أدى إلى وقوع حالة من الفوضى جعلت الجميع يهرول في جميع الاتجاهات، هروبا من الحريق و خوفا من حدوث انفجارات أو التعرض لخطر الاختناق بدخان النيران، و قد كانت الأولوية في عملية الإجلاء للرضع و المرضى و المسعفين في الاستعجالات، حيث تم إبعادهم عن الخطر و وضعهم في الخارج بصفة استعجالية، كما اكتظت الأرصفة الخارجية للمستشفى بالحوامل و الرضع المولودين حديثا و الموضوعين في الحاضنات الطبية، فيما تم إخراج المسعفين في الاستعجالات ممددين على الأسرة المتحركة، كما واجهت بعض النساء اللاتي كن على طاولات العمليات من أجل إجراء عمليات قيصرية، خطرا محققا و خرجن و هن لازلن ملطخات بالدماء، بعدما أجلي بعضهن قبل إتمام العمليات الجراحية، وسط حيرة عائلات المرضى الذين التحقوا بالمستشفى لحظة سماعهم بالحادث، في مشهد مربك، اختلط فيه الفضوليون بالمرضى و أعوان الحماية و الأمن. و قد سخرت مصالح الحماية المدنية 10 شاحنات إطفاء و 12 سياراة إسعاف، كما تم تجنيد 90 رجل إطفاء و 10 ضباط و 4 أطباء. خالد ضرباني ضغط و حالة تأهب بمستشفيات قسنطينة بعد تحويل 122 حالة من الخروب عرفت أمس مستشفيات قسنطينة و بالأخص المستشفى الجامعي ابن باديس، حالة تأهب قصوى جراء الضغط الكبير و التوافد المفاجئ للعشرات من المرضى المحولين من مستشفى الخروب، إثر الحريق المهول الذي شب بمصلحة الولادة، حيث بلغ عددهم 122 حالة. عمال المستشفى الجامعي ابن باديس و بعد فترة قصيرة من حادثة اختطاف الرضيع "ليث" مع ما خلفته من تداعيات، دخلوا أمس في حالة تأهب نتيجة استقبالهم لأزيد من 80 حالة مستعجلة، كما عرفت مصلحتا الاستعجالات الطبية و مصلحة الولادة توافدا كبيرا لأهالي المرضى للاطمئنان على ذويهم و حضورا مكثفا للمئات من الفضوليين، و هو ما أربك الطواقم الطبية و أعوان الأمن الذين فقدوا السيطرة على الوضع في البداية، و أدى إلى دخول مختلف المصالح في حالة من فوضى غير مسبوقة خاصة مصلحة الولادة بحكم أن أغلبية الحالات. و قد تطلب الوضع استدعاء المزيد من الأطباء و الممرضين و العمال، كما أفاد مواطنون و مرضى التقينا بهم في مصلحة الولادة، بأنهم تلقوا معاملة سيئة و هو ما كان سببا في حدوث مناوشات كلامية مع أفراد الطاقم الطبي، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة ضغط كبير، سميا و أن أهالي المرضى أرادوا اقتحام المصلحة و قدموا دفعة واحدة، ما استدعى التدخل الحاسم لضبط النظام. مدير المستشفى الجامعي صرح أن مصالحه الطبية تكفلت بالمرضى المحولين و ذويهم، حيث تم تقديم كافة الخدمات الطبية في أحسن الظروف، حيث تم استقبال 70 امرأة و 19 مولودا حديثا بمصلحة الولادة، و عالجت مصلحة الاستعجالات 6 حالات أغلبيتها كانت نتيجة الذعر و الخوف، إضافة إلى 6 حالات أخرى بالطب الداخلي، حيث خرج أغلبية المرضى و هم في صحة جيدة، بينما ظل عدد منهم تحت الرقابة الطبية ، علما أن مصلحة الولادة تعرف في الأصل حالة ضغط بعد تجديد القابلات و الممرضات عطلهن المرضية. أما مستشفى المدينة الجديدة علي منجلي فقد عرف توافدا لعدد من النساء و ذويهم إلى مصلحة التوليد، وسط ضغط نسبي جراء استفادة بعض القابلات من عطلهن السنوية، حيث استقبلت 10 حالات، و تم توجيه 3 ولادات قيصرية نحو المستشفى الجامعي بحكم أن المصلحة تفتقر إلى أطباء مختصين في أمراض النساء، إضافة إلى غياب قائمين على غرفة العمليات جميع التجهيزات الطبية بها، كما تم التكفل ب 3 حالات ولادة طبيعية و أفادت ذات المصادر أن 3 نساء تنقلن إلى المصلحة بدون أولادهن، الذين تم نقلهم إلى مستشفى المنصورة للأطفال للعلاج جراء تعرضهم إلى اختناق طفيف بسبب دخان الحريق، كما علمنا أن جميع النساء قد غادرن المصلحة و هن في صحة جيدة. من جهتها مصلحة الولادة بمستشفى البير استقبلت 7 نساء، نتيجة الظرف الطارئ، لكن تظافر جهود الطاقم الطبي و الإدارة أدى إلى تقديم كافة الخدمات الطبية على أكمل وجه، حيث قال منسق الأطباء أنه قد تم معالجة 4 ولادات قيصرية في ظروف جيدة، كما تم وضع إمرأتين مصابتين بأمراض مزمنة تحت العناية الطبية، مضيفا أن الإدارة وفرت 10 أسرة إضافية، كما استدعت خلية طوارئ قبل وصول المرضى المحولين من مستشفى الخروب، و أشار المتحدث أن المستشفى طبقت إجراءات إدارية صارمة لضمان المناوبة المستمرة للقابلات و الأطباء، من خلال تنظيم برنامج العطل السنوية. و صرح مدير الصحة للنصر أن مصلحة الولادة لمستشفى الخروب عادت إلى نشاطها الطبيعي منذ أمس، وتستقبل جميع الحالات الوافدة إليها.