الجزائر تسلم دعوات الحوار للأطراف الليبية بعد العيد أعلن مسؤول ليبي، بان بلاده ستستقبل بعد عطلة عيد الأضحى، وفدا جزائريا رفيعا، لتسليم الدعوات بشكل رسمي إلى كافة الأطراف المعنية بالحوار الذي ستحتضنه الجزائر شهر أكتوبر الجاري، وقال المسؤول الليبي، بان أطراف عديدة في ليبيا تبارك الخطوة الجزائرية، مشيرا بان عدداً من الأحزاب والقوى السياسية الليبية توجهت بخطاب إلى الحكومة الجزائرية، قبل تسليمها الدعوة، لتشجيع جهود الجزائر، وإعلان المشاركة والمساهمة في الحوار. كشف مصدر دبلوماسي ليبي، بان بلاده ستستقبل وفداً دبلوماسياً جزائريا مباشرة بعد عيد الأضحى لتسليم دعوات إلى كافة الأطراف الليبية، للمباشرة بحوار الجزائر». وذالك في سياق استعدادات الجزائر لاحتضان جولة الحوار بين فرقاء الصراع في ليبيا، وقال المسؤول الليبي، في تصريح لوكالة إخبارية في ليبيا، بان الحوار قد يجري خلال الفترة من 18 إلى 27 أكتوبر الجاري. وأوضح المسؤول الليبي، أن أطراف كثيرة في ليبيا ترحب بالمبادرة التي أطلقتها الجزائر لاحتضان الحوار، وقال بأن «عدداً من الأحزاب والقوى السياسية الليبية توجهت بخطاب إلى الحكومة الجزائرية، قبل تسليمها الدعوة، لتشجيع جهود الجزائر، وإعلان المشاركة والمساهمة في الحوار». وفي سياق متصل، كشف المبعوث الإيطالي الخاص إلى ليبيا غيوسي بوتشينو غريمالدي، أن بلاده تنسق مع الجزائر لإطلاق «جلسات للحوار المباشر» بين الأطراف الليبية في العاصمة الجزائرية خلال استضافتها اجتماعاً لدول الجوار الليبي خلال أكتوبر الجاري، وقال بان مبادرة الجزائر بجمع فرقاء الأزمة الليبية يحظي بدعم دولي كبير لوقف الاقتتال الدائر في ليبيا. وقد التقت الأطراف الليبية، الاثنين بمدينة غدامس الحدودية، لمناقشة الملفات المطروحة خلال جلسات الحوار، وقال مصدر حكومي ليبي، أن «لقاء غدامس» يعتبر محطة حوارية أولى، قبل الانتقال إلى المحطة الثانية في الجزائر. وأضاف بان اللقاء «يهدف إلى إنهاء الصراع الحاصل بين البرلمانين الليبيين، وحسم الازدواجية البرلمانية والحكومية التي زادت من تعقيد الأوضاع والأزمة الداخلية». وإنهاء الانقسام السياسي، وحسم مسألة تسليم العهدة التشريعية. و عرف الحوار الأول من نوعه بين أطراف النزاع في ليبيا، بداية متعثرة سرعان ما تبددت مساءً، مع اتفاق المجتمعين على وقف إطلاق النار، وفتح المطارات وعلاج جرحى طرفي الاقتتال، أي قوات فجر ليبيا، والقوات المحسوبة على عملية «الكرامة» بقيادة اللواء خليفة حفتر. كما اقترح وفد مجلس النواب (الذي يتخذ طبرق مقراً له) انسحاب قوات الزنتان من منطقة بئر الغنم جنوب غرب طرابلس، شرط عدم دخول قوات فجر ليبيا للزنتان. ودام الاجتماع قرابة الساعتين، ولم يتوصل إلى أي اتفاق ملموس لكن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، أشاد باللقاء ووصفه بأنه «كان بناء جدا وايجابيا جدا».وقال: «لقد اتفقنا على بدء عملية سياسية وان نتناول كل القضايا سلميا» مضيفا أن الاجتماع اختتم ب «نداء من كل الأطراف الحاضرة إلى وقف إطلاق نار كامل». وأضاف ليون أن اجتماعات أخرى للحوار ستعقد بعد عطلة عيد الأضحى دون تحديد تاريخ دقيق. وحضر الاجتماع، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ومندوبون دوليون، فضلاً عن ممثلين عن الجزائر وتونس ومصر، وأشاد ليون، لدى افتتاح الاجتماع، بما قال إنه «يوم تاريخي لليبيا وللعالم»، مؤكدا أن الاجتماع «المدعوم من المجتمع الدولي، يوجه رسالة وحدة قوية لليبيين». وقال أحد أعضاء بعثة الأممالمتحدة لوكالة «فرانس برس»، إن أعضاء المعسكرين «أعطوا انطباعا جيدا وقدموا بنوايا حسنة. وهذا بحد ذاته أمر إيجابي جداً». وحظي المسعى الجزائري لجمع فرقاء الأزمة الليبية، بدعم إفريقي، إذ أصدر الاتحاد الإفريقي بياناً دعا فيه إلى إجراء حوار شامل بين جميع الأطراف السياسية في ليبيا، وأكد الاتحاد على أنّ «التدخل العسكري لن يحلّ الأزمة، بل سيعقّدها ويفاقم من آثارها الإقليميّة والدوليّة». وجدّد الاتحاد تأكيده دعم جهود الحوار وضرورة دعم العملية الديمقراطية، واحترام الإعلان الدستوري بما في ذلك دعوة أطراف تمثل النظام السابق للمشاركة في الحوار، وهو الأمر الذي قوبل بمواقف متحفظة من دعوة أركان النظام السابق إلى حوار الجزائر، خشية من إعادة إنتاج نظام العقيد الراحل، معمر القذافي. وفي السياق، قول رئيس حزب «العدالة والبناء»، محمد صوان، إن «دعوة أركان نظام القذافي إلى حوار الجزائر لن يكون مجدياً، ولن يساهم في إنجاحه». وأضاف أن «الحوار ينبغي أن يكون أولاً بين شركاء ثورة 17 فبراير مهما كان الاختلاف بينهم». ويلفت القيادي الحزبي، إلى أن «الحوار لا غنى عنه لحل الأزمة السياسية في ليبيا»، مبديا تقديره للدور الذي تلعبه الجزائر وحرصها على رأب الصدع بين الليبيين ورفض التدخل الخارجي.