مانهاست (نيويورك)- اختتمت أشغال الاجتماع غير الرسمي الخامس بين جبهة البوليزاريو و المغرب يوم الأحد بمنهاست (نيويورك) دون تحقيق تقدم كبير في المباحثات بين الطرفين. و جرى هذا اللقاء تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية كريستوفر روس بحضور وفدي الطرفين.و قاد الوفد الصحراوي رئيس المجلس الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية خاطري ادوه كما يضم الوفد المنسق الصحراوي مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو) امحمد خداد و ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة أحمد بخاري. و قد حضر جلسات افتتاح الأشغال واختتامها ممثلان عن الدولتين المراقبتين الجزائر و موريتانيا. و عقب هذه الجولة الجديدة من المفاوضات غير الرسمية التي نظمت على مدى يومين قرأ روس أمام الصحافة بيان الاجتماع مشيرا إلى أن المحادثات جرت في "جو ساده الالتزام الجاد و الصراحة و الاحترام المتبادل". و أكد روس في هذا الصدد أن اقتراحات الطرفين (جبهة البوليزاريو والمغرب) قدمت من جديد و لكن في نهاية الاجتماع "ظل كل طرف يرفض اقتراح الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات مستقبلا". و أضاف أنه "دائما في إطار تطبيق لوائح مجلس الأمن ذات الصلة الخاصة بمسار المفاوضات الجارية باشر الطرفان مباحثات معمقة حول تصورات جديدة قصد خلق حركية جديدة في المسار على أساس لقاءات منتظمة". و بهذا الصدد أفاد المبعوث الشخصي لبان كي مون أن "الطرفين قدما وناقشا بشكل أولي أفكارا ملموسة سيتم تطويرها خلال الجولة المقبلة من المفاوضات غير الرسمية في مارس 2011". و من جهة أخرى أوضح أن الطرفين أعربا عن ارتياحهما لاستئناف الزيارات العائلية عن طريق الطائرة. و كما كان متفقا عليه خلال الاجتماع غير الرسمي الثالث في نوفمبر الفارط "ينتظر أن تلتقي الوفود الأربعة مكتب المحافظة السامية للاجئين في جنيف في بداية شهر فبراير من اجل استعراض كامل لتطبيق برنامج العمل الخاص بإجراءات الثقة و التقدم نحو إطلاق زيارات عن طريق البر". و من جهته صرح رئيس الوفد الصحراوي خاطري ادوه للصحافة أن "المحادثات تمحورت حول اقتراحات حلول قدمها الطرفان لتسوية مشكل الصحراء الغربية" مضيفا أنه يجب تسوية هذا النزاع على أساس احترام حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير. و أكد يقول بهذا الشأن "مع الأسف يجب الإشارة مرة أخرى الى أن المغرب يستمر في تفادي تفاوض حقيقي من اجل تجسيد هذا الهدف الذي ما فتئ يطالب به المجتمع الدولي". و استطرد يقول أنه خلال الجولة الخامسة هذه "تم التطرق مطولا إلى مسألة انتهاكا حقوق الإنسان من طرف المغرب في الصحراء الغربية على ضوء التصريحات الأخيرة التي جاءت بها منظمات مغربية نفسها حول المصير المأسوي لمئات الصحراويين و من بينهم نساء وأطفال هلكوا خلال 35 سنة الماضية في السجون والثكنات العسكرية المغربية". و أكد من جهة أخرى أنه "على أساس شهادات مؤثرة للعديد من المنظمات الإنسانية الدولية طلبت جبهة البوليزايو إرسال بعثة تحقيق دولية مستقلة قصد إلقاء الضوء على القمع الذي يرتكب في الأراضي الصحراوية لاسيما منذ الهجوم الدامي للقوات المغربية على مخيم اكديم ايزيك" في نوفمبر الفارط. و يرى ممثل الصحراء الغربية أن "جبهة البوليزاريو أكدت أيضا انه لمواصلة مفاوضات ذات مصداقية و مثمرة يجب بالضرورة إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في المغرب و فتح الأراضي الصحراوية أمام المراقبين الدوليين". كما أعلن أن "الطرفين قدما من دون المساس بالوضع النهائي للأراضي أفكارا من أجل بعث المباحثات الجارية سيتم تطويرها خلال اجتماع مارس المقبل". و على هامش هذه الندوة الصحفية صرح المنسق الصحراوي مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) امحمد خداد لوأج انه "مع الأسف لم يتم تحقيق تقدم حول عمق المشكل بسبب الموقف المغربي". و بالتالي فإن "الطرف الصحراوي يأمل في أن تساهم التصورات الجديدة في بعث المسار حول عمق المسالة المتمثل في تطبيق لائحة مجلس الأمن الاممي التي تنص على مفاوضات دون شروط مسبقة للتوصل إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". ولاحظ انه خلال هذا الاجتماع غير الرسمي "تبين أن المغرب يتهرب من مناقشة المسالة في العمق و يحاول تمديد مسار المفاوضات إلى اجل غير محدد". للتذكير كان المغرب و جبهة البوليزاريو قد باشرا في جوان 2007 مفاوضات مباشرة بإشراف من الأممالمتحدة شملت 4 جولات بمنهاست و 5 اجتماعات غير رسمية بفيينا (النمسا) و منهاست. و تطبيقا للإعلان حول منح الاستقلال للدول و الشعوب المستعمرة صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر الفارط على لائحة تدعم المفاوضات بهدف التوصل إلى "حل سياسي عادل و دائم و مقبول من الطرفين يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي".