سمحت صيغة "السياحة لدى السكان" بتاغيت ببني عباس بولاية بشار بإنقاذ الموسم السياحي الجاري بهذه المنطقة الواقعة بالجنوب الغربي للوطن وتغطية العجز في ما يتعلق بمنشآت الإيواء بهذه المناطق السياحية، حسب ما لوحظ. وتشكل هذه الصيغة الممارسة من طرف عديد العائلات والشباب بهذه المناطق "صيغة تضامنية للإيواء تساهم في دعم السياحة المستدامة"، كما أوضح عدد من ممارسي هذا النوع من النشاط السياحي . كما تسمح هذه الصيغة التي عرفت انتشارا خلال السنوات الأخيرة للسياح باكتشاف "عن قرب" ثقافة وعادات السكان المضيفين وتشجع أيضا على تقريب وتوطيد العلاقات، كما أجمع على ذلك سياح وطنيون يقضون عطلتهم الشتوية بمنطقة تاغيت السياحية . منشآت الإستقبال محجوزة عن آخرها ولا مكان شاغر بها وبهذه المنطقة الواقعة على بعد 97 كلم جنوب بشار سجلت حوالي 40 وحدة من السكنات القديمة للقصر العتيق المخصصة لهذا النوع من النشاطات إقبالا "واسعا" من السياح خلال هذا الموسم وهي الآن محجوزة عن آخرها ولا مكان شاغر بها بسبب الطلبات المتزايدة خاصة من طرف السياح الوطنيين، حسب ما أكده ملاكها. وتشكل هذه السكنات التي عرفت أشغال إعادة تأهيل لتمكينها من الإستجابة للمتطلبات المتعلقة بإيواء وإطعام السياح " بدائل" بالنسبة لعديد السياح وذلك بالنظر إلى العجز المسجل بهذا الشأن على مستوى هذه المنطقة ذات الطابع السياحي. وترتقب منطقة تاغيت بمناسبة العطلة الشتوية و أعياد نهاية السنة إقبال أكثر من أربعة آلاف سائح حسب ما أوضح متعاملون محليون في السياحة. و قد أدى التأخير المسجل في إنجاز أشغال إعادة تجديد وتهيئة الفندق الوحيد للمدينة الى إنعاش واتساع "السياحة لدى السكان" كصيغة مشجعة من خلال أسعارها التنافسية المحددة من قبل ملاك هذه السكنات وأيضا من خلال جمال مواقع منطقة تاغيت حسب ما أشار إليه المرقون. "إن تعلق السكان بالثقافة والبيئة الإجتماعية كان وراء هذا النجاح الذي حققته هذه الصيغة السياحية التي اخترناها خلال إقامتنا بتاغيت وبني عباس"، كما أكد زوج من السياح وفد من غرب الوطن. بني عباس: الوجهة السياحية الأخرى وببني عباس ومن بين 1.500 سائح وطني الذين اختاروا هذه المدينة لقضاء عطلتهم و الإحتفال بنهاية السنة إختار 1.260 سائح هذه الصيغة السياحية في حين فضل باقي السياح التوجه إلى فندق "الريم" كما ذكر مسؤول الجمعية المحلية "عوارورت" للتضامن وإحياء العادات. وقد تم تسجيل بهذه المنطقة الواقعة على بعد 241 كلم جنوب بشار خمسين عائلة فضلا عن الشباب ممن لجؤوا لممارسة هذا النشاط السياحي مما ساهم في استحداث خلال هذا الموسم السياحي عديد مناصب الشغل المؤقتة وساعد على إنعاش عديد النشاطات التجارية الأخرى عبر هذه المدينة''، حسب ما أضاف السيد عبد القدر تلاماني المنسق المحلي للسياحة. ومن خلال موقعها الكائن بقصر "عواروروت" تتأهب هذه الجمعية المحلية التي تحمل نفس الإسم إبتداء من الاسبوع الجاري لاستقبال عبر مراحل متتابعة عديد الفرق السياحية الوطنية تضم في مجموعها 200 شخصا. وقد تمت تهيئة 35 غرفة إلى جانب حديقة يضمها هذا الموقع من طرف أعضاء هذه الجمعية لوضعها في متناول السياح الذين يختارون الإقامة ببني عباس المدينة الساحرة التي تزخر بمؤهلات سياحية وطبيعية هائلة . كما تنظم هذه الجمعية الرائدة في مجال "السياحة لدى السكان" لفائدة السياح دورات بيئية على مستوى الكثبان الرملية الذهبية للعرق الغربي عبر دراجات هوائية وعلى متن الجمال لتمكينهم من اكتشاف مختلف المواقع السياحية الخلابة التي تزخر بها هذه المنطقة الصحراوية حسب ما أوضح رئيس هذه الجمعية. وترتقب وجهة الساورة التي عرفت خلال الخمس سنوات الأخيرة انتعاشا "ملحوظا" للنشاطات السياحية بفضل هذا النوع من الصيغ فتح في غضون العامين المقبلين منشآت فندقية جديدة على غرار فندق "تاغيت" (57 غرفة ) الجاري حاليا تجديده و المركب السياحي و الثقافي لتاغيت الذي سينجز بطاقة استيعاب تصل إلى 100 شقة و 200 خيمة تقليدية فضلا عن مختلف الفضاءات الخاصة بالنشاطات السياحية والرياضية.