دعا رسامون مشاركون في الصالون الوطني الثاني للفنون التشكيلية الذي تتواصل فعالياته اليوم الأربعاء بوهران فناني الجيل الجديد إلى الاستلهام من التراث الوطني وابراز الهوية الجزائرية وتاريخها العريق وثورثها المجيدة في أعمالهم الفنية. وفي هذا الإطار ذكر الفنان النحات بوكرش محمد على هامش هذه التظاهرة أن "تميز الفنان التشكيلي الجزائري وحضوره وشهرته لا تكون الا بالاستلهام من تراثنا الأصيل الذي هو روح بيئتنا ومجتمعنا مما يجعله يتبوأ مكانة في الحركة التشكيلية والوصول إلى العالمية". وأوضح نفس الفنان الذي يشرف على لجنة تحكيم الخاصة بالمسابقة المبرمجة بالمناسبة أن "الفنان التشكيلي الجزائري بذل جهدا كبيرا لينتقل من التيار الغربي إلى التيار الذي له علاقة مع امتداده الحضاري فقدم أعمالا رائعة تبرز التراث والتاريخ الجزائري". ويرى الرسام بوخلدة حمزة من تيارت الذي يشارك في الصالون بلوحة فنية موضوعها مستوحى من خزان التراث أن "الجيل الجديد تفطن أن الرجوع إلى مرجعيتنا وتراثنا والتعريف بتاريخنا المجيد وتقاليدنا وعاداتنا سيوصلنا إلى العالمية" مؤكدا "على ضرورة التوفيق بين ما ذهبت اليه حركة 'الأوشام' أو'الصباغين' والتيار الغربي مع التفتح على الاتجاهات الحديثة في الفن التشكيلي الذي يعرف تطورا باستمرار". ومن جهته أكد الرسام فريد داز من سيدي بلعباس أن التجارب الفنية المعروضة في هذه التظاهرة دليل على أن "أعمال الجيل الجديد تعرف نوعا من النهضة وبلغت درجة كبيرة من الابتكار الفني والابداع" وذلك من خلال توظيفه للتراث واهتمامه بتاريخ بلاده. ولتوثيق هذا التراث في أعمال فنية رائعة فقد بات من الضروري "اعادة احياء فن الجداريات التي أرخت لمختلف الحقب التاريخية وأبرزت مراحل الثورة الجزائرية والمعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي -تقول كمن جهتها الرسامة عوف موخليفة من وهران. وللتذكير فقد ازدان هذا الصالون الذي تنظمه دار الثقافة "زدور ابراهيم بلقاسم" و مدرسة الفنون الجميلة لوهران بعرض أزيد 70 لوحة فنية أغلبها تتناول مواضيع مستوحاة من التراث الوطني والعادات والتقاليد االجزائرية الأصيلة.