تم التوقيع يوم الاثنين بالجزائر على بروتوكول اتفاق جزائري-برتغالي خاص بإنشاء مؤسسات مشتركة من اجل انجاز عدة مشاريع سكنات عمومية و التجهيزات المرافقة. و سيمكن هذا البروتوكول الذي وقع على هامش زيارة كاتب الدولة البرتغالي المكلف بالاقتصاد والتنمية الإقليمية أنطونيو ألميدا هنريكي للجزائر من قدوم "أهم" الشركات البرتغالية في مجال بناء السكنات إلى الجزائر و تحويل مهارتهم من خلال شركات مختلطة. و تم التوقيع بالأحرف الأولى على هذه الوثيقة من طرف كاتب الدولة البرتغالي و وزير السكن و العمران عبد المجيد تبون. و بالتالي سيشارك الطرف الجزائري الممثل في شركة تسيير المساهمات "إنجاب" بنسبة 51 بالمائة في رأس مال هذه المؤسسات المشتركة مع مؤسسات برتغالية رائدة و معروفة بخدماتها الجيدة في مجال نوعية البناء و آجال الانجاز. و قال تبون خلال حفل التوقيع "علينا الشروع بسرعة جدا في وضع هذا البرتوكول و المرور إلى المرحلة التطبيقية. و هدفنا هو الشروع في الأشغال في شهر جانفي المقبل على الأكثر. بعد استكمال الإجراءات الضرورية". و في هذا السياق سينتقل وفد جزائري إلى البرتغال خلال الأسابيع المقبلة قصد اكتشاف السوق المحلية للبناء و اختيار المؤسسات الشريكة. و ستتكفل هذه المؤسسات المشتركة بحصة "هامة" من مشاريع السكنات العمومية في إطار البرنامج الحكومي المسطر. و هناك حصة تضم 50.000 سكن على الأقل خصصت لهذه الشركات الجديدة. و يتعلق الأمر خاصة بانجاز أجزاء من مدن جديدة سيما مدينة سيدي عبد الله بالجزائر. و هو "التزام مشترك للطرفين متعلق بانجاز أكبر عدد ممكن من المشاريع في شكل مدن صغيرة تضم من 3000 إلى 5000 سكن مع كل التجهيزات المرافقة سيما المؤسسات التربوية و الصحية الأمنية" حسبما أكد الوزير. و من المقرر إجراء زيارة قريبا لتحديد المواقع المعنية في المدن الجديدة بالتعاون مع وزارة التهيئة العمرانية والبيئة و المدينة حسب السيد تبون الذي أكد أن كل الأنماط ستكون معنية بهذه المشاريع بما فيها السكن الاجتماعي و البيع بالإيجار. و تضم خريطة طريق هذه الشراكة انجاز مصانع للسكنات الجاهزة. و ستمكن هذه اامؤسسات المشتركة أيضا من تحويل تكنولوجيات البناء و تكوين الشباب الجزائري في هذا المجال. و في هذا السياق يقرر البروتوكول تكوينات قصيرة المدة في الموقع في البلدين للحصول على شهادة متعامل ورشات. و أعرب الوزير عن أمله في أن يكون "للبرتغاليين تكنولوجيا جد متقدمة في مجال البناء التي نريد تحويلها". و أشار إلى أن "هذا البرتوكول يمثل شراكة حقيقية لان البرتغاليين لن يكتفوا بانجاز بعض المشاريع و المغادرة بأموالنا و لكنهم سيستقرون هنا لمدة طويلة مما سيمكن من تكوين شبابنا مع تحويل المهارة". و حسب الوزير فان اتفاقات الشراكة المقبلة مع الأجانب تتم بنفس المبدأ. و هذه المقاربة الجديدة تهدف إلى تنويع الشركاء الأجانب و تعزيز الطاقة الوطنية للبناء التي تسجل عجزا في مجال السكنات. و أضاف أن المجال مفتوح أمام المتعاملين الخواص لإبرام شراكات مع المؤسسات البرتغالية. و سنرعى هذه الاتفاقات التي ستكون ذات فائدة على البلد حيث تقارب طاقة انجازها 80.000 وحدة سنويا". واعتبر المدير العام لشركة مساهمات الدولة "إنجاب" حفيظ فصولي انه تم اختيار صيغة الشركة المختلطة من اجل ديمومة هذه الشراكة. و ستستفيد هذه المؤسسات المشتركة التي تقدر مدتها ب80 سنة من تخفيفات حددت مؤخرا من طرف الحكومة بخصوص منح الصفقات مما سيضمن التمركز الجيد في السوق الجزائرية. و من جهة أخرى أوضح فصولي أن هناك إبداعات جديدة في مجال البناء و التقنيات المتطورة التي ستدخل بفضل هذه الشراكة لكي تتماشى مع المعايير الدولية. و يقوم أنطونيو ألميدا هنريكي رفقة ممثلي خمس شركات متخصصة في البناء بزيارة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام تهدف إلى تقريب الأطراف الفاعلة في مجال السكن. و صرح هنريكي انه "وقت تاريخي بالنسبة للعلاقات بين الجزائر و البرتغال" مضيفا أن "الوزير الأول البرتغالي جد راضي على نتائج هذه الزيارة".