مباراة إثيوبيا ليست مصيرية وتكفينا 12 نقطة للتأهل إلى كان المغرب عبر الناخب الوطني كريستيان غوركوف عن ارتياحه للأجواء السائدة داخل معسكر الخضر، مشيدا بحفاوة الاستقبال الذي حظي به سواء من قبل المسؤولين على مستوى الفاف أو اللاعبين، كما لم يخف التقني الفرنسي تفاؤله الكبير بإمكانية العودة بنتيجة إيجابية من أديس أبابا عندما يواجهون منتخب إثيوبيا في افتتاح مباريات تصفيات كان المغرب 2015، خاصة في ظل التعداد المميز الذي يملكه، رغم إقراره بصعوبة المأمورية أمام منافس سيكون مسلحا بعاملي الأرض و الجمهور، وارتفاع نسبة الرطوبة. واستهل مدرب الخضر تصريحاته خلال الندوة الصحفية التي عقدها زوال أمس بمركز سيدي موسى، بالتأكيد على ضرورة تدشين التصفيات القارية بانتصار، سيسهل من مأموريتهم خلال المباريات القادمة، معرجا على ضرورة تجاوب اللاعبين مع طريقة عمله الجديدة، والتي تختلف كثيرا عن طريقة الناخب السابق وحيد حليلوزيتش، كما أشار غوركوف إلى أنه حسم أمره بخصوص التشكيلة الأساسية التي ستشارك ضد إثيوبيا، مؤكدا بأنه سيحاول الوقوف على مدى استعدادات الجميع خلال هذا التربص، من أجل الاطمئنان على خياراته، رغم إبدائه بعض التحفظات بخصوص مستقبل بعض اللاعبين، سيما في ظل تأخرهم في حسم وجهاتهم. لا أعرف شاوشي وهذا سبب إبعادي مهدي مصطفى وكشف غوركوف بأنه فضل توجيه الدعوة مجددا للحارس فوزي شاوشي، رغم عدم معرفته الجيدة بحارس مولودية العاصمة الذي قال بأنه شاهده في مناسبتين فقط، كما تحدث التقني الفرنسي عن الأسباب التي جعلته يشطب اسم اللاعب مهدي مصطفى من قائمته الخاصة بمباراتي إثيوبيا ومالي: « يجب أن أكون صريحا معكم لقد استدعيت شاوشي رغم عدم معرفتي بقدرات هذا الحارس، لقد شاهدته في مناسبتين فقط، وتبين لي بأن لديه مؤهلات جيدة، لقد سألت عنه وأخبروني بأنه لم يكن حاضرا في التربصات الماضية، لا يمكنني الحكم عليه الآن وكل شيء سيتضح خلال المعسكرات القادمة، أما بخصوص مهدي مصطفى فلا يمكنني الاعتماد عليه في هذه الفترة بالنظر لوضعيته في فريقه الجديد، إنه بعيد عن المنافسة، كما أني لست بحاجة إلى لاعب في منصبه بوسط الميدان، في ظل كثرة الخيارات المتاحة». قد نلعب بتشكيلتين مختلفتين أمام مالي وإثيوبيا واعترف غوركوف بنقص جاهزية عديد لاعبي المنتخب لأسباب مختلفة وهو أمر يقلقه كثيرا، خصوصا مع اقتراب موعد مباراة إثيوبيا والتي تعقبها مباشرة مواجهة مالي الصعبة، غوركوف ألمح إلى إمكانية إجراء تعديلات على التشكيلة التي ستشارك في مباراة مالي مقارنة بتلك التي سيقحمها السبت في أديس أبابا، وذلك بعد تقييم الأداء البدني لكل لاعب، غوركوف أضاف أيضا: «كما تعلمون هناك عدة عناصر تعاني من نقص المنافسة خلال بداية الموسم الجديد، يجب علينا التعامل مع الأمر بجدية بالغة، سنقيم مردود اللاعبين في مباراة إثيوبيا وبعد ذلك يمكننا أن نجري بعض التغييرات». وتطرق غوركوف لمباراة إثيوبيا، حيث اعتبرها هامة جدا، من أجل الدخول بقوة في التصفيات الإفريقية، لكنها ليست مصيرية في نفس الوقت بما أن التصفيات لا تزال طويلة على حد قوله، الناخب الوطني كشف أيضا أن التشكيلة الأساسية موجودة في ذهنه، مع بعض التحفظات على مستوى بعض المراكز: «يمكن القول أن لدي فكرة أولية على التشكيلة الأساسية التي ستشارك يوم السبت القادم هناك، فقط بعض نقاط الاستفهام سنفصل فيها مع اقتراب موعد المباراة». تأثرنا كثيرا من تأخر بعض العناصر في حسم مستقبلها عامل آخر أثر كثيرا على تحضيرات المنتخب الوطني وأخلط من حسابات الناخب الوطني، هو تأخر عدة لاعبين في الفصل بخصوص مستقبلهم على غرار كادامورو، غيلاس، مصباح و تايدر، حتى أن الأمر أدى إلى إعفائه من التربص كلا من غيلاس المنتقل حديثا إلى قرطبة الإسباني و كادامورو لاعب أوساسونا الجديد، بينما تأخر مصباح في القدوم بعد توقيعه مع سامبدوريا الإيطالي، وهو المعول عليه ليكون أساسيا أمام إثيوبيا بعد إصابة غلام وغيابه عن التربص، وقال غوركوف متحدثا في هذا السياق: «تأخر بعض اللاعبين في إيجاد فرق جديدة أربكنا كثيرا، واضطررنا لإعفاء بعضهم، سنعمل على إيجاد التركيبة المناسبة للقاء إثيوبيا بالتعداد الموجود». كما أكد الناخب الوطني أنه سيكمل عمل الناخب السابق وحيد حليلوزيتش حفاظا على الاستمرارية لكن بطريقة مختلفة وفلسفة جديدة، حيث قال: «نعم، جئت من أجل الاستمرارية، لكن بأفكار جديدة وفلسفة أخرى بدأت في تطبيقها منذ اليوم الأول للتربص». واعترف التقني الفرنسي بوجود ديناميكية مميزة داخل المنتخب الوطني، خصوصا عقب النتائج الباهرة، التي سجلها رفقاء فغولي خلال مشاركتهم في مونديال البرازيل، مدرب لوريون الأسبق طالب باستغلال الوضع من أجل تسجيل بداية مثالية في تصفيات "الكان": "وقفت على مجموعة متجانسة ومتفاهمة فيما بينها، الجميع يعلم أن المنتخب يمر بديناميكية جيدة بعد مونديال البرازيل، الآن يتوجب علينا أن نستغل هذا العامل بالشكل المثالي حتى نحقق بداية جيدة في تصفيات الكان ونؤكد النتائج المسجلة في المونديال". أتمنى تجاوب اللاعبين مع طريقتي المختلفة عن حليلوزيتش وطالب الناخب الوطني لاعبيه بالاستجابة مع خطة لعبه الجديدة وفلسفته التدريبية والتي تعتبر مزيجا بين الجانب التكتيكي، الفني والانضباطي،: «اليوم نحن أمام أسلوب لعب جديد وفلسفة مختلفة عن تلك التي كانت موجودة في السابق، يتوجب على اللاعبين التعامل بإيجابية مع الوضعية الجديدة، الجانب الانضباطي مهم جدا في طريقة عملي ولا يتوجب إهماله». وفي رده عن سؤال بخصوص عزمه إجراء تغييرات على تشكيلة المنتخب الوطني، أكد غوركوف أنه لن يكسر المجموعة، لذلك فضل استدعاء جميع اللاعبين الذين عملوا في الفترة الأخيرة مع المدرب السابق وحيد حليلوزيتش ما عدا الاستثناء مهدي زفان الذي يعتبر لاعبا جديدا، الناخب الوطني علق قائلا: «كما قلت سنعمل على الاستمرارية ولن نكسر المجموعة، بدليل أننا استدعينا جميع اللاعبين الذين كانوا ضمن مخططات المدرب السابق، وعليه لا يمكن القول أني قمت بتغييرات كثيرة». غياب غلام ضربة موجعة و مصباح خياري أمام إثيوبيا وقال الناخب الوطني بأن عودة المدافع بلحاج ليست واردة الآن، ملمحا إلى أن مصباح قد يعوض زميله الغائب غلام خلال مباراة إثيوبيا، حيث أوضح غوركوف بأنه يعرف المدافع الدولي السابق نذير بلحاج جيدا، لكنه استطرد ليبين بأن ملف عودته ليس مطروحا في أجندته الآن. ملمحا إلى أن الظهير الأيسر جمال مصباح قد يعوض غياب زميله فوزي غلام بداعي الإصابة، خاصة وأن اللاعب الجديد لفريق سامبدوريا الإيطالي يتمتع بعامل الخبرة. أملك معلومات عن إثيوبيا والرطوبة عدونا الأول وختم غوركوف حديثه خلال الندوة الصحفية بالإشارة إلى نقطة مهمة تخص منافس الخضر الأول في التصفيات، حيث قال بأن لديه معلومات عن منتخب إثيوبيا الذي لفت انتباهه خطه الهجومي، بالنظر للسرعة الكبيرة التي يتمتع بها، وأضاف التقني الفرنسي بأنه يخشى كثيرا من عامل الرطوبة، سيما في ظل الارتفاع عن سطح البحر، مؤكدا بأنه كان يمني النفس في الانتقال مبكرا، ولكن تواريخ الفيفا لا تسمح بذلك.