الجزائر - ينهي حلف شمال الأطلسي (الناتو) رسميا يوم الإثنين عملياته العسكرية الجوية في ليبيا بعد أسبوع من تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على إنهاء التفويض الذي منحه للدول الأعضاء فى الحلف ل"حماية المدنيين الليبيين" وذلك عقب الإعلان عن "تحرير كامل التراب الليبي" إثر مقتل العقيد معمر القذافي. وقبيل ساعات عن الإعلان الرسمي على نهاية المهمة العسكرية للناتو في ليبيا شرع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن اليوم في زيارة إلى ليبيا تعتبر الأولى له منذ أن قام الناتو بتنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض حظر للطيران فوق الأراضي الليبية ل"حماية المدنيين" في 31 مارس الماضي. وأكد راسموسن خلال محادثات أجراها مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أنه "بحلول منتصف اليوم الإثنين ال31 من أكتوبر 2011 سينتهى فصل كامل في تاريخ حلف الناتو بنجاح إلا أن الشعب الليبى بدأ بالفعل فى كتابة فصل جديد في تاريخ ليبيا". وأضاف أن "ما تمر به ليبيا من تجربة فى الوقت الراهن قد سبق ومرت به عدة دول أعضاء بحلف الناتو ذاته وأن الناتو وحلفاؤه يعلمون جيدا أن هذه المرحلة ليست بالسهلة وأن هناك العديد من التحديات التى مرت بها هذه الدول". وكان حلف (الناتو) قد وافق رسميا يوم الجمعة الماضي على انهاء عملية "الحامي الموحد" التي استمرت سبعة أشهر في ليبيا في 31 أكتوبر وذلك بعد أن صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على القرار رقم 2016 الذي نص على إنهاء العمليات العسكرية الدولية فيها نهاية الشهر الجاري وكذلك إنهاء فرض حظر الطيران فوقها وتخفيف الحظر الدولي على الأسلحة وإنهاء تجميد أموال المؤسسة الوطنية للنفط وجميع القيود على البنك المركزي وغيره من المؤسسات الرئيسية في البلاد. ويأتي هذا القرار رغم دعوة رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل حلف شمال الأطلسي بتمديد مهمته في ليبيا "حتى نهاية العام الجاري على الأقل". وعلى مدى أكثر من سبعة أشهر شنت طائرات حلف الناتو غارات على مواقع تابعة للنظام الليبي السابق غير أنه خلال تلك الغارات الجوية أوقعت طائرات الناتو خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأمر الذي خالف تفويض مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي دعا ل"حمايتهم" من خلال إقامة منطقة حظر جوي فوق ليييا. وكانت عدة دول من بينها روسيا والصين انتقدت بشدة العمليات العسكرية بقيادة الناتو على ليبيا حيث قالت أن الضربات الجوية "تجاوزت تفويض القرار 1973" الذى يقضي بحماية المدنيين. وفي سياق متصل حذر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا "أوتشا " من التهديدات التي تشكلها الألغام والذخائرالحربية التي لم تنفجر والأعداد الكبيرة من الأسلحة الخفيفة على حياة المدنيين في ليبيا والتي تعيق وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وقال تقرير وزعه مكتب "أوتشا" بالقاهرة عن الفترة من 19 إلي 23 أكتوبر الجاري إن وكالات الإغاثة تقوم بعمليات إزالة للألغام وتتعاون مع السلطات الليبية المؤقتة من أجل بحث سبل مواجهة هذه التهديدات. وعلى الصعيد الانساني أوضح تقرير "أوتشا " أن برنامج الأغذية العالمي وفر أكثر من 7500 طن من المساعدات المستعجلة ودعم النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة حتى يتم عودتهم إلى منازلهم موضحا أن الفريق المعني بالمساعدات الغذائية يعد إستراتيجية للانتقال من مرحلة الاستجابة الطارئة والإغاثة إلى الانتعاش. وبخصوص المرحلة الإنتقالية بدأت السلطات الجديدة في ليبيا مشاوراتها بشأن تشكيل حكومة مؤقتة جديدة بعد أن دخلت البلاد رسميا في 23 أكتوبر الجاري مرحلة انتقالية مع إعلان المجلس الوطني الانتقالي "تحرير كامل التراب الليبي" إثر مقتل العقيد معمر القذافي على يد قوات المجلس الإنتقالي الليبي في مدينة سرت جنوب البلاد وذلك بعد حوالي 8 أشهر على بدء المعارك بين قوات المجلس والموالين للنظام الليبي السابق. وفي سياق متصل أكد رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإنتقالي الليبي محمود جبريل أن أبرز أولويات المرحلة المقبلة على الساحة الليبية ضرورة الشروع في عملية مصالحة شاملة ومن ثم العمل على إجراء أول انتخابات بعد تحرير البلاد خلال مدة أقصاها ثمانية أشهر وذلك وفقا للوثيقة الدستورية التي سبق للمجلس الوطني الانتقالي الليبي أن أعلنها من مدينة بنغازي (شرق ليبيا) في 17 أوت الماضي. وتنص الوثيقة الدستورية على "تسليم السلطة لمجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر وتبني دستورا جديدا" للبلاد.