الجزائر - تمكن المدافع الدولي لوفاق سطيف, عبد الرحمن حشود, من تسجيل سبعة أهداف منذ انطلاق هذا الموسم في الوقت الذي عجز خلاله مهاجمون, يعول عليهم, عن التسجيل, ويؤكد أنه هداف "بالفطرة" بفضل المهارات التي سمحت له باعتلاء صدارة هدافي بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم, حاليا. ويتقاسم المرتبة الأولى مع قلب هجوم مولودية العلمة, جمال بوعيشة كما أصبح هداف الوفاق يتألق من مباراة لأخرى على غرار آخر مواجهة جمعت فريقه بوداد تلمسان (فاز 3-1) خلال الجولة 11. ولم يغض الناخب الوطني الحالي, وحيد حليلوزيتش, الطرف عن المدافع الأنيق ل"الكحلة", 23 سنة (ولد يوم 2 جويلية 1988) ولم يتأخر في توجيه الدعوة إليه قصد الإلتحاق ب"كتيبة الخضر" خلال المواجهة السادسة والأخيرة للتصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2012 والتي فازت الجزائر فيها أمام منتخب إفريقيا الوسطى (2-0) يوم 9 أكتوبر الماضي. "حتى وأني ألعب كمدافع إلا أنني لا أتوان في الصعود إلى الهجوم لتقديم الدعم لزملائي وإسنادهم بالتفوق العددي. أحيانا عندما أجد نفسي في وضعية مناسبة أجرب فرصتي وأتحمل المسؤولية", حسب ما صرح , الدولي الجديد, لواج, على هامش تكريمه ليلة أول أمس الإثنين بعد تحصله على لقب "اكتشاف الموسم" خلال حفل "الكرة الذهبية 2011" الذي نظمته إحدى الجرائد المتخصصة. وعلى الرغم من أن نجمه سطع منذ بداية الموسم, غير أن حشود بقي محافظا على تواضعه خصوصا وأنه يبقى مطالبا بإثبات قدراته. "لا أزال شابا وينتظرني مشوار طويل, علي مواصلة العمل وتفادي الغرور خاصة وأني إنسان متواضع في حياتي اليومية وأتمنى أن أبقى كذلك" يضيف اللاعب. العطاف... أولى المحطات ويعتبر نادي العطاف بعين الدفلى أول خطوة خطاها حشود في مشواره الكروي, حيث تعلم أبجديات الكرة هناك, وتعد المحطة الأولى التي شقت له طريق التألق منذ نعومة أظافره, علما وأن هذه المدينة هي مسقط رأس هداف "النسر الأسود". "الفضل يعود إلى فريقي الأول العطاف الذي تعلمت, خلال تدرجي مع مختلف فئاته, مداعبة الكرة إلى غاية ارتقائي لصنف أواسط السنة الأولى لأتوجه إلى مولودية الجزائر حيث بقيت هناك مدة سنتين" يقول حشود. وقرر, المدافع الهداف, بعد ذلك حزم أمتعته وتغيير الأجواء متنقلا إلى نادي أهلي برج بوعريرج, حيث شرع في إثبات قدراته ومهاراته هناك "على مستوى فريق أهلي البرج إستعدت معالمي وكان فريقا رائعا خاصة وأنه منحني فرصة اكتساب خبرة أكبر لاستغلالها في بقية المشوار" يصرح إبن العطاف. ومنحه مشواره الكروي فرصة بلوغ نهائي كأس الجزائر رفقة "الجراد الأصفر" بتاريخ 21 ماي 2009 أمام شباب بلوزداد, غير أن ضربات الترجيح حرمته من معانقة "السيدة الكأس" وتذوق طعم أول إنجاز له ولفريقه آنذاك, وهي الذكرى الأسوأ بالنسبة له. ويتحدث حشود عن تلك الذكرى قائلا "لم أوفق في ذلك اليوم من أجل تحقيق أول لقب في مشواري الكروي وتبقى خيبة أمل كبيرة". وأسال, تألقه خلال المواسم الثلاثة مع "الكابا", لعاب الفريق الجار وفاق سطيف الذي سعى إلى ضمه, وتمكن هذا الفريق, فعلا, من إقناعه والإستفادة من خدماته نهاية موسم 2010. "عندما قررت اللعب لصالح الوفاق, كنت أعلم أنني قد اخترت فريقا طموحا, خصوصا بعدما منحني عهدا جديدا في مشواري, وبعد موسم رائع, أدركت أني أصبت في اختياري والدليل على ذلك هي الدعوة التي تلقيتها من قبل المنتخب الوطني" حسب نفس اللاعب. وفيما يتعلق بمستقبله مع فريق "عين الفوارة" فإن عقده سينتهي مع اختتام الموسم الجاري, لكن اللاعب لا يحبذ تخطي بعض المراحل راغبا في التعلم أكثر قبل التوجه خارج الوطن. "حقيقة أني أحلم بالتألق مع ناد أوروبي مثل كل لاعب طموح, لكن علي أن أبقى واقعيا لأن أمورا عدة لم أتعلمها بعد في الجزائر, وفي حالة عدم توفر أي عرض جدي سأواصل مسيرتي مع وفاق سطيف حيث أشعر بالراحة ضمن صفوف هذا النادي", حسب حشود, الذي أشار في نفس السياق أن مناجيرا يعمل بفرنسا يرغب في تحويله إلى نادي موناكو (الرابطة الفرنسية الثانية). وأوضح في هذا الشأن "أرفض التوجه لهذا الفريق لأن طموحاتي وبكل بساطة تتجاوز الرابطة الفرنسية الثانية". "مولع بريال مدريد" "يوم 10 ديسمبر المقبل سأكون على موعد مع الشاشة كي لا أضيع الكلاسيكو بين ريال مدريد ونادي برشلونة الذي لا يعوضه ملك الدنيا, سأكون وفيا للريال الذي أعشقه" حيث وصف حشود بهذه الكلمات ميوله الكبير للرائد الحالي للبطولة الإسبانية. وعلى الرغم من ولعه ب"المرينغي" إلا أن إبن مدينة العطاف يبقى من المعجبين الموهبة الأرجنتينية ونادي برشلونة "الظاهرة" ليونيل ميسي, الذي "يبقى من أحسن اللاعبين في العالم رفقة كريستيانو رونالدو" ويضيف أيضا "يذهلني كثيرا بلقطاته الفنية وسرعته الفائقة وتمركزه الجيد فوق الميدان, إنه عبقري, وهو من المميزين لدي رفقة كريستيانو رونالدو", ولم ينس ذكر قائد منتخب فرنسا السابق ذا أصول جزائرية زين الدين زيدان حيث يقول عنه أنه "لاعب مثالي". ويرغب عبد الرحمن حشود في كسب ثقة الناخب الوطني تحسبا للمواعيد الكروية المقبلة, حيث أفاد في هذا الصدد "سأضاعف المجهودات كي أكون ضمن اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم إلى الفريق الوطني مرة أخرى وهو هدفي الرئيسي".