تشهد أمسيات الأيام الوطنية العشرين للمسرح بسكيكدة منذ انطلاقها حضورا ملفتا للجمهور مما سمح بكسر الرتابة بهذه المدينة التي لم تشهد منذ مطلع هذه السنة الكثير من التظاهرات الفنية و الثقافية. و يتواصل لليوم الرابع على التوالي على ركح المسرح الجهوي لروسيكاد منذ الخميس الماضي توافد الفرق المسرحية لتقديم عروضها و التنافس على الظفر ب"الدلفين الذهبي" و ذلك وسط تشجيع من جمهور أبهرته عروض الممثلين الشباب و تألقهم في آداء أدوارهم. ووسط هذه الأجواء أبدت لطيفة.غ القادمة من ولاية قسنطينة رفقة أبنائها لتمضية العطلة المدرسة الربيعية في منزل والديها سعادتها لتزامن تواجدها بسكيكدة مع تنظيم هذه التظاهرة الفنية التي ستسمح لها بمشاهدة بعض العروض المسرحية المبرمجة. وقدمت الجمعية الثقافية و العلمية "أغبالو" من تيزي وزو سهرة افتتاح هذا المهرجان مسرحية بعنوان "متشردون ولكن" صنعت البهجة و أبهرت الجمهور. ويروي هذا العمل الفني الذي كتب نصه و أخرجه سيد أحمد دراوي قصة أشخاص يعيشون على هامش المجتمع يستولون على أحد البيوت رمز له في المسرحية بهيكل تملأه الكتابات. و تمثل هذه المجموعة كل شرائح المجتمع حيث ضمت فتاة تم التخلي عنها لدى ولادتها و كذا بطالا حائزا على عدة شهادات و شابا ينحدر من عائلة ثرية يبحث عن الحنان .ويجتمع هؤلاء الأفراد ويصبحون عائلة واحدة بقيادة"الفهد " الذي تمكن من جعلهم متلاحمين و متعلقين بالوطن على الرغم من وضعيتهم المزرية مبعدا إياهم عن شتى أساليب الانحراف و اللصوصية إلى غاية ظهور مجموعة أخرى تحترف السرقة و المخدرات و تبدأ بتهديد استقرارهم. ومن جهتها أبدعت جمعية "النوارس و الفنون الدرامية من البليدة في مسرحية "فجر إبليس" في أدائها خلال ثاني سهرات هذه الأيام حيث تجاوب الجمهور الحاضر مع المسرحية و الممثلين رغم جرأة هذا العرض الذي تتناول موضوع الاغتصاب حيث تدور أحداث حول زوجين يعيشان حياة هنيئة وهادئة إلى أن يتدخل إبليس من خلال تعرض الزوجة لحادثة اغتصاب من طرف صديق الزوج. و من المنتظر أن تتعاقب على ركح المسرح الجهوي فرق أخرى تتنافس على جائزة"الدلفين الذهبي" على غرار جمعية مسرح الشلف و جمعية المسرح لمدينة فوكا من تيبازة. وستختتم هذه التظاهرة الثلاثاء بعرض لفرقة مسرحية من تونس تشارك بصفتها ضيف شرف خارج المنافسة عملا يحمل عنوان "الهوة".