حوامل يضعن في الطريق و مدخل عيادات التوليد و سيارات الإسعاف رغم الاهتمام و الترتيب المسبق الذي توليه الحوامل لموعد الإنجاب، حتى لا يتركن شيئا للصدفة، فإن بعضهن لا يسلمن من المفاجآت غير المتوّقعة، كتسارع المخاض و الوضع قبل الوصول إلى عيادة التوليد، و هي الحالات التي رغم ندرتها تبقى تشكل هاجسا للكثير من الحوامل. و قد أكد مختصون بقسم التوليد بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس بقسنطينة تسجيل ما لا يقل عن 10 حالات على الأقل في السنة. أغلب الحوامل، يحرصن على تحضير كل شيء يخص موعد الانجاب باهتمام كبير، تفاديا لأي مشكل قد يصادفنهن، كالولادة المبكرة التي تخشاها الكثيرات، غير أن ما لا يتوقعه البعض، هو حوادث الولادة في الشارع، في السيارة، أو في سيارة الإسعاف أو في البيت، النصر تنقل شهادات سيدات عشن مثل هذه المغامرات المربكة. أم تقي الدين، التي وضعت بمدخل عيادة التوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس، سردت لنا حالة الهلع التي انتابتها و زوجها و والدتها التي كانت شبه متأكدة من حدوث المفاجأة، قبل وصولهم إلى المستشفى، لخبرتها و معرفتها الكافية للأعراض التي تسبق الولادة، حيث سألتها بنبرة معاتبة، عن موعد تمزق كيس الماء المحيط بالجنين و لما علمت بجهل ابنتها لذلك كاد يغمى عليها من القلق و طلبت من صهرها الإسراع إلى المستشفى حتى لا تتفاجأ برفض استقبالها بباقي العيادات القريبة لاعتبار حمل ابنتها الأول. و روت لنا و هي تضحك» كنت كلما صرخت من الألم يوقف زوجي السيارة، فتؤنبه والدتي و تصرخ بدورها»الطفل جاء و ابنتي ستموت»، لأنها شعرت بنزول الرضيع». من جهتها، أسرت والدة السيدة المحظوظة التي أنجبت مولودها الأول بمدخل العيادة بأنه كاد يغمى عليها و هي ترى الدم بالسيارة بعد حمل صهرها لابنتها و إسراعه داخل العيادة أين أكملت إحدى القابلات عملية التوليد، قبل أن يلتحق بها الفريق الطبي الذي حمل الطفل إلى قسم الرضع حديثي الولادة لإجراء الفحوصات اللازمة له، فيما نجت هي من مضاعفات نزيف خطير بعد انفصال المشيمة. يرفض بيع سيارته لأن مولوده الأول ولد داخلها و لا تختلف قصة السيدة ريان عن قصة أم تقي الدين من حيث جهلها للأعراض التي تسبق الوضع، حيث أكدت بأنها لم تشعر بألم المخاض، و لا أي أعراض من تلك التي نبهها إليها نساء محيطها، و تقول ريان بأنها حضرت عرس ابنة عمها و رقصت كما لم ترقص من قبل دون تعب، لكن عند عودتها إلى البيت بدا وجهها شاحبا ففضلت استشارة شقيقة زوجها طالبة في معهد الطب التي نصحتها بدورها بمهاتفة جارتها القابلة لكونها في شهرها التاسع، وعند حضور هذه الأخيرة و فحصها لريان أعلنت حالة الطوارئ و بدل انتظار سيارة الإسعاف فضل زوجها نقل زوجته إلى مركز سيدي مبروك، و كله ثقة في جارتهم القابلة، غير أن الرضيع رفض الانتظار و اختار سيارة والده على العيادة مكانا لازدياده، الشيء الذي جعل والده يرفض بيع سيارته من نوع كونغو، لا لشيء سوى لأن ابنه «ميسر» رأى النور فيها. و روت قابلات من قسنطينة مغامرتهن مع بعض الحوامل القادمات من خارج الولاية و اللائي يضعن أطفالهن في سيارات الإسعاف، مؤكدات تعرض أغلبهن إلى مضاعفات خطيرة أهمها النزيف و اتساع غشاء العجان. حيث ذكرت إحدى القابلات العاملات بعيادة سيدي مبروك حالة امرأة من أم البواقي التي كادت تفقد رضيعها لأن الحبل السري كاد يخنقه، لقلة خبرة مرافقها بسيارة الإسعاف. و أكدت طبيبتان مختصتان في طب النساء و التوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة بأن أغلب حوادث الوضع في الشارع أو داخل سيارة الإسعاف أو السيارة التي يواجهنها من حين إلى آخر، تكون ضحاياها نساء سبق لهن الإنجاب، لاعتقادهن بأنهن أكثر خبرة، لذا يفضلن التريث قبل الذهاب إلى العيادة، غير أن المخاض المبكر لا يترك لهن فرصة، و يجدن أنفسهن في مواقف لا يحسدن عنها، فمنهن من وضعن أولادهن في البيت، و منهن من جرّبن الانجاب داخل سيارة الإسعاف تقول إحدى الطبيبات، إشارة إلى تواصل عمليات نقل النساء الحوامل من خارج الولاية لأجل الولادة بإحدى مراكز و عيادات التوليد بقسنطينة ، و التي أكدت أن ولايات ميلة، جيجل و سكيكدة تبقى في المقدمة رغم تعليمة عدم استقبال هذه المراكز لحالات الولادة العادية و غير الاستعجالية. و أضافت ذات المختصة بأن حوادث الولادة خارج العيادة تبقى نادرة، لكنها موجودة و يصل عددها حوالي عشر حالات سنويا.