ذكر المشاركون في الملتقى الدولي حول "المقاومة الجزائرية في كتابات الأنا والآخر 1830-1962" الذي تتواصل أشغاله اليوم الأربعاء بمستغانم أن الشعر الشعبي ساهم في التوثيق والتأريخ للمقاومات الشعبية والثورة التحريرية طيلة مرحلة الاستعمار التي دامت 132 سنة. وأوضحوا في اليوم الثاني من هذا اللقاء المنظم في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للإستقلال وال 58 لاندلاع الثورة التحريرة المجيدة أن الشعر الشعبي كان "محفزا للثورات ووسيلة من وسائل المقاومة الثقافية ضد الاستعمار والتحريض على الثورة الحريرية". وفي ذات السياق أوضح الدكتور ابن يشو جيلالي من جامعة مستغانم أن الشعر الشعبي الذي قدمه عدد من الشعراء أمثال "سيدي لخضر بن خلوف" و"محمد بلخير" و "المنداسي" و"ابن قيطون" وغيرهم اتسمت بتمجيد أبطال المقاومات كالأمير عبد القادر والمقراني والحداد وكذا التعبير عن مآسي الشعب الجزائري. وأضاف المحاضر أن الشعر أثناء الثورة "انعكست فيه الروح الوطنية وحاول تقديم تصور وطني للتاريخ والاشارة إلى مستقبل" مبرزا أن هذه "النتاجات الشعرية التي مجدت الثورة وأبطالها بقيت راسخة لدى الناشئة". ويرى الدكتور قادة عقاق من جامعة سيدي بلعباس أن الشعراء ما قبل الثورة "مهدوا من خلال كتاباتهم لقيام الثورة من خلال نشر الوعي السياسي والدعوة إلى التحرر ونشر أمل الانتصار" معتبرا في نفس السياق أن النص الشعري في تلك الحقبة "كان دافعا للفعل الثوري". وأوضح نفس المحاضر أنه بعد اندلاع الثورة "لم يتخلف الشعر الجزائري الفصيح عن مواكبتها والدعوة لها والتعبير عن بطولاتها وأمجادها وانتصاراتها" مضيفا أن "الثورة الجزائرية كانت منبعا هاما لكثير من الشعراء العرب من مصر والعراق وسوريا والمغرب وتونس وغيرها حيث خصصوا حيزا معتبرا من ابداعاتهم لثورة التحرير باعتبارها ثورة قومية ميزت القرن العشرين". كما تتضمن أشغال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى المنظم من طرف كلية الآداب والفنون لمستغانم بالتنسيق مع مخبر الدراسات اللغوية والأدبية في الجزائر تقديم سلسلة من المحاضرات منها "الثورة التحريرية في شعر مفدي زكريا" و"المقاومة الجزائرية في الخطاب الشعري المغربي" و"التجليات القومية لثورة التحرير في الشعر العربي المعاصر" إلى جانب قراءة توصيات الملتقى.