يشير الرصد الاولى لنتائج فرز اصوات الناخبين عبر لجان الاقتراع في انتخابات الرئاسة بمصر الى ان جولة الاعادة ستكون بين محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين واحمد شفيق رئيس الوزراء السابق في عهد الرئيس حسنى مبارك الذي اطيح به في فبراير 2011 . وبعد الفرز في 12.800 لجنة من بين 13.100 عبر مختلف المحافظات تبين تصدر مرشح الاخوان المسلمين المرتبة الاولى بحصده نحو 30.8 بالمائة من اصوات الناخبين التي تم فرزها والمقدرة بنحو 18 مليون ناخب يليه احمد شفيق ب 22.3 بالمائة ثم حمدين صباحي (20 بالمائة) ثم عبد المنعم أبو الفتوح (17 بالمائة) وعمرو موسى اخيرا ب 11 بالمائة . ورجحت النتائج الأولية ان محمد مرسي لن يستطع تحقيق الخمسين بالمائة زائد واحد المطلوبة من اجل حسم السباق الرئاسي من جولته الأولى. وحسب الملاحظين فان الانتخابات هذه حملت عدة مفاجآت منها حصلية الناصري حمدين صباحي الذي كانت الاستطلاعات تضعه قبل اسبوع في المرتبة الخامسة فيما احرز تقدما كبير في التصويت بفضل الدعم الذي قدمته له حركات "شباب الثورة" في اخر لحظة بعد انسحابها من دعم عبد المنعم ابو الفتوح. فيما مثل تراجع المرشح عمرو موسى الى المرتبة الاخيرة مفاجاة اخرى حيث كان يرشحه كثير من الملاحظين لقيادة جولة الاعادة مع عبد المنعم ابو الفتوح الذي تراجع بدورة بشكل مفاجئ الى المرتبة الرابعة وهو ما يكشف عن تسرب عديد من مؤيديه المحتملين سواء نحو حمدين صباحي او مرسي . اما محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين الذي يتاكد حجزه المكان الاول في جولة الاعادة مع احمد شفيق والمقررة يومي 16 و17 جوان القادم فكان متوقعا حصوله على مراتب اولى لما تتمتع به شبكة الاخوان المسلمين التي قادت حملته من قوة تعبئة وتنظيم وانتشار عبر كافة المحافظات المصرية وكذا لامكانياتها المادية والمالية. احمد شفيق بدوره الذي سيكون منافسا شرسا في جولة الدور الثاني حقق تقدما كبيرا خلال الاسبوع الاخير قبل بدء الاقتراع بفضل دعم الاقباط والصوفيين والمتعاطفين مع النظام السابق وشرائح من الشارع المصري بسبب سمعة ادائه في المناصب التي تقلدها سابقا . واسفرت الانتخابات ايضا عن نتائج مخيبة لامال ممثلي "حركات الثورة" التي ناضلت من اجل منع التيار الاسلامي ورموز النظام السابق من الوصول الى سدة الرئاسة غير ان ذلك لم يتحقق لها. وقبيل ساعات من اعلان النتائج النهائية المؤقتة للانتخابات الرئاسية في مصر التي شهدت اقبالا اقل بكثير مما كان متوقعا يسود الهدوء شوارع القاهرة في حين سجل تراجع لحركة المرور الى حد كبير هذا المساء بسبب الحر ولمتابعة الناس مجريات الفرز عبر وسائل الاعلام. كما يشهد ميدان التحرير لليوم الثالث على التوالي هدوء وخلا من المعتصمين والمتظاهرين فضلا عن اختفاء مشهد الخيام التي كانت منصوبة به واختفت منصات وشعارات حركات شباب الثورة. ومن المقرر ان تعلن النتائج النهائية المؤقتة للانتخابات من طرف اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بعد نهاية فرز الاصوات عبر كامل المحافظات المصرية. ويذكر ان مرشح الإخوان كان حقق تقدما كبيرا في نتائج الفرز الجزئي لأصوات المصرين بالخارج متقدما بفارق كبير على المرشح المستقل عبد المنعم أبو الفتوح. ومن المقرر ان يتم الاعلان عن نتائج الاقتراع في الخارج اليوم خلال اجتماع يعقد بوزارة الخارجية المصرية لإعادة فرز اصوات الناخبين بلجنتي الاقتراع في جدة والرياض المطعون في نتائجهما.