يجري بوهران إنجاز العديد من العمليات تتعلق بالتهيئة المندمجة من أجل تثمين المناطق الرطبة التي تزخر بها الولاية وذلك باستحداث "ستار نباتي" عن طريق التشجير والعمل على ترقية التنمية المستدامة. وترمي هذه العمليات الممتدة على عدة سنوات إلى حماية والحفاظ على هذه المواقع ذات المنفعة البيولوجية والإيكولوجية "بالسعي على وجه الخصوص إلى تجسيد برنامج غرس 48 ألف شجرة" حسب ما أشار اليه رئيس مصلحة النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات. وقد برمج غرس حوالي 15 هكتارا خلال هذه السنة بالمنطقة الرطبة "ضاية أم غلاز" الواقعة على بعد 10 كلم جنوب بلدية وادي تليلات وفق نفس المصدر. ويأوي هذا الفضاء الطبيعي الذي يمتد على مساحة 300 هكتار ما يعادل 50 بالمائة من مختلف أنواع الطيور المائية التي تم إحصاؤها عبر المناطق الرطبة الثمانية للولاية كما أوضح ذات المسؤول مذكرا بغرس 2000 شجيرة السنة الماضية على مستوى المنطقة الرطبة "ضاية مرسلي" بدائرة السانية. كما أشار رئيس مصلحة النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات بمناسبة إحياء الذكرى الأربعين للتوقيع على إتفاقية "رامسار" لحماية المناطق الرطبة تحت شعار "الغابات فضاءات حيوية للمياه والمناطق الرطبة" إلى وجود برنامج للمراقبة المتواصلة مبرزا إجراءات أخرى ترمي إلى الحفاظ على هذه المواقع من خلال عمليات منتظمة للتنظيف وإزالة النفايات. ومن جهته ذكر إطار بوكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني "شط الشرقي" أن برنامج حماية هذه الفضاءات الحيوية يشمل على العديد من العمليات المتعددة القطاعات منها تهيئة "السبخة الكبرى" (43000 هكتار) والتي تعد منطقة رطبة مصنفة. وتشكل هذه المنطقة جزءا من الحوض المتدفق للسبخة التي تمتد عبر ولايات وهران وعين تموشنت وسيدي بلعباس على مساحة 1878 كلم مربع. وتشمل هذه العمليات المتعددة القطاعات أساسا إعادة استغلال المياه المستعملة المعالجة بمحطة التصفية للكرمة (وهران) مما سيسمح بسقي 8 ألاف هكتار من الأراضي الفلاحية (وهو برنامج لم ينطلق بعد) وانجاز محطة للتطهير بطفراوي والمخطط الجاري تجسيده للتهيئة الجهوية للإقليم وفتح طريق بين وادي تليلات وحاسي الغلة فضلا عن تهيئة موقع سياحي وانجاز حواجز مائية. وذكر ذات المصدر أنه تم انجاز مشاريع هامة بولاية وهران منها محطة معالجة المياه المستعملة للكرمة الواقعة بالجهة السفلى للسبخة فيما يجري انجاز مركز للردم التقني للنفايات بحاسي بونيف وهذا على أساس اقتراحات قدمت من طرف وكالة الحوض الهيدروغرافي "الشط الشرقي". وقد تم استحداث محطة تطهير المياه المستعملة للكرمة بهدف معالجة المياه التي كانت تصب في "السبخة الكبرى" لوهران التي تحتل سدس مستحة إقليم الولاية. كما لانجاز مركز للردم التقني أهميته بالنظر إلى الأضرار التي تتعرض إليها هذه المنطقة الرطبة باعتبار أنها أصبحت موقعا لتراكم النفايات من مختلف الأنواع. وبالموازاة مع هذه العمليات تم إعداد برنامج للتحسيس والإعلام حيث برمج بالتعاون مع قطاع التربية نزهة في الهواء الطلق لفائدة 200 تلميذ من الطورين الابتدائي والمتوسط يوم 2 فبراير باتجاه "ضاية أم غلاز". ويكمن الهدف من هذه المبادرة في اتاحة الفرصة للمتمدرسين الاطلاع على الجوانب ذات الصلة بعلم الطيور كما سطر بالمناسبة معرض بعين المكان حول هذه الأوساط الطبيعية. وللإشارة تزخر ولاية وهران بثماني مناطق رطبة معروفة بقيمتها البيئية وتنوعها البيولوجي منها أربعة مصنفة وهي "السبخة الكبرى" و"ملاحات أرزيو" (2900 هكتار) و"المقطع" (19000 هكتار) وبحيرة "تيلامين"(1100 هكتار) فيما تتمثل المناطق الأربعة الأخرى في "أم غلاز"(300هكتار) و"ضاية سيدي الشحمي" (100 هكتار) و"ضاية مرسلي" (150 هكتار) و"ضاية البقرة" (375 هكتار). وتضم هذه الفضاءات الطبيعية العديد من أصناف النباتية والحيوانية منها طيور مائية كالنحام الوردي والبط والنورس الفضي وغيرها من الطيور.